في وقت تنقسم فيه الآراء بين دول القارة حول مدى صحّة الإجراءات الأوروبية بحق روسيا، أكد مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على فعالية العقوبات الغربية، لافتا إلى أن ظهور النتائج يحتاج لـ"صبر استراتيجي".
ورأى بوريل أن روسيا أصبحت غير قادرة على تصدير نفطها إلا بتطبيق خصومات عالية على كل برميل، مشيراً إلى أن النفط الروسي يباع أقل من السعر العالمي بنحو 30 دولارا للبرميل.
تكاليف عالية وتأثيرات سلبية
وأضاف المسؤول الأوروبي في حديث للصحافيين أن خفض اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية أمر مهم للغاية رغم تكاليفه العالية وتأثيراته السلبية.
في حين اعتبر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أخطأ حينما أعتقد أن أوروبا لن تطبق عقوبات جدية في حال توغله بأوكرانيا.
وأتت هذه التطورات قبيل اجتماع مقرر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، بهدف تشديد الضغط على موسكو، وبحث فرض عقوبات جديدة.
ووفق المعلومات، سيتعين على الوزراء الأوروبيين النظر في أمور عدة، بينها اقتراح للمفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا.
فيما يهدف اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أوروبي كبير أنه لا يتوقع اتخاذ أي قرار خلال مناقشة أولية في بروكسل بشأن هذه العقوبات الجديدة.
إلا أن معلومات أخرى أشارت إلى أن بعض الدول تريد من الاتحاد فرض عقوبات تمس قطاع الغاز الروسي، في حين لا تدعم معظم الدول مثل هذه الخطوة.
بالمقابل، تؤكد روسيا أن رفع العقوبات عنها هو الطريقة الأمثل لحلحلة مشكلة ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء التي ضربت العالم مؤخراً.
أكثر دولة معاقبة
يشار إلى أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، تسارعت الدول الغربية لفرض أشد العقوبات على موسكو، إلى أن تجاوزت روسيا إيران وكوريا الشمالية وأصبحت الدولة الأكثر معاقبة في العالم في غضون 10 أيام فقط من اندلاع المعارك.
وتفوقت روسيا بالعقوبات على إيران، التي تم فرض 3616 عقوبة ضدها على مدار عقد من الزمن، معظمها بسبب برنامجها النووي ودعمها للإرهاب.
كما أصبحت روسيا أكثر بعقوباتها من إيران وسوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا وميانمار وكوبا.
ورغم انقسام الآراء الغربية حول مدى تأثير العقوبات على روسيا وسط تشاؤم أوروبي من جدواها، فإن "أصدقاء كييف" لا يرون أفضل منها طريقة لوقف التمدد الروسي في أوكرانيا إلا عبر معاقبة موسكو وإغراق جارتها بالأسلحة.