تستمر الميليشيات الإيرانية بمد النفوذ محاولة سد الفراغ الروسي إثر انشغال موسكو بالعملية العسكرية في أوكرانيا.فبعد انتشارها أوائل أبريل الجاري في موقع استراتيجي وسط البلاد عقب انسحاب فصائل حليفة لروسيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، نقلاً عن مصادر ميدانية أن الميليشيات الإيرانية عززت تواجدها ضمن مناطق جنوبي حماة.وأضافت المعلومات أنها عمدت إلى تحويل اللواء 47 التابع لجيش النظام في سوريا بجبل معرين بريف حماة الجنوبي إلى قاعدة عسكرية خاصة بفيلق القدس، مشيرة إلى أن هذه القاعدة هي المسؤولة عن إدارة التواجد الإيراني في المحافظة ككل مع مطار حماة العسكري.وبحسب المصادر، فإن اللواء 47 هو لواء دبابات بات خاضعا للسيطرة الإيرانية بشكل مطلق.كما ذكرت أن القاعدة الإيرانية في جبل معرين أصبحت تضم مركزا لتدريب القوات الإيرانية، فيما وصل إليها مؤخرا تعزيزات عسكرية تحوي أسلحة نوعية وعناصر.وسط البلاد أيضاًوأتت هذه التطورات بعد أيام قليلة من انتشار الميليشيات الإيرانية في موقع استراتيجي وسط سوريا بعد انسحاب فصائل حليفة لروسيا، حيث وصلت تعزيزات ضخمة يوم الخامس من أبريل الجاري، من الحرس الثوري الإيراني ضمت نحو 40 آلية عسكرية وأكثر من 17 سيارة وشاحنة بيك آب مزودة برشاشات متوسطة وأخرى تقل عناصر من حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى عدد من العربات المصفحة والآليات العسكرية للفرقة الرابعة في قوات النظام وعشرات من عناصرها، خلال اليومين الماضيين إلى مستودعات مهين العسكرية شرق حمص.وأضافت المعلومات أن هذه التحركات جاءت عقب عملية انسحاب كامل للقوات الروسية بما في ذلك عناصر من مجموعات "فاغنر"، ونحو 200 عنصر من "الفيلق الخامس" الموالي لروسيا، إضافة إلى أكثر من 23 آلية عسكرية وعدد من السيارات المحملة بالذخائر والمواد اللوجيستية وأجهزة اتصالات.كذلك تابعت المصادر أن القوات المنسحبة توجهت باتجاه مطار تدمر العسكري شرق حمص، مشيرة إلى أن 5 طائرات مروحية رافقت القوات الروسية أثناء انسحابها من مستودعات مهين.واعتبرت أيضا أنه وبهذه العملية باتت مستودعات مهين الاستراتيجية خاضعة بشكل كامل للميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني.مخاوف من استهدافات إسرائيليةيذكر أن هذه التحركات جاءت وسط مخاوف إيرانية من ضربات إسرائيلية، خصوصا بعدما أعلنت تل أبيب الشهر الماضي إمكانية مواصلة ضرب أهداف لطهران في سوريا.ويأتي هذا وسط تحركات مكثفة وغير اعتيادية للميليشيات التابعة لإيران في مناطق مختلفة من الأراضي السورية، تتمثل تلك التحركات بعمليات إعادة انتشار وتموضع خلال الأسابيع الماضية خوفاً من أي عمليات استهداف إسرائيلية.في حين شنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، لكن وتيرتها تسارعت مؤخراً.