أثارت المباراة الودية التي جمعت منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مع نظيره القطري مساء الأربعاء على استاد الثمامة في الدوحة، علامات الاستغراب، ليس بسبب نتيجتها التي انتهت بالتعادل 2-2، وإنما للظروف المحيطة بها.
فقد فُرضت على اللقاء سرية غير معهودة، حيث تم منع الجماهير من الحضور، كما لم يُسمح بالنقل التلفزيوني، وهو أمر اعتدنا عليه أحياناً في بعض المباريات الودية لأسباب فنية يحددها المدربون، لكن الغريب هذه المرة أن التعليمات الصادرة من الحهاز الفني لمنتخب قطر ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ طالت حتى التصوير الفوتوغرافي داخل الملعب، فباستثناء الصور الرسمية التي سُمح بالتقاطها قبل صافرة البداية، وتشمل صورة جماعية لمنتخب البحرين وصورة للحكام وصورة مراسم تبادل أعلام الفريقين، لم تتم إتاحة فرصة توثيق مجريات المباراة على صعيد الصور الفوتوغرافية، لتكون بذلك هذه التجربة الأولى من نوعها في المنطقة، وربما على مستوى المباريات الودية عموماً، وبالتأكيد هي المرة الأولى التي يخوض فيها منتخبنا مباراة بهذه الطريقة السرية.
قد يكون لمدرب قطر لوبيتيغي أسبابه الخاصة وراء هذه السرية المفرطة، وربما أراد أن يمنح لاعبيه أجواء تدريبية مغلقة دون أي ضغوط خارجية، لكن يبقى من المشروع التساؤل: هل تستحق مباراة ودية في أيام الفيفا كل هذا الحجم من الإغلاق؟، وهل تمت الاستفادة فعلاً من ذلك أو هل يتم الاستفادة منه؟!.
في النهاية، خرج المنتخبان بنتيجة التعادل الإيجابي، وحصل كل طرف على الفائدة الفنية التي يسعى إليها، لكن ما سيبقى في ذاكرة هذه المواجهة ليس أهدافها أو دقائقها، بل “سرّيتها غير المسبوقة”!.