يزداد عدد المدربين الشباب، وتعد واحدة من الظواهر التي باتت أكثر انتشاراً بالسنوات الأخيرة، حيث انخفض أعمار المديرين الفنيين بشكل ملحوظ، بفضل اتجاه إدارات الأندية الأوروبية إلى تجديد الدماء والاعتماد على الكرة الحديثة بعد التقدم الكبير الذي شهدته اللعبة.

في البريميرليج يبلغ متوسط أعمار المدربين 47.5 عاماً وهو أدنى مستوى خلال آخر عقدين، وبالنظر إلى فابيان هوتسلر المدير الفني لفريق برايتون الذي يبلغ من العمر 31 عاماً ويعد أصغر مدرب في تاريخ المسابقة، فيقدم مستويات مميزة خلال الموسم الجاري وسط توقعات باحتلاله مركز متقدم مع نهاية الدوري الإنجليزي.

ويعتبر هوتسلر واحد من 3 مدربين في البريميرليج في الثلاثينات من العمر، حيث يبلغ كلا من ماكينا مدرب إيبسويتش تاون ومارتن مدرب ساوثهامبتون 38 عاماً، علما بأن الموسم الجاري من الدوري الإنجليزي يعد الأول الذي لا يوجد فيه مدرب يتجاوز عمره 60 عاماً منذ موسم 1998/1999.

ويعد أنجي بوستيكوجلو الذي يتولى تدريب توتنهام هوتسبير أكبر مدرب في البريميرليج حالياً ويبلغ من العمر 59 عاماً، الأمر الذي جعل جميع مشجعي الكرة يتساءل عن سبب انخفاض معدل أعمار المدربين.

للوهلة الأولى قد يبدو الأمر مجرد مصادفة إحصائية بعد خسارة البريميرليج لروي هودسون الذي كان أكبر المدربين سناً على الإطلاق في البطولة مع قدوم هوتسلر الأصغر سناً، لكن الحقيقة أن النزول بمعدل أعمار المدربين بات توجها متعمداً، ولا يقتصر الأمر على المسابقة الإنجليزية فحسب، بل في مختلف المسابقات.

وفي البوندسليجا توجه بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند إلى فينسنت كومباني ونوري شاهين اللذان يبلغا 38 و 36 عاماً على الترتيب، أما في الليجا لا يزال هناك بعض المخضرمين كأنشيلوتي وبيليجريني لكن يوجد إينيجو بيريز مدرب رايو فاليكانو وكلاوديو جيرالديز مدرب سلتا فيجو ويبلغان 36 عاماً، إضافة إلى بورخا خيمينيز مدرب ليجانيس البالغ من 39 عاماً.

وفي الدوري الفرنسي يبلغ ويل ستيل مدرب لانس 31 عاماً، بينما يخالف الكالتشيو الإيطالي ذلك الاتجاه قليلاً إلا أن هناك سيسك فابريجاس مدرب كومو إبن السابعة والثلاثين وبغض النظر أن هناك بعض الأندية التي تجد نفسها مضطرة لتعيين مدربين شباب وفقاً لظروف معينة دون تخطيط مسبق.

وربما يتمثل العامل الأساسي في التحول نحو المدربين الشباب إذا كان متعمداً في حقيقة أن المدير الفني لم يعد منوطًا بعمل كل شيء بنفسه كما كان الحال سابقاً، لكن هناك أكثر من مساعد بواجبات مختلفة، ما يعني أن عيوب تعيين شخصية أصغر سناً قد تقلصت، حيث يمكن أن يكون الأصغر سناً أكثر جاذبية ومرونة وإبداعًا مع الامتثال لسياسة وأهداف النادي، على عكس المدربين الأكبر ممن يميلون للإشراف على كل شيء بأنفسهم.

بناءً على ما سبق، يمكن القول بأن توجه الأندية نحو مدربين شباب بات متعمداً لكن ليس بالضرورة أن يستمر متوسط الأعمار في الانخفاض، إذ أن الجيل الحالي من المدربين سيتقدمون بالعمر مع احتمالية كبيرة لاحتفاظ معظمهم بوظائفهم في ظل أن العديد من العوامل التي أدت إلى قلة متوسط أعمار المدربين من غير المرجح أن تختفي.