تتواصل منافسات دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب «البحرين 2025»، التي تُقام تحت الرعاية الملكية السامية، خلال الفترة من 22 إلى 31 أكتوبر 2025، بمشاركة أكثر من 6000 رياضي ورياضية يمثلون 45 لجنة أولمبية آسيوية، حيث ُعد هذه النسخة الأكبر في تاريخ الألعاب الآسيوية للشباب من حيث عدد المشاركين والدول والفعاليات.
وفي ختام اليوم الثاني من المنافسات، واصلت الصين هيمنتها على الترتيب العام لجدول الميداليات بعد أن رفعت رصيدها الإجمالي إلى 31 ميدالية، منها 18 ميدالية ملونة في ألعاب القوى، لتؤكد تفوقها المعتاد في مختلف الألعاب الفردية، وتحافظ على صدارتها بفارق مريح عن باقي المنتخبات.
وحلت تايلند في المركز الثاني برصيد 12 ميدالية، تلتها أوزبكستان في المركز الثالث بـ 13 ميدالية، فيما جاءت إيران في المركز الرابع برصيد 15 ميدالية، واحتلت الهند المركز الخامس بذات العدد من الميداليات. وتمكنت كازاخستان من التقدم إلى المركز السادس بعد تألقها في ألعاب القوى وإحراز ميداليتين، إلى جانب ذهبية سباق الدراجات، لترفع إجمالي رصيدها إلى 11 ميدالية.
وعلى الصعيد العربي والخليجي، سجلت الإمارات العربية المتحدة حضورًا لافتًا في اليوم الثاني من المنافسات، بعد أن افتتحت رصيدها بخمس ميداليات متنوعة، منها ذهبيتان وفضية وبرونزية في ألعاب القوى، إضافة إلى ميدالية في فنون القتال المختلطة (MMA)، لتتصدر قائمة الدول العربية والخليجية المشاركة في البطولة، وتحقق بداية مميزة تعكس تطور مستوى الرياضة الإماراتية في الفئات العمرية الشابة.
وتتواصل الإثارة اليوم مع انطلاق فعاليات اليوم الثالث من الدورة، الذي يشهد إقامة 13 فعالية ومنافسة رياضية في مواقع متعددة بمملكة البحرين. وتُعد الألعاب الإلكترونية من أبرز إضافات اليوم، حيث تنطلق منافساتها رسميًا في مركز البحرين العالمي للمعارض بمشاركة عدد كبير من اللاعبين الشباب الذين يمثلون نخبة منتخبات القارة الآسيوية في هذه الرياضة الحديثة.
كما تُقام منافسات الدورين ربع ونصف النهائي من الكرة الطائرة الشاطئية في موقع سما بي المطل على الساحل الشمالي الشرقي، وسط أجواء جماهيرية مفعمة بالحماس، حيث تتنافس المنتخبات الآسيوية على بطاقات التأهل للنهائيات. وفي الوقت ذاته، تستمر منافسات ألعاب القوى
على مضمار استاد البحرين الوطني بالرفاع، وتشهد اليوم سباقات ومنافسات ميدان ومضمار يتوقع أن تفرز المزيد من الأرقام القياسية والمواهب الصاعدة في القارة.
كما يشهد اليوم الثالث استمرار أربع ألعاب قتالية داخل مركز البحرين العالمي للمعارض، هي: فنون القتال المختلطة، التايكوندو، المواي تاي، والملاكمة، والتي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة لما تتميز به من طابع حماسي وتنافس قوي بين اللاعبين الآسيويين.
أما في فندق سوفتيل الزلاق، فتُقام صباح اليوم منافسات سباق الترايثلون المختلط الذي يجمع بين السباحة والدراجات والجري، بمشاركة نخبة من الرياضيين الشباب من مختلف دول القارة.
عسكر يستقبل الأمير فهد بن جلوي في استاد البحرين الوطني لمتابعة منافسات ألعاب القوى
استقبل الدكتور عبدالرحمن صادق عسكر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للرياضة، صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وذلك خلال زيارته إلى استاد البحرين الوطني لمتابعة منافسات ألعاب القوى ضمن فعاليات دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب.
كما شهد منافسات ألعاب القوة كل من السيد فهد محمد سالم كردوس العامري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مملكة البحرين، والدكتور توماس جايمس روزندتش عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، والسيد طه بن سليمان الكشري الأمين العام للجنة الأولمبية العُمانية، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الخليجيين وممثلي الوفود المشاركة في الدورة.
وخلال اللقاء رحب الدكتور عسكر بسمو الأمير فهد بن جلوي والوفود الخليجية المشاركة، مشيدًا بالمشاركة الواسعة للأشقاء في فعاليات الدورة، وما تمثله من تعزيز لروح الأخوة الخليجية والتعاون الرياضي بين دول مجلس التعاون، كما عبر عن اعتزازه بحضور القيادات الرياضية الخليجية لمتابعة منافسات ألعاب القوى، والتي تُعد من أبرز مسابقات الدورة لما تتضمنه من مشاركة واسعة من أبطال آسيا الشباب.
