وكالات
قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، كان احتمال إقدام الصين على ضم تايوان بالقوة ضئيلاً، لكن مع وقوعها وانشغال الولايات المتحدة وأوروبا بها، بدأ احتمال اجتياح الجزيرة الآسيوية يأخذ بالفعل مساراً أكثر خطورة، خاصة مع التحرك الأحدث للصين، حيث بدأت مناورات، وأرسلت فرقاطات وقاذفات ومقاتلات وقنابل إلى بحر الصين الشرقي والمنطقة المحيطة بتايوان، مؤكدة أن جيش التحرير الشعبي سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية السيادة وقمع التدخل الخارجي الهادف إلى استقلال تايوان.
وقبل ذلك، كثّفت الصين خروقاتها لمجال الدفاع الجوي التايواني، وحذرت من أنها لن تتخلى عن خيار استخدام القوة العسكرية لإعادة بسط سيادتها على الجزيرة.
وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة، منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949، لكن بكين لا تزال تصر على أنه ستتم استعادة الجزيرة في وقت ما، وبالقوة إذا لزم الأمر.
ولا يعترف بتايوان كدولة مستقلة سوى عدد قليل من الدول، ولا علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، لكن لدى واشنطن قانون يلزمها بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
الزيارة «الاستفزازية»
المناورات الصينية جاءت متزامنة مع وصول وفد من المشرّعين الأميركيين إلى الجزيرة، ضم رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، عقب انتهاء زيارتها إلى اليابان.
بكين وصفت الزيارة بأنها «عمل استفزازي متعمد ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة، ويقوض بشدة الأساس السياسي للعلاقات الصينية - الأميركية، ويصعّد التوتر عبر مضيق تايوان».
وقالت وزارة الدفاع الصينية إن «سوء السلوك واستخدام الحيل من قبل الجانب الأميركي خطير للغاية، واللعب بالنار يحرق»، مردفة: «التدريبات إجراء ضروري، تم اتخاذه في ضوء الوضع الأمني الحالي في مضيق تايوان، والحاجة إلى حماية السيادة الوطنية للصين».
أيضاً، أرسلت الوزارة الصينية تهديداً صارماً لسلطات تايوان، مفاده أن محاولات السعي للحصول على دعم غربي وتحقيق الاستقلال لن تجدي نفعاً، والطريق إلى ذلك مسدود.
سنوات الخطر
يؤكد خبراء أن العقد الحالي يمكن وصفه بـ«سنوات الخطر»، لافتين إلى تزايد المؤشرات على احتمال وقوع صدام أميركي - صيني.
وأشار الخبراء إلى أن أحد تلك المؤشرات الذي سبّب غضب بكين وزاد توتر الوضع هو موافقة الحكومة الأميركية على بيع تايوان تجهيزات وخدمات تدريب بقيمة قد تصل إلى 95 مليون دولار، لصيانة نظام «باتريوت» للدفاعات الجوية.
كما لفتوا إلى تصريح المستشار الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان الذي أكد فيه أن سلطات بلاده ستتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع إعادة توحيد تايوان مع الصين بالقوة.
واعتبر الخبراء ان خطورة الموقف دفعت تايوان إلى التأهب، حيث أصدرت الحكومة تعليمات طوارئ لمواطنيها، في حالة وقوع هجوم صيني، كما أكّدت «الخارجية» أن تايوان ستدافع بقوةعن نفسها وأنها تعكف على تعزيز أنظمتها الدفاعية.
بدوره، أصدر جيش البلاد كتيباً مخصصاً للمدنيين لتعليمهم طريقة التصرف إذا غزت الصين الجزيرة، يشمل تخزين الطعام وإيجاد مأوى أثناء القصف.
