الزبارة.. الحلقة الأولى
منذ أن تاسست الزبارة على يد الشيخ محمد بن خليفة الكبير، عام 1762 ميلادي، وجدت قبائل شبة جزيرة قطر ضالتهم في وجود دولة ترعى مصالحهم وتدافع عن مدنهم وقراهم، وكانوا قبل ذلك معرضين لشتى أنواع الاعتداءات، سواء من قطاع الطرق في البر أو من القراصنة في البحر، أو من القوى المحيطة بهم، لذلك قدمت قبائل شبه جزيرة قطر ولائهم لحكام الدولة الخليفية، واصبحوا جزءاً فاعلاً ومكوناً رئيسياً في الدولة الحديثة. وبفضل الحكمة السياسية والقيادة الواعية لحكام الدولة وعلاقاتهم الواسعة مع محيطهم ومع القوى الدولة من محيطهم، أزدهرت الزبارة وما حولها، وأصبحت مقصدا للعلماء والتجار، والمهاجرين والباحثين عن الحياة الآمنة المستقرة، فأستقروا فيها وساهموا في بنائها ونهضتها. السيد جمعة بن محمد الكعبي، كان والده أحد أعيان الزبارة، ويحدثنا جمعة الكعبي عن إقليم الزبارة وما يضمه من مدن وقرى وقلاع، وعن القبائل العربية التي سكنت هذه المنطقة، قبل العدوان الغاشم في الثلاثينيات: عندما تكون في الزبارة، تكون عند قلعة صبحا، التي بناها الشيخ محمد بن خليفة، وجنوب شرق المنطقة هناك ما يعرف بـ "الريضان" وهن كبار، أسم واحدة الهام والآخرى الهيم، وكان والدي يذهب في الشتاء إلى هناك مع جماعته، ويسكنون في بيوت الشعر، هذا هو موطنهم وهذا موقعهم منذ أن أستقروا في تلك المنطقة. وهناك منطقة أسمها لشى شمال منطقة الهام، وحلوان والنعمان وعين محمد، وعين محمد يقال بأن الشيخ محمد بن خليفة هومن حفرها، ومن بعد ذلك جاءت قبيلة النعيم وسكنت المنطقة، وأستمروا بإطلاق أسم عين محمد عليها، نسبة إلى الشيخ محمد بن خليفة، وشرقي تلك المنطقة تأتي منطقة أم الشويل وروضة الفرس والتوين والمشرب، هذا كله وما زلنا لم نصل إلى البحر من جهة الشرق. وعندما نذهب شمال تأتينا منطقتي عذبة والثقب، وهذه المناطق البرية، وكانت مسكونة بشكل دائم سواء في بيوت الشعر أو البيوت الصغيرة الشتوية، وهذه المناطق الداخلية. لشرح القرى الساحلية ننطلق من الزبارة، وأول ما يقابلك شمالاً هي منطقة فريحة، وتأسست شمالها فريحة الكعبان وفريحة السعيد، ثم تتجه شمالاً على ساحل البحر حتى تصل إلى منطقة الحدية والتي تسكنها قبيلة الكعبان، والمناطق ما بين فريحة والحدية هي مناطق شتوية يأتونها أهل البحرين، وهي الشحيمية وظبية والنقيعة ومن ثم يعودون صيفاً إلى البحرين. بعد الحدية تأتي منطقة العريش، وتسكنها قبيلة الكبسة، ومعاهم عدد من أفراد القبائل الأخرى إلا أن الغلبة العددية في العريش لقبيلة الكبسة، وما بعد العريش يميل الساحل إلى الشرق عند منطقة الخوير، وكان أسمها خور حسان، ولكن سمية بالخوير لأن فيها بحر صغير، وبعدها شرقاً تأتي قرية الخداي وهذه القرية يسكن فيها قبيلتي الكعبان والكبسة، ومن بعدها تأتي قرية النباعة، التي يسكنها الكعبان، وبعدها تأتي منطقة اليميل، وأصلها الجميل، ولكن تنطق اليميل وفيها الكعبان والكبسة. وبعد منطقة الجميع تأتي منطقة الرويس، والتي تسكنها قبيلة السادة، وجميع تلك المناطق التي ذكرتها تابعة لمنطقة الزبارة، ومن بعد الرويس يتجه الشاطئ إلى الجنوب الشرقي في منطقة