تُعد فاطمة القطان مثالًا حيًا للإرادة والشغف برياضة الشطرنج، حيث تمكنت خلال فترة وجيزة من التحول من متطوعة في التحكيم إلى تحقيق إنجاز كبير بنيلها لقب حكم اتحادي معتمد من الاتحاد الدولي للشطرنج.

بدأت رحلة فاطمة القطان في عالم التحكيم خلال بطولة خالد بن حمد للشطرنج لمدارس البحرين عام 2022، حيث خاضت تجربة تطوعية للتحكيم كانت بمثابة انطلاقة لطموحاتها في هذا المجال. أكسبتها تلك التجربة الأولى خبرة كبيرة وساعدتها في بناء قاعدة معرفية وتحكيمية متينة، ما دفعها للاستمرار والمشاركة في بطولات محلية عديدة بشكل تطوعي وتدريبي.

في عام 2023، وبدعم من الاتحاد البحريني للشطرنج، نجحت القطان في اجتياز الندوة 135 لمحكمي الاتحاد الدولي للشطرنج. هذا الإنجاز لم يكن مجرد خطوة تقنية، بل كان بداية لنقلتها إلى الساحة الدولية.

في عام 2024، تمكنت القطان من تمثيل البحرين في محافل دولية بارزة، مثل مهرجان جدة الدولي للشطرنج بنسخته الأولى ومهرجان أبو ظبي الدولي للشطرنج في نسخته الثلاثين.

أثمرت هذه المشاركات عن استيفاء متطلبات الحصول على لقب حكم اتحادي، وهو ما تم اعتماده رسميًا من قبل الاتحاد الدولي للشطرنج في نوفمبر 2024. بهذا الإنجاز، أصبحت القطان ثاني امرأة بحرينية تحصل على هذا اللقب، مما يعكس جهودها وشغفها المستمر لتطوير نفسها.

أكد المهندس إبراهيم آل بورشيد، الأمين العام للاتحاد البحريني للشطرنج، في تصريح خاص أن "فاطمة القطان تمثل نموذجًا مشرفًا للمرأة البحرينية التي تسعى لتحقيق التميز في رياضة الشطرنج. بدايتها كمتطوعة وتحولها إلى حكم اتحادي معتمد في فترة زمنية قصيرة يعكس التزامها الكبير وشغفها بتطوير هذه الرياضة. نحن في الاتحاد نفتخر بهذا الإنجاز".

من جانب آخر تقول القطان: "رياضة الشطرنج ليست مجرد لعبة، بل هي عالم مليء بالفرص لكل من يرغب في التعلم والمساهمة. الاتحاد البحريني للشطرنج هو بيتنا جميعًا، ويتيح الفرصة لكل من لديه شغف للتطور وخدمة هذه الرياضة."

ختامًا، تُبرز قصة نجاح القطان دور الاتحاد البحريني للشطرنج في دعم المواهب المحلية، لا سيما في مجال التحكيم، حيث يسعى الاتحاد إلى سد الحاجة الملحة لوجود حكام محليين معتمدين دوليًا لتغطية البطولات العديدة التي تُقام في البحرين، والتي تصل إلى ما يعادل 10 بطولات شهريًا تتنوع بين بطولات الخاطف والسريع والكلاسيك.