وليد عبدالله
علينا التركيز والحضور الذهني إذا أردنا معانقة الذهب من جديد
مشاركتي الأول في «خليجي 14» وآخر مشاركة بالنسخة الـ18
اعتبر اللاعب الدولي السابق والمدرب الوطني راشد الدوسري أن دورة كأس الخليج العربي بطولة «استثنائية» للمجتمع الخليجي، مؤكداً أنها تمتاز بالجوانب الإيجابية التي ساهمت في تعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء دول مجلس التعاون بدول الخليج العربية، وساهمت كذلك في تطور الرياضة لاسيما كرة القدم في المنطقة، مضيفاً أن دورات كأس الخليج شاهد حقيقي على النهضة الرياضية التي تشهدها دول الخليج، متمنياً كل التوفيق والنجاح لمنتخبنا الوطني بحصد اللقب الثاني في «خليجي 26».
وفي حواره لـ«الوطن»، نتعرف على مشاركته كلاعب مع المنتخب الوطني في دورات كأس الخليج العربي، وعن رأيه كمدرب وطني في الانعكاسات والمردود الذي تحققه هذه البطولة على الرياضة الخليجية.. وفيما يلي نص الحوار:
متى كانت أول مشاركة لك في كأس الخليج وفي أي نسخة؟ وكيف كان شعورك عندما شاركت في تلك النسخة ؟
- كانت أولى مشاركاتي في دورات كأس الخليج في النسخة 14 التي احتضنتها مملكة البحرين عام 1998. وكان شعوري لا يوصف بهذه المشاركة خصوصاً وأن عمري لم يتجاوز 19 عاماً. وكنت سعيداً للغاية وأنا ألعب مع المنتخب الأول برفقة أصحاب الخبرة في المنتخب وكذلك اللاعبين والنجوم في المنتخبات الخليجية.
من هو المدرب الذي اختارك كلاعب ضمن قائمة المنتخب في أول مشاركة لك في كأس الخليج؟ وكيف تصف هذا المدرب بشكل عام على مستوى العمل الفني والشخصية؟
- المدرب آرنستو قيدوس وهو مدرب برازيلي أشرف على تدريب المنتخب في تلك الفترة، وهو من اختارني ضمن قائمة المنتخب المشارك في خليجي 14. وكان مدرباً هادئاً ومرحاً في الوقت ذاته. وخاض المنتخب خلال فترة التحضيرات معسكرين تدريبيين في السويد والبرتغال، وذلك للاستعداد للمشاركة التي أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا.
كم مشاركة لك في دورات كأس الخليج؟ وما هي التأثيرات والانعكاسات على مسيرتك كلاعب؟
- لقد شاركت في 5 دورات ابتداء من النسخة 14، واختتمت مشاركتي في النسخة 18. وكان تأثير هذه الدورات إيجابياً وطور من المستوى الفني والأداء. واستفدت كثيراً من الاحتكاك بالمنتخبات الخليجية وباللاعبين أصحاب الخبرة، حيث كونت خبرة ميدانية كلاعب انعكست على المستوى العام سواء في مشاركاتي المحلية مع النادي أو مشاركاتي الدولية مع المنتخب.
كيف تصف دورات كاس الخليج، وانعكاساتها على المجتمع الرياضي الخليجي؟
- دورة كأس الخليج بطولة استثنائية ولها أبعاد وانعكاسات إيجابية على المجتمع ككل وليس الرياضي فحسب. فهي تعزز من أواصر المحبة والأخوة بين أبناء الخليج، وتساهم في تطور البنى التحتية للملاعب وللمرافق الرياضية، وتدفع نحو الارتقاء بمستوى كرة القدم الخليجية نحو آفاق واسعة، بما ينعكس على تطوير الحركة الإعلامية الرياضية في المنطقة، ويسهم كذلك في رفع مستوى اقتصادات الدول المضيفة، ويعزز من مفهوم السياحة الرياضية في المنطقة.
عندما كنت لاعباً، كيف ساهمت دورات كأس الخليج في تطوير قدراتك وإمكانياتك؟
- بكل تأكيد كان لمشاركتي كلاعب في دورات كأس الخليج مردود إيجابي، فقد ساهمت في تطويري قدراتي وإمكانياتي الفنية، ومنحتني اكتساب المزيد من الخبرات والاحتكاك مع اللاعبين من أصحاب الخبرة والنجوم في المنتخبات الخليجية.
وأنت اليوم كمدرب، ما هي انعكاسات دورات كاس الخليج على المدربين وبخاصة الوطنيين؟
- إن دورات كأس الخليج لها انعكاسات واضحة على المدربين الوطنيين من خلال تطوير قدراتهم الفنية والتكتيكية، والاطلاع على الخطط الفنية المطبقة خلال مباريات الدورة. كما أنها فرصة للمدربين الوطنيين متابعة لاعبي فرقهم خلال مشاركاتهم مع منتخباتهم، وتحديد المستوى العام لهؤلاء اللاعبين وما قدموه من أداء طوال هذه المشاركات.
هل أنت مع أو ضد استمرار دورة الخليج، ولماذا؟
- الاستمرار ثم الاستمرار ثم الاستمرار لهذا الإرث الرياضي الكروي في الخليج، فمن المهم أن تستمر هذه الدورة، وأن تتابع الأجيال القادمة ما حققته من مكتسبات على مستوى المجتمع الرياضي الخليجي، خصوصاً تطوير مستوى المنتخبات والمدربين واللاعبين والإعلام والاقتصاد، فهي بكل صراحة أيقونة في الرياضة الخليجية.
