قال مجلس الأمن القومي التركي، اليوم الخميس، إن العمليات العسكرية التركية التي تُنفذ الآن وفي المستقبل على الحدود الجنوبية للبلاد لا تستهدف سيادة الجيران، لكنها ضرورية لأمن تركيا، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

جاء ذلك في بيان صدر بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات وفي أعقاب إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان، يوم الإثنين، أن أنقرة ستشن قريبا عمليات عسكرية جديدة على حدودها الجنوبية لمكافحة التهديدات الإرهابية هناك.

وقال بيان مجلس الأمن القومي التركي إن أنقرة وجهت دعوة للدول التي تنتهك القانون الدولي بدعم ما وصفه بـ“الإرهاب“ للتخلي عن موقفها، والأخذ بعين الاعتبار مخاوف تركيا الأمنية.

وذكر البيان التركي أن أنقرة التزمت دائما بروح وقانون التحالفات الدولية، وتنتظر نفس المسؤولية والصدق من حلفائها.

ويوم الأربعاء، قالت وزارة الخارجية السورية إنها ستعتبر أي توغل عسكري تركي في أراضيها ”جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية“.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال، يوم الإثنين، إن أنقرة ستنشئ قريبا مناطق آمنة بعمق 30 كيلومترا خارج حدودها الجنوبية لمكافحة ما وصفه ”بالتهديدات الإرهابية“، في إشارة على الأرجح إلى الجماعات المسلحة الكردية في شمال سوريا، بحسب رويترز.

ونفذت أنقرة بالفعل ثلاث عمليات توغل في شمال سوريا منذ عام 2016، استهدفت بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

وتعتبر دمشق عمليات التوغل انتهاكا لسيادة البلاد ووحدة أراضيها.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قال، الثلاثاء، إن أي هجوم جديد شمال سوريا سيقوض الاستقرار الإقليمي بدرجة أكبر، ويعرض الحملة على تنظيم ”داعش“ للخطر.

جاءت تصريحات الخارجية الأمريكية بعد إعلان الرئيس التركي بشأن العملية العسكرية القريبة.

وردًا على سؤال حول تصريحات أردوغان، يوم الإثنين، قال برايس إن ”واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد المحتمل للأنشطة العسكرية شمال سوريا“.

وأكد أن ”بلاده تتوقع أن تلتزم تركيا، وهي عضو مثلها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالبيان المشترك، الصادر في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019، بخصوص العمليات العسكرية الهجومية في سوريا“.

وفي وقت سابق، اعتبر محللون أن أردوغان بإعلانه شن عمليات عسكرية قريبًا لتوسيع المناطق الآمنة المقامة بالفعل عبر الحدود الجنوبية لتركيا، ”يزيد من احتدام الخلاف مع شركاء بلاده في حلف ”الناتو“ بشأن رفضه انضمام فنلندا والسويد للحلف“.