وأشاد الحضور بالمستوى المتميز للتنظيم الذي تشهده الدورة، وبجاهزية المرافق الرياضية البحرينية، وفي مقدمتها استاد البحرين الوطني الذي يحتضن مسابقات ألعاب القوى ضمن أجواء مفعمة بالحماس والتنافس الشريف، كما أثنوا على الجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة العامة للرياضة واللجنة المنظمة للدورة لتوفير أفضل الظروف للرياضيين والوفود المشاركة، بما يعكس الصورة المشرقة لمملكة البحرين في استضافة كبرى الأحداث الرياضية القارية.
الكوهجي: تنظيم الحدث تم خلال فترة قياسية بفضل تعاون الجميع
كشف السيد فارس مصطفى الكوهجي الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية أن دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب كانت ستشهد إقامة قرية رياضية مخصصة للرياضيين لو أُتيح مزيد من الوقت للتحضير، مشيرًا إلى أن قصر الفترة الزمنية كان من أبرز التحديات التي واجهت اللجنة المنظمة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين المجلس الأولمبي الآسيوي (OCA) واللجنة التنفيذية لدورة الألعاب الآسيوية للشباب (BAYGOC)، الذي عُقد في مركز البحرين العالمي للمعارض بحضور السيد تيموثي فوك تسون تينغ النائب الأول لرئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، وعدد من كبار المسؤولين في الرياضة الآسيوية.
وأوضح الكوهجي، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الأولمبي الآسيوي، أن تنظيم الدورة كان سيصبح أسهل بكثير في حال إنشاء قرية رياضية تستوعب جميع المشاركين، مبينًا أن اللجنة المنظمة واجهت تحديًا كبيرًا في إدارة تنقل أكثر من 4000 رياضي من 55 فندقًا في أنحاء المملكة إلى مواقع المنافسات والعودة منها، وهو ما تطلب تنسيقًا دقيقًا وجهودًا لوجستية مكثفة لضمان انسيابية الحركة اليومية للوفود.
وأشار الكوهجي إلى أن مملكة البحرين تسلّمت مهمة الاستضافة في فترة قصيرة للغاية عقب إعلان أوزبكستان انسحابها من تنظيم الدورة في وقت متأخر من العام الماضي، مما استدعى تكثيف الجهود لإنجاز التحضيرات خلال فترة زمنية قياسية، مؤكدًا أن التعاون بين جميع الجهات الحكومية والرياضية أسهم في تذليل الصعوبات وتحقيق الجاهزية الكاملة في وقت وجيز.
من جانبه السيد حسين المسلم أشاد المدير العام للمجلس الأولمبي الآسيوي خلال المؤتمر بالجهود الكبيرة التي بذلتها البحرين في تنظيم الدورة رغم المدة القصيرة التي لم تتجاوز ثمانية أشهر منذ تسلم الاستضافة رسميًا، مؤكدًا أن ما قامت به المملكة يُعد إنجازًا استثنائيًا في تاريخ الدورات القارية.
وأوضح المسلم أن البحرين تمكنت من تنظيم حدث ضخم يضاهي أضخم الألعاب الآسيوية، في وقت تحصل فيه الدول عادة على ست سنوات من التحضير، مشيرًا إلى أن مركز البحرين العالمي للمعارض شكّل مقرًا مميزًا احتضن أكثر من عشر رياضات ضمن بيئة تنظيمية متكاملة، مما يعكس القدرات الفائقة للكوادر البحرينية في التخطيط والتنفيذ.
وبيّن المسلم أن الدورة الحالية حققت أرقامًا قياسية غير مسبوقة، حيث شاركت فيها جميع اللجان الأولمبية الوطنية الـ45 للمرة الأولى، وبلغ عدد الرياضيين المشاركين 4074 رياضيًا إلى جانب 3500 مدرب ومسؤول، تنافسوا في 26 رياضة و232 فعالية، إضافةً إلى تسجيل أكبر تغطية إعلامية في تاريخ الألعاب الآسيوية للشباب بمشاركة واسعة من القنوات التلفزيونية والمنصات الإعلامية الدولية.
وأكد المسلم أن البحرين قدّمت مثالًا مميزًا في القدرة على التنظيم السريع وفق معايير عالية الجودة، مشيدًا بجهود اللجنة المنظمة ودورها في إنجاح هذا الحدث القاري الذي حظي بإشادة جميع الوفود الآسيوية المشاركة.
كما أشار السيد يوسف دعيج رئيس اللجنة المنظمة إلى أن التحضير للدورة خلال ثمانية أشهر فقط مثّل تحديًا استثنائيًا تطلّب عملًا متواصلًا من جميع اللجان العاملة، مؤكدًا أن البحرين نجحت في تقديم دورة فريدة من نوعها من حيث التنظيم وعدد المشاركين والمستوى الفني، بما يعكس الصورة المشرقة لقدرات المملكة على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في القارة الآسيوية.