«الشرق الأوسط»

دعا زعيم «التيار الصدري» في العراق مقتدى الصدر أنصاره، اليوم (الخميس)، إلى عدم الاكتراث بالإساءات بحقه التي تضمنتها التسجيلات المسرّبة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، «فنحن لا نقيم له وزناً».

وثار جدل في العراق على خلفية فيديو مسرب من ثلاثة أجزاء يتحدث فيه المالكي عن قضايا تعود لفترات سابقة من حكمه الذي دام ثماني سنوات للعراق (2006 ـ 2014)، ومن بينها علاقته المتوترة مع زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر.

وتضمن التسريب كلمات وأوصافاً قاسية بحق الصدر، خصوصاً في معرض الحديث عن ما سُمي «صولة الفرسان» عام 2007، وهي عملية عسكرية كان المالكي أطلقها لملاحقة «جيش المهدي» التابع لتيار الصدر آنذاك ونجحت في الحد من نفوذه، لكنها أدت تحطيم الجسور بين المالكي والصدر.

ورغم صدور نفي عن مكتب المالكي بشأن عدم صحة تلك التسريبات، وتحذير المالكي مما ورد في تلك التسريبات بوصفه «كلاماً يراد منه إحداث فتنة داخل البيت الشيعي»، إلا أن الأوساط السياسية العراقية انشغلت بما ورد في تلك التسريبات على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

ويسعى الصدر عبر دعوة «الجمعة الموحدة» إلى إثبات قوة تياره وتكريس عدم تجاوزه في أي معادلة حكم مقبلة. وفيما هدأت تصريحات الصدر بشأن تسجيلات المالكي مما يمكن أن يصدر عن أنصاره غداً (الجمعة) بعد الصلاة، فإن خصومه يترقبون بحذر هذه الصلاة الضخمة، وما يمكن أن يطرح عبرها من شعارات أو هتافات أو ربما احتكاكات.

ورغم قول الصدر في تغريدة، اليوم، إنه لن يدخل «فتنة أخرى»، إلا أنه ترك «الخيار للشعب»، وهو ما فسرته أوساط سياسية بأنه قد يكون بمثابة ضوء أخضر لحراك جماهيري قد يمهد لدخول أنصار الصدر المنطقة الخضراء.

وبدأ «الإطار التنسيقي» الذي شعر بالانتصار عقب انسحاب الكتلة الصدرية المكونة من 73 نائباً من البرلمان، بدفع ثمن ذلك نتيجة بروز خلافات بين قياداته عرقلت الاتفاق على مرشح واحد لتشكيل الحكومة، رغم نهاية عطلة العيد.

القيادات الشيعية الرئيسية المنضوية في تحالف «الإطار التنسيقي» كانت تعد العدة لإعلان مرشحها لرئاسة الوزراء قبيل صلاة جمعة الصدر، لكنها اضطرت إلى تأجيل اجتماعها أكثر من مرة. ورغم أن البيانات الصادرة عنها بخصوص التأجيل تتحدث عن إجراء المزيد من المشاورات، إلا أن مصادر تؤكد أن قسماً من القيادات الشيعية عبر عن انزعاج واضح مما ورد في التسجيلات بصرف النظر عن حقيقتها.

كذلك، تتحدث المصادر عن توتر بين القيادات الشيعية داخل «الإطار» أدت إلى تأجيل الاجتماعات، على خلفية إصرار المالكي، إما على ترشيح نفسه أو أن يكون له دور بارز في اختيار مرشح الإطار، خصوصاً أن قيادات الخط الأول الشيعية مثل هادي العامري وعمار الحكيم وحيدر العبادي أعلنت عدم مشاركتها في الحكومة المقبلة.

وتكشف كواليس لقاءات «الإطار» عن حجم الخلافات بين قياداته الذين بدأوا يتحدثون عن تعرضهم لـ«مؤامرات خارجية» لإعاقة أي مسار يجعلهم يستكملون تشكيل الحكومة.

وإضافة إلى تحدي «الجمعة الموحدة»، حاولت بعض قيادات «الإطار» توظيف مشاركة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في قمة جدة الأميركية – العربية، كوسيلة للتنفيس عن أزماتها الداخلية.