منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل 4 أشهر، فرضت الدول الغربية عقوبات صارمة ضد روسيا طالت الأثرياء المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، وشملت مصادرة أموالهم وأصولهم، إلا أن خبيراً كشف أن عدداً من الأوليغارش أفلتوا من تلك العقوبات متبعين طريقة استعملها زعيم القاعدة أسامة بن لادن قبل سنوات.

فمع الفرق الشاسع بين الحالتين، إلا أن العقوبات الغربية ضد الأوليغارشية لم تختلف كثيراً عن تلك التي فرضت ضد زعيم القاعدة الإرهابي قبل سنوات، وذلك بعيداً عن أسبابها ودوافعها في كلتي الحالتين.

فقد فُرضت العقوبات على الأثرياء الذين تربطهم علاقات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في محاولة للضغط عليه لوقفها.

نقل أموال قبل العملية الروسية

وجمدت أصول الأوليغارشية الروسية من اليخوت الفاخرة والأعمال الفنية والممتلكات إلى الطائرات الخاصة. مع ذلك، لاحظ الخبراء في نقل الأموال، زيادة في عمليات تحويل الأصول قبل أشهر قليلة من العملية الروسية في أوكرانيا، بحسب صحيفة "بزنس إنسايدر".

في هذا السياق، أوضح شين ريدل، خبير الجرائم المالية والرئيس التنفيذي لشركة Elucidate، التي تحلل الأنماط في حركة الأموال أن معاقبة الأوليغارشية تمت بذات الطريقة مع أسامة بن لادن، بنفس الأداة بالضبط، ونفس الإطار القانوني

وقال "إذا نظرنا إلى كيفية تحرك المعاملات وإعادة تخصيص الموارد والأصول، والزيادة في الشركات الخارجية الجديدة، فإن ما نستخلصه من ذلك هو آلية سريعة المسار تماماً لإنشاء منصات دفع بديلة".

نظام "الحوالة"

كما أضاف أن هذه الشبكات البديلة لتحويل الأموال، المسماة "الحوالة"، استحدثت خارج الأنظمة المصرفية التقليدية، مشيراً إلى أنها "لا تحتاج وثائق لذا لا توجد سجلات للمعاملات، مما يجعلها طريقة مثالية لتمويل الإرهاب".

وختم قائلاً "إذا علمت أن هناك نظاما قانونيا سيمنعني من إجراء المعاملات، وكنت أعلم أن هناك نظاما غير رسمي يسمح لي بتجاوز ذلك، فلست بحاجة إلى أن تكون عبقريا، لماذا لا تفعل ما نجح من قبل؟"، في إشارة إلى الطريقة التي استخدمها بن لادن ونجحت.

وفي جلسة استماع بشأن الحوالات وآليات تمويل الإرهاب السرية في مجلس الشيوخ الأميركي في 14 نوفمبر 2001، قال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إنديانا، إيفان بايه، إن بن لادن استخدم هذا النظام لتجنب الجهود المبذولة لوقف تدفق الأموال.

كما أوضح حينها أن "أحد الأنظمة التي يستخدمها بن لادن وخلاياه الإرهابية لنقل الأموال سرا حول العالم هو من خلال نظام الحوالات، وهو نظام قديم وغير معروف على نطاق واسع لتحويل الأموال".

كيف تحايل بن لادن؟

وقال أيضاً إن الولايات المتحدة أدركت خطر الحوالات غير المنظمة، وأن الكونغرس تحرك "لتنظيم أنشطتها في عام 1994، مع إصدار قانون يطالب شركات صرف الشيكات والمؤسسات المالية غير الرسمية مثل الحوالات بالتسجيل لدى الحكومة". وكان للقانون تأثير ضئيل على الحوالات.

في موازاة ذلك، أكد عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماريلاند، بول ساربينز ، في جلسة الاستماع أنه "في أعقاب 11 سبتمبر / أيلول، علمنا أن شبكة أسامة بن لادن الإرهابية لم تستغل نقاط الضعف في الإجراءات التنظيمية والتنفيذية في النظام المالي الرسمي فحسب، بل استخدمت أيضا النظام غير الرسمي لنقل مبالغ كبيرة من النقود حول العالم، دون ترك بصمة أو ورقة إلكترونية".

وقال إن "إخفاء الهوية النسبي للنظام والافتقار إلى الاحتفاظ بالسجلات القانونية يجعله آلية جذابة لتجار المخدرات ووسطاء الأسلحة والمتهربين من الضرائب والمسؤولين الفاسدين والإرهابيين الذين يسعون إلى نقل الأموال خلسة".

يذكر أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، اصطفت الدول الغربية إلى جانب كييف داعمة إياها بالسلاح والعتاد.

فيما فرضت آلاف العقوبات القاسية والمؤلمة على موسكو، شملت كافة القطاعات التجارية والاقتصادية، فضلا عن مئات السياسيين والأثرياء الروس، والتي بالفعل صادر عدد الدول الغربية أصولهم مثل اليخوت والقصور.