كشفت التشكيلات الرسمية للمنتخبات في في مباريات كأس العرب الحالية عن مؤشر مقلق لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، منتخبنا الوطني هو المنتخب صاحب مُعدل الأعمار الأكبر من بين جميع المنتخبات الستة عشر المشاركة، ولا منتخب واحد وصل معدل أعمار لاعبيه 30 عاماً في تشكيلته الأساسية، باستثناء منتخبنا.

ففي المباراة الأولى أمام العراق بلغ معدل أعمار لاعبي الأحمر 30.3 عاماً، وفي المباراة الثانية أمام الجزائر وصل إلى 30.2 عاماً، أرقام واضحة، وثابتة، وتؤكد أن منتخبنا يتصدر قائمة “الأكبر عمراً” بلا منافس.

هذا الواقع لا يمكن تفسيره فقط على أنه خبرة؛ فالفارق الكبير عن أغلب المنتخبات يكشف عن غياب عملية الإحلال والتجديد لسنوات، وعن اعتماد مستمر على نفس المجموعة من اللاعبين دون إدخال دماء جديدة قادرة على رفع الإيقاع والقدرة البدنية في البطولات الكبرى.

منتخبنا يملك عناصر لازالت قادرة على العطاء، لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن الأحمر بات بحاجة إلى خطة تغيير شاملة وشجاعة ومدروسة؛ مزيج يضمن الحفاظ على أصحاب الخبرة، لكن في الوقت نفسه يمنح الفرصة لجيل أصغر قادر على المواكبة، خصوصاً في زمن أصبحت فيه السرعة والضغط البدني أساسيات لا يمكن الفوز من دونها.

صحيح أن نفس الأسماء حققت كأس الخليج قبل عام، لكن نفس الأسماء احتلت المركز الأخير بالمجموعة في تصفيات كأس العالم وأخفقت في كأس العرب الحالية، فلايمكن أن نذكر فقط الماضي الإيجابي لهم وهم يستحقونه، وبدون ذكر الجانب السلبي، فالبعض ربما تشبع والبعض يرى أن مكانه (محفوظ) مهما هبط مستواه، وهذا مارسخه لهم المدرب دراغان.

الأرقام لا تكذب، والرسالة واضحة: التجديد لم يعد خياراً، بل ضرورة قصوى لمنتخبنا وأمامنا 9 أشهر قبل كأس الخليج و13 شهراً قبل كأس آسيا، وفي فترة التحضير للبطولتين لابد من الإحلال والتجديد وليس عيباً أن نقول لبعض اللاعبين وداعاً للمباريات الدولية، وكذلك ليس عيباً أن بعض اللاعبين يوقفون مسيرتهم الدولية طواعية، ولكم في سيد المرمى مثال.