المفجر، وهي منطقة تأسست على يد قبيلة السادة، وسكنتها معهم أيضاً قبيلة الفضالة، ومن بعد المفجر تأتي منطقة رأس لفان والغارية، وهي مناطق تسكنها قبيلة البوكوارة، المناطق البرية التي ذكرتها سابقاً مثل لشى وحلوان والنعمان وعين المحمد يسكنونها قبيلة النعيم، ومنهم الجبر والماجد وهذه مناطقهم، وفي بعض الأحيان تجد أناس من قبائل أخرى فيها، إلا أنها مناطق تتبع لقبيلة النعيم. والكعبان لهم الهام والهية والتويم وأم الشويل، وهناك قلعة صغير في المنطقة بالإضافة إلى روضة الفرس، وتسكن قبيلة الكعبان في المنطقة، أما قبيلة الكبسة لم يسكنوا البر بل سكنوا على السواحل، من العريش إلى الخوير والخداي والجميل، وهذه مناطقهم، وهناك عذبة جنوب شرق قلعة الثغب، سكنتها قبيلة البوكوارة. المناطق البرية 90% منها كانت مسكونة ببيوت الشعر، وبعض المساكن مبنية من الحصا والجص والطين، ولكنها قليلة، وحتى لو كان الحوش أو سور المنزل من الحصا والجص، إلا أن وسط البيت يكون من الشعر، لأن طبيعتهم انهم كانوا من البدو، أم المناطق الساحلة، من الفريحة إلى الحدية والعريش والجميع والخداي والخوير فكانت مبنية، ومازالت آثار المنازل باقية. أهل البر كانوا يعتمدون في حياتهم على تربية المواشي والحيوانات، مثل الإبل والأغنام، ويقومون بالتجارة، بينما أهل القرى الساحلية يعتمدون على البحر في حياتهم، حيث كانوا يمارسون الغوص، وفي الشتاء يتاجرون في الفروش والجص، ويبيعون بضائعهم في المحرق، ثم يعودون إلى مناطقهم، وهكذا كانت حياتهم. اكبر قلعة كانت موجودة في إقليم الزبارة هي قلعة صبحا، وقد تأسست على يد الشيخ محمد بن خليفة، وكانت هناك قلاع كثيرة في منقطة البر، تقريباً هناك قلعة صغيرة في كل القرى البرية، تتكون بشكل رئيسي من الحصن والحوش، وتستخدم للحماية أيام الغارات وأيام إنعدام الأمن. وهناك قلاع كثيرة في لشى، وأم الشويل، وحلوان، الثغب، شمالاً، وأهل المنطقة يكونون هم المسؤولين عن القلاع في مناطقهم، وهي قلاع صغيرة توفر الحماية، وجنوب الزبارة على الساحل هناك منطقة ربيجة، وسكنوها الكعبان والسعود، وفيها قلعة كانت مهدومة، فيما يبدوا أن هناك قبيلة أخرى سكنت المنطقة قبلهم. ومن بعد قلعة صبحا من ناحية المساحة تأتي قلعة الثقب، وهي قريبة من قرية خداي على الساحل الشمالي، وكلف والدي محمد الكعبي من قبل أصحاب العظمة الشيخ عيسى بن علي والشيخ حمد بن عيسى بان يدير القلعة ويكون مسؤول عنها، ومن بعد الثقب إلى جهة الشرق تأتي قلعة الركيات، وفيها أعذب ماء في المنطقة، وتم بناء قلعة على عين الماء، وهي أصغر من قلعة الثقب، وسكن المنطقة البدو والحضر، ولازالت القلعة موجودة وبها نبع الماء. أقلعة صبحا كان المسؤول عنها هم الحكام من آل خليفة، وقلعة أم الشويل مسؤول عنها قبيلة الكعبان، وقلعة لشى مسؤول عنها قبيلة النعيم، وقلعة حلوان مسؤول عنها قبيلة النعيم، والثقب مسؤول عنها الكعبان، أما الركيات فلم تكن قلعة تستخدم للحروب بل للحماية فقط في حالة الغارات، حيث كانت تحمي بدو المنطقة من أي غزوات. اما القرى الساحلية مثل العريش والحدية والخوير والجميل فلم يكن فيها قلاع، بل كانت قرى مفتوحة على البحر.
