منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أصدر العديد من الخبراء ووكالات الأمن السيبراني تحذيرات بشأن إمكانية لجوء روسيا لشن هجمات إلكترونية محتملة ضد البنية التحتية الحيوية لأهداف غربية، مع إمكانية تنفيذ هجمات مضادة ليتحول الأمر إلى ما يشبه الحرب السيبرانية المفتوحة بين الجانبين.
لكن مجلة "ناشيونال إنترست"، التي نشرت تقريراً بهذا الشأن، قالت إن هذا السيناريو لم يتحقق حتى الآن، على الرغم من وجود محاولات لشن هجمات، لافتة إلى أن العديد من قراصنة الإنترنت الموالين لأوكرانيا والموالين لروسيا تحالفوا مع الأطراف المتحاربة.
وبالفعل تم شن هجمات متفرقة من جانب تلك الجهات غير المدعومة من الحكومات ضد جهات مرتبطة بـ "العدو"، بما في ذلك شركات غربية مثل "نستله".
وتتساءل المجلة ما إذا كانت الهجمات السيبرانية المحيطة بالحرب الروسية الأوكرانية ستتصاعد أم لا، وهل من الممكن أن تتجاوز العمليات الإلكترونية العتبة التقليدية وتدفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الانخرط مباشرة في الصراع؟
التصعيد في الفضاء السيبراني
تشير "ناشيونال إنترست" إلى أنه من خلال تحليل أكثر من 300 حادث سيبراني تم جمعها خلال الحرب في أوكرانيا، يمكن استنتاج أمرين أوليين فيما يتعلق بالتصعيد في المجال السيبراني.
أولاً، يبدو أن معظم العمليات الإلكترونية حدثت في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب، مع تباطؤ وتيرتها إلى حد ما في أوائل أبريل، وكان تأثير معظم هذه الهجمات محدوداً نوعاً ما.
ثانياً، حدثت العمليات الأكثر تأثيراً في بداية الحرب. ورجحت المجلة أن تكون وكالات الاستخبارات الروسية هي التي نفذت هذه الهجمات، لكنها لفتت إلى أن ما لوحظ هو أن القراصنة بمجرد اكتشاف أساليبهم أو نقاط ضعفهم في الوسائل التي يستخدمونها في الهجمات، يحتاجون إلى إيجاد طرق جديدة لمعاودة النشاط.
واعتبرت "ناشيونال إنترست" أن تواتر العمليات الإلكترونية في أوكرانيا التي كان يطلق عليها "مختبر الحرب الإلكترونية" قبل الحرب، بدا أعلى مما كان عليه قبل الغزو الروسي، إلا أن نطاق تأثير العمليات يظل محدوداً.
ومع ذلك، لفتت المجلة الأميركية إلى أن هذا قد يتغير بمجرد بدء مرحلة جديدة من الحرب.
وأشارت إلى أنه في 12 أبريل على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن إحباط هجوم إلكتروني على محطات كهرباء فرعية في أوكرانيا.
وقالت إنه نظراً لعدم وجود نهاية تلوح في الأفق للحرب الجارية، فمن المرجح أن تأتي المزيد من الهجمات.
هل يتدخل الناتو؟
وتقول المجلة إن السؤال عما إذا كان تنفيذ هجوم إلكتروني على دولة من دول الناتو يمكن اعتباره تصعيداً يدفع الحلف إلى صراع تقليدي، ينطوي على قدر كبير من الصعوبة للإجابة عليه بشكل مباشر.
وأشارت إلى أن الإجماع العام بين الخبراء هو أن العمليات السيبرانية هي أدوات غير كاملة للتصعيد بشكل عام.
ويرى الخبراء أن الأمر يتطلب الكثير من الوقت والموارد لتحقيق تأثيرات تقليدية من خلال العمليات الإلكترونية، مما يجعل من الصعب أن تُحدث الهجمات الإلكترونية أثراً تصعيدياً ينتقل إلى حرب تقليدية، ورغم ذلك قالت إن الأمر ليس مستحيلاً.
وقالت المجلة إن من المرجح أن تتسبب الهجمات الأكثر تدميراً ضد أعضاء الناتو في تكبيد روسيا ثمناً فادحاً.
ففي محاولة لتأسيس ردع ضد الهجمات الإلكترونية المدمرة للغاية، أعلن الناتو في عام 2014 أنه يمكنه الرد على الهجمات الإلكترونية التي تتجاوز العتبة التقليدية، إما عينياً أو من خلال الوسائل التقليدية.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فإن هذا يعني أن هجوماً إلكترونياً مدمراً يمكن أن يؤدي إلى تصعيد عابر لكافة المجالات، ويدفع الناتو إلى التدخل المباشر في الصراع ويزيد من خطر التصعيد النووي، وفقاً للمجلة.
