في لحظة لا تُنسى من تاريخ كرة القدم الأفريقية، وقف النجم الغاني أسامواه جيان أمام المرمى لتنفيذ ركلة جزاء حاسمة في الدقيقة الأخيرة من مباراة ربع نهائي كأس العالم 2010 ضد منتخب أوروغواي.

ركلة كانت كفيلة بتحقيق حلم طال انتظاره، بقيادة غانا وأفريقيا بأسرها إلى نصف نهائي البطولة للمرة الأولى في التاريخ.

لكن الكرة التي ارتطمت بالعارضة لم تُسقط فقط آمال الجماهير، بل ولّدت خيبة أمل كبيرة ظلت عالقة في ذاكرة القارة السمراء، حيث تحولت إلى ما يشبه "لعنة رمزية" تطارد اللاعب حتى يومنا هذا.

خيبة الأمل وتحول الدعوات إلى لعنة

في ذلك الوقت، كان ملايين الأفارقة يضعون آمالهم على جيان باعتباره بطل القارة. لكن إخفاقه في تسجيل الركلة، وسط أجواء مشحونة، أثار غضبًا واسعًا.

امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بدعوات غاضبة، بعضها وُصف بأنه "لعنات مستمرة"، تجاه اللاعب الذي أضاع الحلم في لحظة تاريخية.

ورغم أن هذه "اللعنة" قد تبدو رمزية، إلا أن جيان مرّ بسلسلة من الأزمات المالية والشخصية التي جعلت البعض يربطون بينها وبين دعوات الجماهير الغاضبة.

إفلاس مفاجئ بعد مسيرة ذهبية

جيان، الذي كان يُعد من بين أعلى لاعبي كرة القدم أجرًا في العالم، أعلن في 2018 إفلاسه، مصرحًا بأن حسابه المصرفي لم يتبقَّ فيه سوى 750 دولارًا أمريكيًا.

مسيرة جيان تضمنت نجاحات مالية هائلة، من راتب أسبوعي 200 ألف دولار في الإمارات مع نادي العين، إلى 285 ألف دولار في الصين مع فريق شنغهاي إي آي بي جي، مما جعله ثامن أغلى لاعب أجرًا في العالم وقتها.

ورغم هذه الثروة، انتهى الحال به إلى نزاعات قانونية مع زوجته بشأن نسب أطفاله الثلاثة. المحكمة قضت عليه بالتنازل عن ممتلكات باهظة، شملت منزلين، محطة وقود، وسيارتين، إضافة إلى دفع تعويضات ونفقات شهرية لدعم أطفاله.

هل هي لعنة الجماهير أم أخطاء شخصية؟

بينما يربط البعض أزمات جيان بـ"لعنة دعوات الأفارقة"، يفسر آخرون هذه الأزمات بأنها نتيجة سوء الإدارة الشخصية والقرارات المالية الخاطئة. ومع ذلك، لم يتوقف الجدل حول العلاقة بين إخفاقه في مونديال 2010 وما تلاه من انهيارات مالية وشخصية.

رغم كل شيء، لا يزال أسامواه جيان يحتفظ بمكانته كرمز رياضي في غانا، حيث يُعرف بأعماله الخيرية ودوره المؤثر في المجتمع.

لكنه في المقابل، يبقى في أعين الأفارقة نموذجًا لحلم ضائع لم يكتمل، وكأن القدر اختار أن يُعاقب النجم الذي خذل القارة السمراء في لحظة كان الجميع ينتظرون فيها المجد.

هل كانت دعوات الجماهير الأفريقية حقًا السبب وراء ما آل إليه جيان؟ أم أن القصة تكمن في قراراته التي قلبت الطاولة عليه؟ تبقى الإجابة محل جدل، لكن المؤكد أن قصة أسامواه جيان ستظل واحدة من أكثر الحكايات إثارة في تاريخ كرة القدم.