وليد عبدالله

شهدت الجولة الثالثة من منافسات القسم الأول بالنسخة 69 لدوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم تراجعًا واضحًا في المعدل التهديفي، حيث اكتفت الفرق بتسجيل 10 أهداف فقط خلال المباريات الست، لتسجل الجولة بذلك أضعف حصيلة تهديفية منذ انطلاق الموسم، في مقابل 17 هدفًا في كل من الجولتين الأولى والثانية.

ورغم التراجع العددي في الأهداف، إلا أن الجولة لم تخلُ من الإثارة، حيث حملت في طياتها مفاجآت مدوية، أبرزها سقوط الخالدية في أول خسارة له في الموسم، وتألق البديع بانتصار كبير، إلى جانب استمرار معاناة فرق مثل الأهلي والنجمة على الصعيد الهجومي.

مفاجأة الجولة: الشباب يُسقط الخالدية

في أبرز مفاجآت الجولة، تمكّن فريق الشباب من تحقيق فوز ثمين على الخالدية بهدف دون رد، في لقاء جمع الفريقين لحساب الجولة الثالثة، ونجح خلاله الشباب في تقديم أداء منظم وفعّال مكنه من حصد ثلاث نقاط ثمينة أمام الخالدية، الذي تلقى خسارته الأولى هذا الموسم.

الفوز رفع رصيد الشباب إلى 4 نقاط، فيما بدأ القلق يلوح في أفق الخالدية بعد بداية غير مستقرة مقارنة بمستوياته في الموسم الماضي.

البديع يكتسح البحرين ويوقع أكبر انتصار

وعلى الجانب الآخر، خطف البديع الأنظار بتحقيقه أكبر انتصار في الجولة، بتغلبه على فريق البحرين بأربعة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي تعد الأكثر تهديفًا ضمن الجولة الثالثة.

أظهر البديع فاعلية هجومية لافتة، بينما واصل البحرين معاناته الدفاعية، حيث استقبلت شباكه حتى الآن 11 هدفًا في ثلاث مباريات، ليكون بذلك أضعف خط دفاع في الدوري، وهو رقم مقلق لإدارة الفريق ومحبيه.

تعادلات بالجملة... وغياب الحسم

أربعة من أصل ستة مباريات في الجولة انتهت بنتيجة التعادل، بواقع تعادلين سلبيين في مباراة الرفاع والحد ومباراة سترة والنجمة، وتعادلين إيجابيين في مباراة المحرق والمالكية ومباراة الأهلي وعالي، في مؤشر على احتدام المنافسة وتقارب المستويات الفنية بين الفرق، مع ميل واضح نحو الحذر التكتيكي على حساب المبادرة الهجومية.

التعادل السلبي طغى على مواجهات كانت مرشحة لتقديم أداء هجومي، ما يطرح تساؤلات حول غياب الفاعلية، لا سيما لدى الفرق التي لم تتمكن بعد من تسجيل انتصارها الأول في البطولة.

غياب ركلات الجزاء... وحضور الإنذارات

رغم التنافس الحاد في المباريات، لم تُحتسب أي ركلة جزاء خلال الجولة، في ظاهرة نادرة على مستوى جولة كاملة، ما قد يُعزى إلى انضباط دفاعي داخل المناطق الخطرة أو عدم وجود حالات تستوجب قرارات من هذا النوع.

في المقابل، شهدت الجولة 22 بطاقة صفراء، بالإضافة إلى حالتي طرد :

- الأولى للاعب حسين جميل من فريق المحرق.

- والثانية للاعب فهد السمهري من المالكية.

هذا العدد المرتفع من البطاقات يعكس حدة التنافس البدني وارتفاع منسوب الضغط على اللاعبين في هذه المرحلة من الدوري.

أرقام الفرق: المحرق يتصدر الهجوم... والنجمة والأهلي يُعانيان

على صعيد الأداء الجماعي، برز المحرق كأقوى الفرق هجوميًا حتى نهاية الجولة الثالثة، حيث سجل الفريق 7 أهداف في ثلاث مباريات، بمعدل يزيد عن هدفين في المباراة الواحدة، ما يؤكد نجاعة منظومته الهجومية.

في المقابل، لا يزال كل من النجمة والأهلي يُعانيان من ضعف هجومي واضح، حيث سجل كل فريق هدفًا وحيدًا فقط في ثلاث مباريات، وهو ما يعكس مشاكل كبيرة في الثلث الهجومي وصعوبة في صناعة الفرص وتحويلها إلى أهداف.

كما أشرنا سابقًا، يتذيل فريق البحرين ترتيب الفرق من حيث القوة الدفاعية، بعد أن استقبل 11 هدفًا، ليكون أكثر الفرق استقبالًا للأهداف حتى الآن.

خلاصة الجولة الثالثة: مؤشرات فنية تحتاج للقراءة

رغم أن الجولة الثالثة لم تشهد غزارة تهديفية أو تقلبات كبيرة في موازين الترتيب، إلا أنها حملت إشارات مهمة تستحق التوقف عندها، أبرزها :

- صعود فرق مثل الشباب والبديع بثبات وهدوء.

- معاناة الفرق الكبيرة من التذبذب في الأداء، مثل الخالدية والأهلي.

- استمرار ضعف الأداء الهجومي لدى بعض الفرق، ما قد يدفعها لإعادة الحسابات سريعًا قبل أن تفقد الإيقاع.

ومع بروز عوامل مثل زيادة البطاقات وطرد اللاعبين، تبرز الحاجة إلى تحسين الانضباط داخل الملعب، إلى جانب العمل على رفع النسق الهجومي وزيادة الفاعلية أمام المرمى.

ومع اقتراب نهاية الثلث الأول من المسابقة، ستبدأ معالم المنافسة في التشكل تدريجيًا، وهو ما يفرض على الفرق التحرك مبكرًا لتأمين مواقعها، سواء في القمة أو تجنب الدخول في دوامة الصراع في قاع الترتيب.