وتضيف أنه في الوقت الحالي، هناك مؤشرات على أن الولايات المتحدة وروسيا تحاولان تجنب ذلك. وإذا ظل هذا هو الحال، فمن المحتمل أن تستمر الهجمات الإلكترونية ضد دول الناتو، لكنها ستبقى دون العتبة التقليدية.
دروس من الحرب
وتقول المجلة إن الحرب الروسية الأوكرانية تقدم دروساً قيّمة بشأن ديناميكيات التصعيد السيبراني أثناء الحرب التقليدية، لسببين:
أولاً، تبدو العمليات التقليدية أكثر فعالية من العمليات الإلكترونية لتحقيق أهداف تكتيكية مختلفة. فلا تحتاج روسيا بالضرورة إلى إغلاق شبكة الكهرباء بهجمات إلكترونية، حيث تمكنت قواتها من السيطرة المادية على محطات الطاقة النووية وتدمير محطات أخرى من الجو.
وأشارت إلى أنه مع وضع ذلك في الاعتبار، فإن التحديات الكامنة في استخدام الهجمات الإلكترونية تجعلها أداة غير كاملة للتصعيد.
ثانياً، يركز نطاق التصعيد حالياً على أوكرانيا، لكن روسيا تستكشف أيضاً البنية التحتية لدول الناتو.
وأشارت المجلة على سبيل المثال إلى هجوم في 24 فبراير الماضي، في اليوم الأول من الغزو الروسي لأوكرانيا، حين تعرضت أجزاء كبيرة من شبكة "كي إيه – سات" التابعة لشركة الأقمار الاصطناعية الأميركية "فياسات"، لانقطاعات جزئية للشبكة في جميع أنحاء أوكرانيا والعديد من الدول الأوروبية.
وتضررت عشرات الآلاف من المحطات بشكل دائم، وظل العديد منها غير متصل بالإنترنت، بعد أكثر من أسبوعين.
وتخلص المجلة إلى أنه بينما يقول البعض إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يشن هجمات إلكترونية أكثر تدميراً إذا أصبح في موقف لا يستطيع فيه الدفاع عن نفس، يعترض البعض الآخر ويشيرون إلى أن الدول تفضل دائما تقييد أنشطتها الإلكترونية بسبب الترابط المتبادل وعناصر الضعف.
وتُظهر العديد من عمليات الاختراق والتسريب أن روسيا معرضة بالفعل للهجمات الإلكترونية، مما يجعل التصعيد في هذا المجال أقل احتمالاً.
لكن مجلة "ناشيونال إنترست"، التي نشرت تقريراً بهذا الشأن، قالت إن هذا السيناريو لم يتحقق حتى الآن، على الرغم من وجود محاولات لشن هجمات، لافتة إلى أن العديد من قراصنة الإنترنت الموالين لأوكرانيا والموالين لروسيا تحالفوا مع الأطراف المتحاربة.
وبالفعل تم شن هجمات متفرقة من جانب تلك الجهات غير المدعومة من الحكومات ضد جهات مرتبطة بـ "العدو"، بما في ذلك شركات غربية مثل "نستله".
وتتساءل المجلة ما إذا كانت الهجمات السيبرانية المحيطة بالحرب الروسية الأوكرانية ستتصاعد أم لا، وهل من الممكن أن تتجاوز العمليات الإلكترونية العتبة التقليدية وتدفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الانخرط مباشرة في الصراع؟
التصعيد في الفضاء السيبراني
تشير "ناشيونال إنترست" إلى أنه من خلال تحليل أكثر من 300 حادث سيبراني تم جمعها خلال الحرب في أوكرانيا، يمكن استنتاج أمرين أوليين فيما يتعلق بالتصعيد في المجال السيبراني.
أولاً، يبدو أن معظم العمليات الإلكترونية حدثت في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب، مع تباطؤ وتيرتها إلى حد ما في أوائل أبريل، وكان تأثير معظم هذه الهجمات محدوداً نوعاً ما.
ثانياً، حدثت العمليات الأكثر تأثيراً في بداية الحرب. ورجحت المجلة أن تكون وكالات الاستخبارات الروسية هي التي نفذت هذه الهجمات، لكنها لفتت إلى أن ما لوحظ هو أن القراصنة بمجرد اكتشاف أساليبهم أو نقاط ضعفهم في الوسائل التي يستخدمونها في الهجمات، يحتاجون إلى إيجاد طرق جديدة لمعاودة النشاط.
واعتبرت "ناشيونال إنترست" أن تواتر العمليات الإلكترونية في أوكرانيا التي كان يطلق عليها "مختبر الحرب الإلكترونية" قبل الحرب، بدا أعلى مما كان عليه قبل الغزو الروسي، إلا أن نطاق تأثير العمليات يظل محدوداً.