فهم الدوافع
في المقابل، لا يرى آخرون أن الصراع الصيني - الأميركي حتمي، معتبرين أن أفضل وسيلة لتفادي السيناريو المرعب بين بكين وواشنطن أن يسعى كل طرف منهما إلى فهم الدوافع الإستراتيجية لدى الطرف الآخر، وحصر العلاقة بينهما حول المنافسة الاقتصادية، لا سيما أنهما يعانيان أزمات خانقة بسبب تبعات وباء كورونا.
ويدعم هذا الفريق رأيه بأن قادة الصين يشكّون حتى اليوم في إمكانية انتصار بلدهم على تايوان والتمكن من غزوها، ناهيك عن النجاح في خوض قتال مع الولايات المتحدة.
ويضيفون أن هناك تصوراً عن الحرب مع تايوان بوصفها نذير عواقب وخيمة على اقتصاد الصين، وعلاقاتها الخارجية، وصورتها الدولية، والأسوأ أن صراعاً كهذا قد يمثل خطراً وجودياً على الحزب الشيوعي الصيني نفسه.
خطة أميركا
في 11 فبراير الماضي أصدرت الولايات المتحدة إستراتيجية جديدة خاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، أكدت التزاماتها تجاه شركائها في المنطقة، خاصة أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وتايلاند، والوفاء بالتزامات تحالف «كواد» الذي يضم الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، وتعتبره بكين محاولة أميركية لإنشاء نسخة جديدة من حلف شمال الأطلسي في المحيطين الهندي والهادئ.
وتهدف هذه الترتيبات إلى التصدي لنفوذ بكين وتحدي سيطرتها على بحر الصين الجنوبي وتوفير حماية لتايوان، خاصة أن الطريقة التي تعاملت بها واشنطن خلال الحرب الروسية على أوكرانيا ذكَّرت بكين بأن الغرب لا يزال يهيمن على الشرايين الرئيسية للنظام العالمي، وأنه لا ينبغي تجاهل نفوذ الولايات المتحدة الهائل.
أكبر هجوم برمائي
في حال وقوع الحرب، يحذّر خبراء من تنفيذ الصين أكبر هجوم برمائي في التاريخ، فللوصول إلى تايوان لا بد من المرور من مضيقها، إذ يعتبر جزءاً من بحر الصين الجنوبي، ويتصل مع بحر الصين الشرقي، من جهة الشمال الشرقي. لكن مهمة الاجتياح قد تكون صعبة جداً على الصين بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية، ووعورة التضاريس والجبال، وحقول الأرز الموحلة، إضافة إلى تجمعات حضرية مكتظة.
لذا، ينصح خبراء تايوان باستثمار الأموال في شراء أسلحة خفيفة، يمكن إخفاؤها بعيداً عن الأسلحة الثقيلة، قد تستهدفها الصين في الساعات الأولى من الحرب.
وعلى عكس أوكرانيا، لا تملك تايوان حدوداً برية لتلقّي الدعم بالسلاح، بل تحيطها المياه من كل الجوانب، لكنها محاطة بالحلفاء: واشنطن واليابان وجزر تخضع للإدارة الاميركية.
ومع ذلك، لا تكتفي الصين بالمراقبة، بل تعمل على بسط نفوذها في المحيطَين الهندي والهادي.
«J - 20» الصينية
من الأسلحة التي تشارك في مناورات بكين الأخيرة في بحرَي الصين الشرقي والجنوبي طائرات «J - 20»، وهي:
- طائرة شبحية من الجيل الخامس، يطلق عليها الصينيون لقب التنين الجبار.
- متعددة المهام وتم الكشف عنها رسمياً 2016، ودخلت الخدمة بمارس 2017.
- استلهم الصينيون تصميمها من مقاتلة سوفياتية، ومن «إف - 35» الأميركية.
- تنفّذ دوريات بعيدة، وتبقى فترة طويلة في مناطق مثل بحر الصين الشرقي.
- نشرها يظهر زيادة ثقة الصين في قدراتها، وقد أشاد بها جنرال أميركي كبير.
قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، كان احتمال إقدام الصين على ضم تايوان بالقوة ضئيلاً، لكن مع وقوعها وانشغال الولايات المتحدة وأوروبا بها، بدأ احتمال اجتياح الجزيرة الآسيوية يأخذ بالفعل مساراً أكثر خطورة، خاصة مع التحرك الأحدث للصين، حيث بدأت مناورات، وأرسلت فرقاطات وقاذفات ومقاتلات وقنابل إلى بحر الصين الشرقي والمنطقة المحيطة بتايوان، مؤكدة أن جيش التحرير الشعبي سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية السيادة وقمع التدخل الخارجي الهادف إلى استقلال تايوان.
وقبل ذلك، كثّفت الصين خروقاتها لمجال الدفاع الجوي التايواني، وحذرت من أنها لن تتخلى عن خيار استخدام القوة العسكرية لإعادة بسط سيادتها على الجزيرة.
وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة، منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949، لكن بكين لا تزال تصر على أنه ستتم استعادة الجزيرة في وقت ما، وبالقوة إذا لزم الأمر.
ولا يعترف بتايوان كدولة مستقلة سوى عدد قليل من الدول، ولا علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، لكن لدى واشنطن قانون يلزمها بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
الزيارة «الاستفزازية»
المناورات الصينية جاءت متزامنة مع وصول وفد من المشرّعين الأميركيين إلى الجزيرة، ضم رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، عقب انتهاء زيارتها إلى اليابان.
بكين وصفت الزيارة بأنها «عمل استفزازي متعمد ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة، ويقوض بشدة الأساس السياسي للعلاقات الصينية - الأميركية، ويصعّد التوتر عبر مضيق تايوان».
وقالت وزارة الدفاع الصينية إن «سوء السلوك واستخدام الحيل من قبل الجانب الأميركي خطير للغاية، واللعب بالنار يحرق»، مردفة: «التدريبات إجراء ضروري، تم اتخاذه في ضوء الوضع الأمني الحالي في مضيق تايوان، والحاجة إلى حماية السيادة الوطنية للصين».
أيضاً، أرسلت الوزارة الصينية تهديداً صارماً لسلطات تايوان، مفاده أن محاولات السعي للحصول على دعم غربي وتحقيق الاستقلال لن تجدي نفعاً، والطريق إلى ذلك مسدود.
سنوات الخطر
يؤكد خبراء أن العقد الحالي يمكن وصفه بـ«سنوات الخطر»، لافتين إلى تزايد المؤشرات على احتمال وقوع صدام أميركي - صيني.
وأشار الخبراء إلى أن أحد تلك المؤشرات الذي سبّب غضب بكين وزاد توتر الوضع هو موافقة الحكومة الأميركية على بيع تايوان تجهيزات وخدمات تدريب بقيمة قد تصل إلى 95 مليون دولار، لصيانة نظام «باتريوت» للدفاعات الجوية.
كما لفتوا إلى تصريح المستشار الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان الذي أكد فيه أن سلطات بلاده ستتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع إعادة توحيد تايوان مع الصين بالقوة.
واعتبر الخبراء ان خطورة الموقف دفعت تايوان إلى التأهب، حيث أصدرت الحكومة تعليمات طوارئ لمواطنيها، في حالة وقوع هجوم صيني، كما أكّدت «الخارجية» أن تايوان ستدافع بقوةعن نفسها وأنها تعكف على تعزيز أنظمتها الدفاعية.
بدوره، أصدر جيش البلاد كتيباً مخصصاً للمدنيين لتعليمهم طريقة التصرف إذا غزت الصين الجزيرة، يشمل تخزين الطعام وإيجاد مأوى أثناء القصف.
