حوراء مرهون - تصوير نايف صالح

سلطت الحلقة الجديدة من برنامج ”شغف“ الذي تبثه «الوطن» على منصاتها الرقمية، الضوء على قصة شغف الشاب البحريني يوسف أحمد بتربية الحيوانات الأليفة، حيث يملك 200 حيوان مختلف بكلفة تزيد عن 3 آلاف دينار للتغذية شهرياً، ويستقبل أيضاً قطط وكلاب الشوارع المشردة للإنقاذ والرعاية.وفي حواره مع «شغف» يصف يوسف علاقته بتربية الحيوانات وشغفه الذي كبر منذ الطفولة ليتحول لمشروع تجاري امتدّت آفاقه للعالم، وأصبح يوفر خدمات توفير ورعاية الحيوانات لأوروبا عابراً كل الحدود الجغرافية، قائلاً ” تربية الحيوانات ليست هواية أو شغفاً فقط، إنما هو حب وفطرة من الطفولة كبرت معي وتملّكت حياتي.. لذا ليس لها نهاية أو حد بالنسبة لي“.. وبداية يوسف في تربية الحيوانات كانت بدائية، حسب قوله، حيث كان يسكن في منطقة المقابة المحاطة بالأشجار والمزارع الكبيرة، وبحكم ضعف الإمكانيات والتجهيزات كان يختار برفقة أصحابه المناطق البرية لتربية الحيوانات المشردة، أغلبها كلاب سائبة في الشارع، حتى تطورت الهواية وتحولت لاستيراد الكلاب الأصيلة والمميزة.ويؤكد يوسف بأن الثقة المتبادلة بين الإنسان والحيوان تشعره بالأمان، مما يجرده من سلوكه العدائي تجاه الفرد، أما إذا شعر الحيوان بخوف الإنسان فهو سيبدأ الهجوم والسلوك العدائي.ويذكر بأن الغزال من أصعب الحيوانات التي لا تشعر بالأمان سريعًا، لكنه رغم ذلك صادقها أيضًا، ويعزى ذلك بأنه منذ ولد لا يشعر بالخوف مطلقاً من أي حيوان أليفاً كان أو مفترساً، رغم أنه تعرض للكثير من حالات العض، في فترات علاج الكلاب السائبة.ولا يبدو الأمر مزعجاً بالنسبة ليوسف حين يعلل ذلك: «الحيوان فطرته العض للتعبير عن مشاعره ورغباته، فهو لا يمكنه أن يعبّر بطريقة أخرى، ولكن أيضاً مع مرور الوقت يعرف الحيوان بأنك صديق له، وتعالجه لتنقذه فينتهي السلوك العدائي».وتشكل التكلفة التشغيلية أبرز التحديات التي يواجهها مشروع رعاية الحيوانات، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وأطعمة الكلاب والقطط، وحاجة العديد من الحيوانات للتكييف لساعات طويلة نظراً لحرارة الجو. وبالإضافة لارتفاع أسعار العلاج للحيوانات، رغم وفرة العيادات البيطرية إلا أن العيادات أيضاً ترفع أسعارها بسبب ارتفاع الكلفة التشغيلية لها.ويمارس يوسف هوايته ويقضي جل يومه برفقة الحيوانات بمتعة وفرح، ويؤكد بأنه وجد نفسه في هذا المجال، وأعطى كل ما يستطيع بحب ولذلك جاء الأثر إيجابياً ووصل لكل العالم.وفي بادئ الأمر كان يوفر الحيوانات حسب طلب معارفه، لكن بسبب زيادة الطلبات وتوسع دائرة الزبائن اختار توسيع العمل والتحول لمشروع تجاري، وأهم ركيزة اهتم بها في العمل هي الصدق مع الناس في المعاملة حسب قوله.لكن هذا النجاح في الآن ذاته يحمله مسؤولية كبيرة، حيث قال: «بشكل أو بآخر صرت سفيراً للبحرين في هذا المجال، وأصبح محبو الحيوانات في العالم يشيرون للبحرين باسمي، لذا وجدت نفسي محملاً بمسؤولية كبيرة وهي تمثيل بلدي خير تمثيل أمام العالم».ويشكر يوسف الحيوانات كلها، ويجد نفسه مديناً لهم على كل الثقة التي يجدها بين الناس والنجاح، لذا مهما كانت الخسائر المادية فهي ليست عائقاً في الاستمرار.ويهتم يوسف بالكلاب بشكل أكبر ولافت، ويوضح سبب هذا الاهتمام: «يمكننا الاستفادة من الكلاب في عدة نواحٍ مهمة، وإحداها بأن الكلاب اليوم أصبحت أداة للعلاج النفسي، وأداة حماية في المنافذ البرية والجوية، وتستخدم في مراكز التوحد وذوي الهمم للعلاج، ونجد بأن الكثير من الأطباء ينصحون باقتناء نوع من الكلاب لأنها حيوانات لطيفة ولها قدرة علاجية. بالإضافة لقدرتها على إزالة الطاقة السلبية من الأفراد وتخفيف ضغوطات الحياة».ويؤكد يوسف بأن شخصيات كبيرة يتابعونه ويشجعونه ولذا فهذا يضعه في موقف رد الجميل وتبييض الوجه أمامهم كما يقول.ويطمح يوسف للعالمية، من خلال زرع بذرة رعاية الحيوانات والاهتمام بهم دون النظر للجانب المادي فقط، وأن تنتشر هذه الفكرة في كل العالم، ويكون للبحرين الفضل في تصدير ثقافة المحافظة والعناية بالحيوانات وأن يكون للحيوانات مأوى في كل مكان.