منذ أن تاسست الزبارة على يد الشيخ محمد بن خليفة الكبير، عام 1762 ميلادي، وجدت قبائل شبة جزيرة قطر ضالتهم في وجود دولة ترعى مصالحهم وتدافع عن مدنهم وقراهم، وكانوا قبل ذلك معرضين لشتى أنواع الاعتداءات، سواء من قطاع الطرق في البر أو من القراصنة في البحر، أو من القوى المحيطة بهم، لذلك قدمت قبائل شبه جزيرة قطر ولائهم لحكام الدولة الخليفية، واصبحوا جزءاً فاعلاً ومكوناً رئيسياً في الدولة الحديثة. وبفضل الحكمة السياسية والقيادة الواعية لحكام الدولة وعلاقاتهم الواسعة مع محيطهم ومع القوى الدولة من محيطهم، أزدهرت الزبارة وما حولها، وأصبحت مقصدا للعلماء والتجار، والمهاجرين والباحثين عن الحياة الآمنة المستقرة، فأستقروا فيها وساهموا في بنائها ونهضتها. السيد جمعة بن محمد الكعبي، كان والده أحد أعيان الزبارة، ويحدثنا جمعة الكعبي عن إقليم الزبارة وما يضمه من مدن وقرى وقلاع، وعن القبائل العربية التي سكنت هذه المنطقة، قبل العدوان الغاشم في الثلاثينيات: عندما تكون في الزبارة، تكون عند قلعة صبحا، التي بناها الشيخ محمد بن خليفة، وجنوب شرق المنطقة هناك ما يعرف بـ "الريضان" وهن كبار، أسم واحدة الهام والآخرى الهيم، وكان والدي يذهب في الشتاء إلى هناك مع جماعته، ويسكنون في بيوت الشعر، هذا هو موطنهم وهذا موقعهم منذ أن أستقروا في تلك المنطقة. وهناك منطقة أسمها لشى شمال منطقة الهام، وحلوان والنعمان وعين محمد، وعين محمد يقال بأن الشيخ محمد بن خليفة هومن حفرها، ومن بعد ذلك جاءت قبيلة النعيم وسكنت المنطقة، وأستمروا بإطلاق أسم عين محمد عليها، نسبة إلى الشيخ محمد بن خليفة، وشرقي تلك المنطقة تأتي منطقة أم الشويل وروضة الفرس والتوين والمشرب، هذا كله وما زلنا لم نصل إلى البحر من جهة الشرق. وعندما نذهب شمال تأتينا منطقتي عذبة والثقب، وهذه المناطق البرية، وكانت مسكونة بشكل دائم سواء في بيوت الشعر أو البيوت الصغيرة الشتوية، وهذه المناطق الداخلية. لشرح القرى الساحلية ننطلق من الزبارة، وأول ما يقابلك شمالاً هي منطقة فريحة، وتأسست شمالها فريحة الكعبان وفريحة السعيد، ثم تتجه شمالاً على ساحل البحر حتى تصل إلى منطقة الحدية والتي تسكنها قبيلة الكعبان، والمناطق ما بين فريحة والحدية هي مناطق شتوية يأتونها أهل البحرين، وهي الشحيمية وظبية والنقيعة ومن ثم يعودون صيفاً إلى البحرين. بعد الحدية تأتي منطقة العريش، وتسكنها قبيلة الكبسة، ومعاهم عدد من أفراد القبائل الأخرى إلا أن الغلبة العددية في العريش لقبيلة الكبسة، وما بعد العريش يميل الساحل إلى الشرق عند منطقة الخوير، وكان أسمها خور حسان، ولكن سمية بالخوير لأن فيها بحر صغير، وبعدها شرقاً تأتي قرية الخداي وهذه القرية يسكن فيها قبيلتي الكعبان والكبسة، ومن بعدها تأتي قرية النباعة، التي يسكنها الكعبان، وبعدها تأتي منطقة اليميل، وأصلها الجميل، ولكن تنطق اليميل وفيها الكعبان والكبسة. وبعد منطقة الجميع تأتي منطقة الرويس، والتي تسكنها قبيلة السادة، وجميع تلك المناطق التي ذكرتها تابعة لمنطقة الزبارة، ومن بعد الرويس يتجه الشاطئ إلى الجنوب الشرقي في منطقة المفجر، وهي