وليد صبري

قالت أخصائية التغذية العلاجية ونائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة، أريج السعد، إن نقص المناعة المكتسبة يُعد من الحالات السريرية التي تتطور نتيجة أمراض أو عوامل بيئية أو علاجات تؤدي إلى خلل في وظائف الجهاز المناعي.

وأضافت السعد أريج السعد أن أبرز أسباب هذه الحالة تشمل العدوى المزمنة مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والعلاجات المثبطة للمناعة المستخدمة في السرطان وأمراض المناعة الذاتية، وسوء التغذية، والأمراض المزمنة المتقدمة، وعمليات زرع الأعضاء.

وأشارت إلى أن التغذية تُشكل ركيزة أساسية في تحسين جودة الحياة، ودعم المناعة، والحد من تطور المضاعفات لدى هذه الفئة من المرضى.

وتابعت موضحة أن الحالة التغذوية ترتبط ارتباطاً مباشراً بكفاءة الجهاز المناعي، حيث إن النقص في الطاقة أو البروتين أو المغذيات الدقيقة يضعف الاستجابة الالتهابية، ويقلل من عدد الخلايا الليمفاوية، ويُضعف الحاجز المخاطي في المسار الهضمي، مما يزيد خطر العدوى.

وأكدت أن الأدلة تشير إلى وجود سوء التغذية لدى ما بين 30 إلى 60 بالمئة من المرضى المصابين بنقص المناعة المكتسبة، مما يجعله عاملاً رئيسياً في زيادة معدل الوفيات وتكرار العدوى.

وقالت السعد إن عناصر غذائية مثل الفيتامينات (أ، سي، دي، إي) بالإضافة إلى الزنك والسيلينيوم، تلعب دورًا محوريًا في تكوين الأجسام المضادة وتعزيز المناعة الخلوية، كما أن البروتين ضروري لبناء الإنزيمات المناعية وإصلاح الأنسجة.

وأضافت أنه لهذا السبب تُوصي الإرشادات بأن يتلقى المرضى كميات كافية من البروتين قد تصل إلى 1.2 – 1.5 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم، وقد تكون أعلى في حالات العدوى والتحلل العضلي.

وفيما يتعلق بأهم التحديات الغذائية، أشارت السعد إلى تحدي فقدان الشهية وسوء الامتصاص، حيث يعاني المرضى من أعراض جهاز هضمي مرتبطة بالمرض أو بالعلاج مثل الغثيان والقيء والإسهال وتقرحات الفم، مما يؤدي إلى انخفاض المدخول الغذائي وسوء الامتصاص، وهو ما يُلاحظ بشكل خاص لدى مرضى فيروس نقص المناعة البشرية أو المرضى بعد زرع الأعضاء.

وتابعت أن التحدي الثاني يتمثل في خطر العدوى المنقولة بالغذاء، حيث يكون المرضى بسبب ضعف مناعتهم أكثر عرضة للإصابة بها، موصية باتباع نظام غذائي منخفض الميكروبات يشمل تجنب الأطعمة النيئة وغير المبسترة والأغذية عالية الخطورة مثل البيض غير المطهو جيدًا واللحوم الباردة غير المسخنة.

وقالت إن التحدي الثالث يكمن في زيادة الاحتياجات الغذائية، حيث ترتفع الاحتياجات من الطاقة والبروتين في حالات العدوى النشطة أو الالتهاب المزمن، محذرة من أن عدم تلبية هذه الاحتياجات يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، وضعف المناعة، وتراجع الاستجابة العلاجية.

وأضافت أن رابع هذه التحديات هو التداخلات الدوائية–الغذائية، حيث إن الأدوية المثبطة للمناعة أو المضادة للفيروسات قد تتداخل مع امتصاص الفيتامينات والمعادن، كما أن بعض الأدوية مثل مثبطات البروتياز المستخدمة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية تؤثر على استقلاب الدهون والكربوهيدرات، مما يتطلب خطة تغذوية دقيقة لتجنب المضاعفات.

وأشارت إلى التحدي الخامس والمتمثل في ضرورة التحفظ في استخدام المكملات الغذائية، حيث إن استخدامها العشوائي رغم أهمية بعضها قد يسبب سمية أو يُضعف فاعلية العلاج المناعي، موصية بالاعتماد على التحاليل المخبرية قبل وصف أي مكمل.

ولفتت إلى أن التحديات النفسية والاجتماعية مثل الوصمة الاجتماعية والاكتئاب وقلة الدعم تشكل تحديًا سادسًا يؤثر على الشهية والتزام المريض بالخطة الغذائية، مما يجعل الدعم النفسي عنصراً تكميلياً مهماً.

وختمت أخصائية التغذية العلاجية أريج السعد تصريحها بالتأكيد على أن الرعاية التغذوية لمرضى نقص المناعة المكتسبة تُعد عنصراً أساسياً لتحسين المناعة وتحقيق نتائج علاجية أفضل.

وقالت إن تحقيق هذا الهدف يتطلب تقييماً تغذوياً دقيقاً، وخطة فردية، وتعاوناً وثيقاً بين اختصاصيي التغذية والأطباء والتمريض للحد من المخاطر وتحسين جودة حياة المرضى.