فهم الدوافع
في المقابل، لا يرى آخرون أن الصراع الصيني - الأميركي حتمي، معتبرين أن أفضل وسيلة لتفادي السيناريو المرعب بين بكين وواشنطن أن يسعى كل طرف منهما إلى فهم الدوافع الإستراتيجية لدى الطرف الآخر، وحصر العلاقة بينهما حول المنافسة الاقتصادية، لا سيما أنهما يعانيان أزمات خانقة بسبب تبعات وباء كورونا.
ويدعم هذا الفريق رأيه بأن قادة الصين يشكّون حتى اليوم في إمكانية انتصار بلدهم على تايوان والتمكن من غزوها، ناهيك عن النجاح في خوض قتال مع الولايات المتحدة.
ويضيفون أن هناك تصوراً عن الحرب مع تايوان بوصفها نذير عواقب وخيمة على اقتصاد الصين، وعلاقاتها الخارجية، وصورتها الدولية، والأسوأ أن صراعاً كهذا قد يمثل خطراً وجودياً على الحزب الشيوعي الصيني نفسه.
خطة أميركا
في 11 فبراير الماضي أصدرت الولايات المتحدة إستراتيجية جديدة خاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، أكدت التزاماتها تجاه شركائها في المنطقة، خاصة أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وتايلاند، والوفاء بالتزامات تحالف «كواد» الذي يضم الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، وتعتبره بكين محاولة أميركية لإنشاء نسخة جديدة من حلف شمال الأطلسي في المحيطين الهندي والهادئ.
وتهدف هذه الترتيبات إلى التصدي لنفوذ بكين وتحدي سيطرتها على بحر الصين الجنوبي وتوفير حماية لتايوان، خاصة أن الطريقة التي تعاملت بها واشنطن خلال الحرب الروسية على أوكرانيا ذكَّرت بكين بأن الغرب لا يزال يهيمن على الشرايين الرئيسية للنظام العالمي، وأنه لا ينبغي تجاهل نفوذ الولايات المتحدة الهائل.
أكبر هجوم برمائي
في حال وقوع الحرب، يحذّر خبراء من تنفيذ الصين أكبر هجوم برمائي في التاريخ، فللوصول إلى تايوان لا بد من المرور من مضيقها، إذ يعتبر جزءاً من بحر الصين الجنوبي، ويتصل مع بحر الصين الشرقي، من جهة الشمال الشرقي. لكن مهمة الاجتياح قد تكون صعبة جداً على الصين بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية، ووعورة التضاريس والجبال، وحقول الأرز الموحلة، إضافة إلى تجمعات حضرية مكتظة.
لذا، ينصح خبراء تايوان باستثمار الأموال في شراء أسلحة خفيفة، يمكن إخفاؤها بعيداً عن الأسلحة الثقيلة، قد تستهدفها الصين في الساعات الأولى من الحرب.
وعلى عكس أوكرانيا، لا تملك تايوان حدوداً برية لتلقّي الدعم بالسلاح، بل تحيطها المياه من كل الجوانب، لكنها محاطة بالحلفاء: واشنطن واليابان وجزر تخضع للإدارة الاميركية.
ومع ذلك، لا تكتفي الصين بالمراقبة، بل تعمل على بسط نفوذها في المحيطَين الهندي والهادي.
«J - 20» الصينية
من الأسلحة التي تشارك في مناورات بكين الأخيرة في بحرَي الصين الشرقي والجنوبي طائرات «J - 20»، وهي:
- طائرة شبحية من الجيل الخامس، يطلق عليها الصينيون لقب التنين الجبار.
- متعددة المهام وتم الكشف عنها رسمياً 2016، ودخلت الخدمة بمارس 2017.
- استلهم الصينيون تصميمها من مقاتلة سوفياتية، ومن «إف - 35» الأميركية.
- تنفّذ دوريات بعيدة، وتبقى فترة طويلة في مناطق مثل بحر الصين الشرقي.
- نشرها يظهر زيادة ثقة الصين في قدراتها، وقد أشاد بها جنرال أميركي كبير.