منطقة تأسست على يد قبيلة السادة، وسكنتها معهم أيضاً قبيلة الفضالة، ومن بعد المفجر تأتي منطقة رأس لفان والغارية، وهي مناطق تسكنها قبيلة البوكوارة، المناطق البرية التي ذكرتها سابقاً مثل لشى وحلوان والنعمان وعين المحمد يسكنونها قبيلة النعيم، ومنهم الجبر والماجد وهذه مناطقهم، وفي بعض الأحيان تجد أناس من قبائل أخرى فيها، إلا أنها مناطق تتبع لقبيلة النعيم. والكعبان لهم الهام والهية والتويم وأم الشويل، وهناك قلعة صغير في المنطقة بالإضافة إلى روضة الفرس، وتسكن قبيلة الكعبان في المنطقة، أما قبيلة الكبسة لم يسكنوا البر بل سكنوا على السواحل، من العريش إلى الخوير والخداي والجميل، وهذه مناطقهم، وهناك عذبة جنوب شرق قلعة الثغب، سكنتها قبيلة البوكوارة. المناطق البرية 90% منها كانت مسكونة ببيوت الشعر، وبعض المساكن مبنية من الحصا والجص والطين، ولكنها قليلة، وحتى لو كان الحوش أو سور المنزل من الحصا والجص، إلا أن وسط البيت يكون من الشعر، لأن طبيعتهم انهم كانوا من البدو، أم المناطق الساحلة، من الفريحة إلى الحدية والعريش والجميع والخداي والخوير فكانت مبنية، ومازالت آثار المنازل باقية. أهل البر كانوا يعتمدون في حياتهم على تربية المواشي والحيوانات، مثل الإبل والأغنام، ويقومون بالتجارة، بينما أهل القرى الساحلية يعتمدون على البحر في حياتهم، حيث كانوا يمارسون الغوص، وفي الشتاء يتاجرون في الفروش والجص، ويبيعون بضائعهم في المحرق، ثم يعودون إلى مناطقهم، وهكذا كانت حياتهم. اكبر قلعة كانت موجودة في إقليم الزبارة هي قلعة صبحا، وقد تأسست على يد الشيخ محمد بن خليفة، وكانت هناك قلاع كثيرة في منقطة البر، تقريباً هناك قلعة صغيرة في كل القرى البرية، تتكون بشكل رئيسي من الحصن والحوش، وتستخدم للحماية أيام الغارات وأيام إنعدام الأمن. وهناك قلاع كثيرة في لشى، وأم الشويل، وحلوان، الثغب، شمالاً، وأهل المنطقة يكونون هم المسؤولين عن القلاع في مناطقهم، وهي قلاع صغيرة توفر الحماية، وجنوب الزبارة على الساحل هناك منطقة ربيجة، وسكنوها الكعبان والسعود، وفيها قلعة كانت مهدومة، فيما يبدوا أن هناك قبيلة أخرى سكنت المنطقة قبلهم. ومن بعد قلعة صبحا من ناحية المساحة تأتي قلعة الثقب، وهي قريبة من قرية خداي على الساحل الشمالي، وكلف والدي محمد الكعبي من قبل أصحاب العظمة الشيخ عيسى بن علي والشيخ حمد بن عيسى بان يدير القلعة ويكون مسؤول عنها، ومن بعد الثقب إلى جهة الشرق تأتي قلعة الركيات، وفيها أعذب ماء في المنطقة، وتم بناء قلعة على عين الماء، وهي أصغر من قلعة الثقب، وسكن المنطقة البدو والحضر، ولازالت القلعة موجودة وبها نبع الماء. أقلعة صبحا كان المسؤول عنها هم الحكام من آل خليفة، وقلعة أم الشويل مسؤول عنها قبيلة الكعبان، وقلعة لشى مسؤول عنها قبيلة النعيم، وقلعة حلوان مسؤول عنها قبيلة النعيم، والثقب مسؤول عنها الكعبان، أما الركيات فلم تكن قلعة تستخدم للحروب بل للحماية فقط في حالة الغارات، حيث كانت تحمي بدو المنطقة من أي غزوات. اما القرى الساحلية مثل العريش والحدية والخوير والجميل فلم يكن فيها قلاع، بل كانت قرى مفتوحة على البحر.