كشفت بيانات مؤشر موقع "جلوبال فاير بور إنديكس" المختص بالشأن العسكري، أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيعزز القدرة العسكرية للحلف، لكونهما من أكثر الجيوش الأوروبية تحديثاً، فيما تطمع الدولتان في الحصول على ضمانات أمنية من أقوى حلف عسكري في العالم.
وبحسب البيانات التي أوردها موقع "أكسيوس" فإن دولتي الشمال الأوروبي ستجلبان قدرات فريدة إلى منطقة البلطيق الأكثر عرضة للخطر، حيث يكافح الحلف لإبراز قوته.
ووفقاً للتقرير، ستقدم فنلندا والسويد، قدرات استخباراتية فريدة تتناسب مع التهديدات التي يفرضها الروس، إضافة إلى ما تتمتع به قواتهما البحرية والجوية من قدرات هائلة.
كما ستوفر سيطرة الجيش السويدي على جزيرة جوتلاند في بحر البلطيق ميزة استراتيجية بالغة الأهمية لـ"الناتو"، حال نشوب صراع إقليمي مع روسيا.
الإنفاق العسكري
وبحسب "أكسيوس"، فإن كل من السويد وفنلندا أعلنتا عن خطط لتعزيز حجم إنفاقهما العسكري بدرجة كبيرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، بعد سنوات من الفشل في الوصول إلى عتبة 2 % من الناتج المحلي الإجمالي التي يطالب بها الحلف جميع أعضائه.
وتقدر ميزانية الدفاع السويدية لعام 2022، بإجمالي 8.6 مليار دولار، في حين تقدر ميزانية الدفاع الفنلندية بنحو 6.3 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "جلوبال فاير باور إنديكس".
ويبلغ عدد العسكريين الموجودين بالخدمة في قوات الدفاع الفنلندية 23 ألف فرد، وهو رقم "متواضع" على رغم تباهي هلسنكي بقدرتها على زيادة هذا العدد في وقت الحرب إلى 280 ألف فرد، بسبب نظام التجنيد الهائل المعمول به هناك.
كما يمكن تعبئة 900 ألف جندي احتياطي فنلندي، بسبب الاهتمام البالغ بالأمن في دولة تشترك في حدود مع روسيا بطول 800 ميل، وسبق أن تعرضت للغزو مرتين في القرن الـ 20.
المادة (5)
من جانبهما، تسعى كل من السويد وفنلندا إلى الانضمام إلى "الناتو" للحصول على ضمانات أمنية من أقوى حلف عسكري في العالم، رغم تأكيد الخبراء على أنهما لن تكونا مستقلتين بموجب المادة الرقم (5).
وتنص المادة على أن "أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد أي طرف من أطراف الناتو، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم".
وتضيف المادة أن الدعم يكون "باتّخاذ الإجراءات التي يراها الحلف ضرورية على الفور بالتوافق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام قوة السلاح، لاستعادة والحفاظ على أمن منطقة شمال الأطلسي".
ولم يجرِ تفعيل المادة 5 من المعاهدة إلّا مرة واحدة في تاريخ الحلف، عقب هجمات 11 سبتمبر 2011 على الولايات المتحدة، إذ نشرت قوات تابعة للحلف في أفغانستان، لتكون أول مرة تنتشر فيها قوات الناتو خارج أراضي دول الحلف.
تحذيرات
في سياق موازٍ، حذر مسؤولون في الكرملين من أن انضمام الدولتين الأوروبيتين سيكون له "عواقب بعيدة المدى"، بينما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن حصول السويد وفنلندا على عضوية "الناتو" لن يشكل تهديداً لبلاده، ما لم تنشئا قواعد عسكرية وبنية تحتية على أرضيهما.
وقال ألكسندر ستاب، رئيس وزراء فنلندا السابق، لـ"أكسيوس" بشأن تحذيرات الكرملين: "عندما يكون لديك جيش كجيشنا، فلا داع إلى أن تقلق كثيراً. وروسيا تعرف ذلك جيداً".
ومع انشغال حلفاء في "الناتو" في إقناع تركيا بالتخلي عن معارضتها لانضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لاستقبال زعيمي الدولتين الاسكندنافيتين في البيت الأبيض.
وفي هذا الصدد، تطرّق وزيرا خارجية الولايات المتحدة وتركيا، الأربعاء، في محادثاتهما التي أجريت بمدينة نيويورك إلى ذلك الملف والتهديدات التي أطلقتها أنقرة بمنع فنلندا والسويد من نيل عضوية التحالف العسكري الذي لا يمكن توسيعه إلا بإجماع أعضائه ومن بينهم تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أكد أن بلاده ستنقل الرسائل الضرورية لتبديد مخاوف تركيا" بشأن هذا الموضوع.
