فر الرئيس السريلانكي، غوتابايا راجابكسا، من مقره الرسمي في العاصمة، السبت، على ما أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس، بالتزامن مع خروج متظاهرين يطالبون باستقالة الرئيس أثناء اقتحامهم المجمع.

وقال المصدر إن "الرئيس نقل إلى مكان آمن".

ولفهم ما يجري هذه تفاصيل عن الرئيس الهارب، وسبب الغضب المتصاعد في البلاد:

عائلة واحدة مهيمنة

الرئيس السيرلانكي هو غوتابايا راجاباكسا، ينتمي إلى عائلة واحدة من الإخوة التي تهيمن على حكم البلاد على مدى سنوات.

فقد أصبح ماهيندا راجاباكسا بطلاً بين الأغلبية السنهالية في عام 2009، عندما هزمت حكومته المتمردين التاميل بعد سنوات من الحرب الأهلية المريرة والدموية. وشقيقه غوتابايا، الذي كان وزيراً للدفاع في ذلك الوقت، هو الرئيس الآن.

ودولة سريلانكا هي جزيرة قبالة جنوب الهند يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة. نالت استقلالها عن الحكم البريطاني في عام 1948. وتشكل ثلاث مجموعات عرقية - السنهاليون والتاميل والمسلمون.

هذا وأدت الأزمة الاقتصادية في الآونة الأخيرة إلى الغضب في الشوارع. كما أدى ارتفاع التضخم إلى نقص المعروض من بعض الأطعمة والأدوية والوقود، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي، ونزل الناس إلى الشوارع غاضبين، حيث حمل الكثيرون عائلة راجاباكسا وحكومتهم المسؤولية عن هذه الأزمة.

وأوقفت السلطات مبيعات البنزين والسولار للمركبات غير الضرورية الأسبوع الماضي، في محاولة للحفاظ على مخزون الوقود المتضائل في البلاد.

سوء الإدارة هو السبب

وطلبت مساعدة مالية طارئة وهي تلقي باللوم في هذه الأزمة على جائحة كورونا، التي كادت تقضي على قطاع السياحة في سريلانكا - أحد أكبر مصادر الدخل بالعملة الأجنبية.

لكن العديد من الخبراء يقولون إن سوء الإدارة الاقتصادية هو السبب الرئيسي للأزمة.

وتطالب المظاهرات التي بدأت منذ مارس/ آذار باستقالة الرئيس راجاباكسا.

وكانت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة قد أدت إلى إجبار الأخ الأكبر للرئيس، ماهيندا راجاباكسا، على الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء في مايو/ أيار الماضي.

وتفاقم الاستياء في الأسابيع الأخيرة بعد أن توقفت شحنات الوقود عن الوصول إلى الدولة التي تعاني من ضائقة مالية، مما أدى إلى إغلاق المدارس وتقليل كميات البنزين والديزل المخصصة للخدمات الأساسية.