كيف تصف مباريات دورات الخليج وما تشهده من حضور جماهيري؟ وهل للجماهير دور في نتائج المنتخبات في هذه الدورة؟
- تشكل الجماهير الدافع المعنوي الحقيقي لمنتخباتها المشاركة في دورة كأس الخليج، فهي من تمنح اللاعب الحافز والدافع نحو بذل المزيد من الجهد داخل أرضية الملعب. وبصراحة مع التطور الذي تشهده هذه الدورات خصوصاً التكنولوجي الحديث، فمنصات التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم دافعاً كبيراً للتشجيع على الحضور والاستمتاع بأجواء الدورات ومؤازرة المنتخبات المشاركة في الدورة.
وما هو تأثير الإعلام في نتائج المباريات والحشد الجماهيري وتغطية أجواء دورات الخليج؟
- بكل صراحة دورة كأس الخليج إعلامية بالدرجة الأولى، فالإعلام وما شهده من تطور متواصل، أثر بصورة واضحة على منافسات الدورة كما أثر على نتائج المباريات خصوصاً مع التحشيد عبر وسائل الإعلام المختلفة قبل خوض المواجهات. كما أن الإعلام ساهم في نقل الأجواء التي تصاحبها، مما يدفع نحو نجاحها.
وأرى أن المنتخب الذي لديه القدرة في التعامل الذكي مع الإعلام، هو قادر في الوقت ذاته بتوجيه الإعلام لتحقيق أهدافه وغاياته في الدورة، من أجل الوصول إلى المباراة النهائية والمنافسة المباشرة على لقب الدورة.
وكيف تابعت مشاركة الأحمر الكروي في خليجي 26.. وهل هو قادر على تحقيق اللقب؟
- بصراحة المنتخب الوطني عكس كل التوقعات قبل انطلاق هذه النسخة، فعطفاً على النتائج في مباريات المرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، فالمنتخب ظهر بحلة جديدة من المستوى والأداء، وخاصة في أقوى مباراتين خاضهما حتى الآن الأولى أمام المنتخب السعودي الشقيق، وأمام المنتخب العراقي الشقيق، حيث تمكن الأحمر من فرض أسلوبه وقدم الأداء المطلوب الذي حقق من خلاله الفوز في هاتين المواجهتين اللتين حسمت له التأهل إلى الدور قبل النهائي.
والمنتخب الآن بحاجة لمزيد من التركيز والحضور الذهني العالي، خصوصاً بعد أن ضمن التواجد في المربع الذهبي في هذه الدورة. وبكل تأكيد سيكون الأحمر مطالب بتحقيق الانتصار في هذا الدور، ولكن هذه النتيجة لا تأت إلا بالتركيز والحضور الذهني إلى جانب الاستمرار في تقديم الأداء والمستوى الذي يمكن المنتخب من العبور إلى نهائي هذه النسخة، وجميعنا كبحرينيين نتمنى أن يتوّج المنتخب الوطني بلقبه الثاني في هذه الدورة.
كيف كان شعورك عندما حقق المنتخب الوطني لقب «خليجي 24»، ولأول مرة في تاريخ مشاركاته؟
- شعور جميل ورائع وأنت تشاهد منتخب بلادك يحقق اللقب لأول مرة على مستوى مشاركاته في دورات كأس الخليج. وكانت الفرحة غامرة في كل بيت بحريني وفي المجتمع البحريني ككل، بحصول المنتخب على اللقب الخليجي.
وكان استقبال المنتخب الوطني بعد عودته من الدوحة محملاً بكأس الدورة وميداليات المركز الأول استقبالاً حافلاً من لحظة وصوله إلى مطار البحرين الدولي، وحتى الاستقبالات الرسمية التي حظي بها الأحمر وجميع أفراده بعد هذا الإنجاز التاريخي الذي سجل اسم مملكة البحرين في سجلات أبطال هذه الدورة.
كلمة أخيرة؟
- رسالة أوجهها لأفراد المنتخب، اليوم سيكون على عاتقهم حمل مسؤولية أكبر خصوصاً بعد وصول المنتخب إلى الدور قبل النهائي واقترابه أكثر من المنافسة بشكل مباشر على اللقب، عليه أن يواصل بالروح التي بدأ بها منافسات خليجي 26، وبالتحدي الذي انطلق من المباراة الأولى، وكذلك بالقتالية والأداء البطولي الذي شاهدناه وتابعناه، من أجل الوصول إلى المباراة النهائية والمنافسة على حصد اللقب الثاني.وأتمنى كذلك من اللاعبين على وجه الخصوص عدم الانجراف على كل ما يذكر في وسائل التواصل الاجتماعي سواء بالمدح أو الانتقاد، وعدم التأثر بما يذكر في البرامج الرياضية، فالتركيز مهم في هذه المرحلة بالتحديد، إذا ما أردنا معانقة الذهب من جديد.
وختاما، أوجه شكري الخاص لـ«الوطن» على هذا الحوار، متمنيا للصحيفة الغراء وكل العاملين فيها وبخاصة في الملحق الرياضي دوام التوفيق والنجاح.