ومع ذلك، لفتت المجلة الأميركية إلى أن هذا قد يتغير بمجرد بدء مرحلة جديدة من الحرب.
وأشارت إلى أنه في 12 أبريل على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن إحباط هجوم إلكتروني على محطات كهرباء فرعية في أوكرانيا.
وقالت إنه نظراً لعدم وجود نهاية تلوح في الأفق للحرب الجارية، فمن المرجح أن تأتي المزيد من الهجمات.
هل يتدخل الناتو؟
وتقول المجلة إن السؤال عما إذا كان تنفيذ هجوم إلكتروني على دولة من دول الناتو يمكن اعتباره تصعيداً يدفع الحلف إلى صراع تقليدي، ينطوي على قدر كبير من الصعوبة للإجابة عليه بشكل مباشر.
وأشارت إلى أن الإجماع العام بين الخبراء هو أن العمليات السيبرانية هي أدوات غير كاملة للتصعيد بشكل عام.
ويرى الخبراء أن الأمر يتطلب الكثير من الوقت والموارد لتحقيق تأثيرات تقليدية من خلال العمليات الإلكترونية، مما يجعل من الصعب أن تُحدث الهجمات الإلكترونية أثراً تصعيدياً ينتقل إلى حرب تقليدية، ورغم ذلك قالت إن الأمر ليس مستحيلاً.
وقالت المجلة إن من المرجح أن تتسبب الهجمات الأكثر تدميراً ضد أعضاء الناتو في تكبيد روسيا ثمناً فادحاً.
ففي محاولة لتأسيس ردع ضد الهجمات الإلكترونية المدمرة للغاية، أعلن الناتو في عام 2014 أنه يمكنه الرد على الهجمات الإلكترونية التي تتجاوز العتبة التقليدية، إما عينياً أو من خلال الوسائل التقليدية.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فإن هذا يعني أن هجوماً إلكترونياً مدمراً يمكن أن يؤدي إلى تصعيد عابر لكافة المجالات، ويدفع الناتو إلى التدخل المباشر في الصراع ويزيد من خطر التصعيد النووي، وفقاً للمجلة.
وتضيف أنه في الوقت الحالي، هناك مؤشرات على أن الولايات المتحدة وروسيا تحاولان تجنب ذلك. وإذا ظل هذا هو الحال، فمن المحتمل أن تستمر الهجمات الإلكترونية ضد دول الناتو، لكنها ستبقى دون العتبة التقليدية.
دروس من الحرب
وتقول المجلة إن الحرب الروسية الأوكرانية تقدم دروساً قيّمة بشأن ديناميكيات التصعيد السيبراني أثناء الحرب التقليدية، لسببين:
أولاً، تبدو العمليات التقليدية أكثر فعالية من العمليات الإلكترونية لتحقيق أهداف تكتيكية مختلفة. فلا تحتاج روسيا بالضرورة إلى إغلاق شبكة الكهرباء بهجمات إلكترونية، حيث تمكنت قواتها من السيطرة المادية على محطات الطاقة النووية وتدمير محطات أخرى من الجو.
وأشارت إلى أنه مع وضع ذلك في الاعتبار، فإن التحديات الكامنة في استخدام الهجمات الإلكترونية تجعلها أداة غير كاملة للتصعيد.
ثانياً، يركز نطاق التصعيد حالياً على أوكرانيا، لكن روسيا تستكشف أيضاً البنية التحتية لدول الناتو.
وأشارت المجلة على سبيل المثال إلى هجوم في 24 فبراير الماضي، في اليوم الأول من الغزو الروسي لأوكرانيا، حين تعرضت أجزاء كبيرة من شبكة "كي إيه – سات" التابعة لشركة الأقمار الاصطناعية الأميركية "فياسات"، لانقطاعات جزئية للشبكة في جميع أنحاء أوكرانيا والعديد من الدول الأوروبية.
وتضررت عشرات الآلاف من المحطات بشكل دائم، وظل العديد منها غير متصل بالإنترنت، بعد أكثر من أسبوعين.
وتخلص المجلة إلى أنه بينما يقول البعض إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يشن هجمات إلكترونية أكثر تدميراً إذا أصبح في موقف لا يستطيع فيه الدفاع عن نفس، يعترض البعض الآخر ويشيرون إلى أن الدول تفضل دائما تقييد أنشطتها الإلكترونية بسبب الترابط المتبادل وعناصر الضعف.
وتُظهر العديد من عمليات الاختراق والتسريب أن روسيا معرضة بالفعل للهجمات الإلكترونية، مما يجعل التصعيد في هذا المجال أقل احتمالاً.