الحرة

يقترب عدد حالات الإصابة بأعراض كوفيد-19 من مليوني شخص، بعد أسبوع من اعتراف الدولة بتفشي المرض، ومسارعتها لإبطاء معدل الإصابات رغم نقص موارد الرعاية الصحية.

وقد حصلت كوريا الشمالية، التي تكافح انتشارا غير مسبوق لفيروس كورونا، على المساعدة من "أقرب حليف لها"، بينما تجاهلت عروض اللقاحات من جارتها الجنوبية.

وقال دبلوماسيون مطلعون على الرحلات الجوية، نقلت عنهم صحيفة وول ستريت جورنال، إن ثلاث طائرات شحن كورية شمالية حلقت إلى مدينة شنيانغ الصينية، الاثنين، وعادت في نفس اليوم محملة بالإمدادات الطبية الأساسية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين مستعدة لدعم كوريا الشمالية وتعزيز التعاون للوقاية من الوباء، بينما رفض مناقشة نوع المساعدة المعروضة.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، الخميس، نقلا عن بيانات من المقر الرئيسي للوقاية من الأوبئة، إن 262270 آخرين على الأقل أبلغوا عن الإصابة بأعراض الحمى، وتوفي شخص آخر حتى مساء الأربعاء.

ولم تحدد عدد الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس من بين سكان البلد المعزول، البالغ عددهم 25 مليونا.

ومنذ إعلانها عن أول تفش لكوفيد-19 الأسبوع الماضي، أبلغت كوريا الشمالية عن ظهور أعراض الحمى على مليون و 978230 شخصا و 63 حالة وفاة، وفرضت تدابير صارمة لمكافحة الفيروس بما في ذلك الإغلاق على مستوى البلاد.

وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أشار إلى أن السلطات في كوريا الشمالية "ستتبع النموذج الصيني للوقاية من الفيروسات".

والصين، القوة الاقتصادية الكبيرة الوحيدة في العالم التي لا تزال تطبق سياسة "صفر كوفيد"، تفرض تدابير إغلاق على مدن كبرى لدى تسجيل أي إصابة وتتعقب المصابين وتعزلهم بشكل منهجي.

ويقول خبراء بمجال الصحة إن "الفشل في السيطرة على انتشار كوفيد يمكن أن يكون له عواقب وخيمة في كوريا الشمالية، بالنظر إلى نظام الرعاية الصحية الضعيف، وعدم تحصين السكان".

وكانت كوريا الشمالية رفضت سابقا عروضا من الصين للقاحات المضادة لكوفيد، وكذلك من منصة كوفاكس التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية.

وفي نفس السياق، قالت وزارة الوحدة في سيول، المسؤولة عن العلاقات عبر الحدود، إنها عرضت إجراء محادثات على مستوى العاملين لتقديم الدعم الطبي بما في ذلك اللقاحات والكمامات وأدوات الفحص فضلا عن التعاون التقني.

وقد جاء هذا العرض بعد فترة وجيزة من قول رئيس كوريا الجنوبية يون سوك-يول إنه لن يدخر جهدا في مساعدة الشمال على مكافحة الجائحة، قائلا إن بلاده مستعدة لتقديم اللقاحات وأي مساعدات طبية أخرى.

لكن كوريا الشمالية لم تستجب بعد.

والأربعاء، نقلت وسائل إعلام رسمية عن كيم قوله إن إهمال وكسل المسؤولين الحكوميين أديا إلى تفاقم تفشي كوفيد في البلاد.

وخلال ترؤسه اجتماعا للمكتب السياسي للحزب الحاكم، الثلاثاء، قال كيم إن هناك "عدم نضج في قدرة الدولة على التعاطي مع الأزمة"، وانتقد "الموقف غير الإيجابي والتراخي وعدم تحرك كبار المسؤولين في الدولة"، على ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، الخميس، فإن كوريا الشمالية تكثف إنتاجها من الأدوية والإمدادات الطبية، بما في ذلك المعقمات ومقاييس الحرارة في الوقت الذي تكافح فيه انتشارا غير مسبوق لفيروس كورونا.

وأضافت الوكالة أن المصانع تنتج المزيد من الأدوية ومقاييس الحرارة والإمدادات الطبية الأخرى في العاصمة بيونغيانغ والمناطق المجاورة، بينما تم تجهيز المزيد من أماكن العزل وتكثيف أعمال التطهير في جميع أنحاء البلاد.

ويفتقر النظام الصحي في كوريا الشمالية إلى الأدوية الضرورية والمعدات اللازمة، بحسب خبراء، وهو يعد من الأسوأ عالميا إذ يقع في المرتبة 193 من أصل 195 بحسب تحقيق أجرته جامعة جونز هوبكنز الأميركية.

يذكر أن كوريا الشمالية كانت من أولى الدول التي أغلقت حدودها في يناير 2020 عند ظهور الفيروس. لكن الخبراء اعتبروا أنه من المحتم أن يتسلل الفيروس في نهاية المطاف إليها، مع تفشي الوباء بسبب المتحورة أوميكرون في البلدان المجاورة.