وتتهم أنقرة كلاً من هلسنكي وستوكهولم بالتساهل مع "المتمردين الأتراك الأكراد المنضوين في حزب العمال الكردستاني، التنظيم المصنّف إرهابياً".
{{ article.visit_count }}
وبحسب البيانات التي أوردها موقع "أكسيوس" فإن دولتي الشمال الأوروبي ستجلبان قدرات فريدة إلى منطقة البلطيق الأكثر عرضة للخطر، حيث يكافح الحلف لإبراز قوته.
ووفقاً للتقرير، ستقدم فنلندا والسويد، قدرات استخباراتية فريدة تتناسب مع التهديدات التي يفرضها الروس، إضافة إلى ما تتمتع به قواتهما البحرية والجوية من قدرات هائلة.
كما ستوفر سيطرة الجيش السويدي على جزيرة جوتلاند في بحر البلطيق ميزة استراتيجية بالغة الأهمية لـ"الناتو"، حال نشوب صراع إقليمي مع روسيا.
الإنفاق العسكري
وبحسب "أكسيوس"، فإن كل من السويد وفنلندا أعلنتا عن خطط لتعزيز حجم إنفاقهما العسكري بدرجة كبيرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، بعد سنوات من الفشل في الوصول إلى عتبة 2 % من الناتج المحلي الإجمالي التي يطالب بها الحلف جميع أعضائه.
وتقدر ميزانية الدفاع السويدية لعام 2022، بإجمالي 8.6 مليار دولار، في حين تقدر ميزانية الدفاع الفنلندية بنحو 6.3 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "جلوبال فاير باور إنديكس".
ويبلغ عدد العسكريين الموجودين بالخدمة في قوات الدفاع الفنلندية 23 ألف فرد، وهو رقم "متواضع" على رغم تباهي هلسنكي بقدرتها على زيادة هذا العدد في وقت الحرب إلى 280 ألف فرد، بسبب نظام التجنيد الهائل المعمول به هناك.
كما يمكن تعبئة 900 ألف جندي احتياطي فنلندي، بسبب الاهتمام البالغ بالأمن في دولة تشترك في حدود مع روسيا بطول 800 ميل، وسبق أن تعرضت للغزو مرتين في القرن الـ 20.
المادة (5)
من جانبهما، تسعى كل من السويد وفنلندا إلى الانضمام إلى "الناتو" للحصول على ضمانات أمنية من أقوى حلف عسكري في العالم، رغم تأكيد الخبراء على أنهما لن تكونا مستقلتين بموجب المادة الرقم (5).
وتنص المادة على أن "أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد أي طرف من أطراف الناتو، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتي عن أنفسهم، المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردي أو جماعي، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم".
وتضيف المادة أن الدعم يكون "باتّخاذ الإجراءات التي يراها الحلف ضرورية على الفور بالتوافق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام قوة السلاح، لاستعادة والحفاظ على أمن منطقة شمال الأطلسي".
ولم يجرِ تفعيل المادة 5 من المعاهدة إلّا مرة واحدة في تاريخ الحلف، عقب هجمات 11 سبتمبر 2011 على الولايات المتحدة، إذ نشرت قوات تابعة للحلف في أفغانستان، لتكون أول مرة تنتشر فيها قوات الناتو خارج أراضي دول الحلف.
تحذيرات
في سياق موازٍ، حذر مسؤولون في الكرملين من أن انضمام الدولتين الأوروبيتين سيكون له "عواقب بعيدة المدى"، بينما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن حصول السويد وفنلندا على عضوية "الناتو" لن يشكل تهديداً لبلاده، ما لم تنشئا قواعد عسكرية وبنية تحتية على أرضيهما.
وقال ألكسندر ستاب، رئيس وزراء فنلندا السابق، لـ"أكسيوس" بشأن تحذيرات الكرملين: "عندما يكون لديك جيش كجيشنا، فلا داع إلى أن تقلق كثيراً. وروسيا تعرف ذلك جيداً".
ومع انشغال حلفاء في "الناتو" في إقناع تركيا بالتخلي عن معارضتها لانضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لاستقبال زعيمي الدولتين الاسكندنافيتين في البيت الأبيض.
وفي هذا الصدد، تطرّق وزيرا خارجية الولايات المتحدة وتركيا، الأربعاء، في محادثاتهما التي أجريت بمدينة نيويورك إلى ذلك الملف والتهديدات التي أطلقتها أنقرة بمنع فنلندا والسويد من نيل عضوية التحالف العسكري الذي لا يمكن توسيعه إلا بإجماع أعضائه ومن بينهم تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أكد أن بلاده ستنقل الرسائل الضرورية لتبديد مخاوف تركيا" بشأن هذا الموضوع.
وتتهم أنقرة كلاً من هلسنكي وستوكهولم بالتساهل مع "المتمردين الأتراك الأكراد المنضوين في حزب العمال الكردستاني، التنظيم المصنّف إرهابياً".