حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، من أن الجيش الصيني بات أكثر عدوانية وخطورة بشكل ملحوظ، خلال السنوات الخمس الماضية.
جاء ذلك خلال جولة لميلي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، شملت إندونيسيا، الأحد، فيما تكثف الولايات المتحدة جهودها لتعزيز علاقاتها مع دول المحيط الهادئ، بوصفها قوة موازنة للصين، التي تحاول توسيع وجودها ونفوذها في المنطقة، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وأشار ميلي إلى ارتفاع كبير في عدد عمليات اعتراض تنفذها مقاتلات وسفن حربية صينية في منطقة المحيط الهادئ، مع الولايات المتحدة وقوات شريكة أخرى، لافتاً إلى زيادة في عدد الاحتكاكات غير الآمنة. وأضاف: "تتمثل الرسالة في أن الجيش الصيني، في الجوّ والبحر، بات أكثر عدوانية بشكل ملحوظ في هذه المنطقة بالذات".
وكلّف ميلي طاقمه مؤخراً، بجمع تفاصيل بشأن الاحتكاكات بين الصين والولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة، علماً أن جولته في المنطقة تركّز بشكل كبير على التهديد الصيني، بحسب "أسوشيتد برس".
رئيس الأركان الأميركي سيشارك في سيدني هذا الأسبوع، في اجتماع قادة الدفاع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث ستتمحور الملفات الأساسية حول تصاعد القوة العسكرية لبكين والحاجة إلى الحفاظ على منطقة المحيط الهادئ حرة ومنفتحة وسلمية.
تايوان وجزر سليمان
وأثار مسؤولون عسكريون أميركيون أيضاً، مخاوف بشأن غزو صيني محتمل لتايوان. وأشار هؤلاء إلى أن بكين تريد أن تكون مستعدة لتنفيذ ذلك، بحلول عام 2027. وتُعتبر الولايات المتحدة أهم حليف لتايوان وأبرز مورّد لها بالسلاح. ويلزم القانون الأميركي الإدارات في واشنطن بالتعامل مع كل التهديدات المحدقة بالجزيرة، باعتبارها مسائل "تثير قلقاً بالغاً"، لكنه يبقى غامضاً بشأن ما إذا كان الجيش الأميركي سيدافع عن تايوان إذا تعرّضت لهجوم صيني.
وقال رئيس الأركان الصيني، الجنرال لي زوتشينج، لميلي في اتصال هاتفي في 7 يوليو الجاري، إن بكين "ليس لديها مجال للتسوية" بشأن ملفات مثل تايوان. وحضّ على "وقف التواطؤ العسكري بين الولايات المتحدة وتايوان، وتجنّب التأثير في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، والاستقرار في مضيق تايوان".
كذلك أعربت واشنطن، وعواصم أخرى، عن قلق من اتفاق أمني أبرمته بكين مع جزر سليمان، في أبريل الماضي، يمكن أن يؤدي إلى تشييد قاعدة بحرية صينية في جنوب المحيط الهادئ. وأبلغت الولايات المتحدة وأستراليا جزر سليمان، أنها لن تتسامح مع استضافتها قاعدة عسكرية صينية، بحسب "أسوشيتد برس".
وقال ميلي لمراسلين يرافقونه في جولته: "هذا مجال تحاول الصين أن تتواصل فيه، من أجل أغراضها الخاصة. ومرة أخرى، هذا مقلق لأن الصين لا تفعل ذلك لأسباب حميدة فقط. إنهم يحاولون توسيع نفوذهم في كل أنحاء المنطقة. ولهذا الأمر عواقب محتملة، ليست بالضرورة مؤاتية لحلفائنا وشركائنا في المنطقة".
اهتمام أميركي بآسيا
زيارة ميلي إلى إندونيسيا هي الأولى لرئيس أركان أميركي منذ الأدميرال مايك مولين، في عام 2008.
لكن زعماء الولايات المتحدة كثفوا زياراتهم لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك وزيرا الدفاع لويد أوستن والخارجية أنتوني بلينكن.
واتخذت إدارة بايدن خطوات لتوسيع علاقاتها العسكرية والأمنية مع دول المحيطين الهندي والهادئ، في إطار حملة لبناء شبكة أقوى من التحالفات في الفناء الخلفي للصين، ومواجهة نفوذها المتزايد، بحسب "أسوشيتد برس".
ورفض ميلي تقديم أعداد محدّدة من الاحتكاكات الصينية غير الآمنة، مع مقاتلات وسفن حربية للولايات المتحدة وحلفائها. لكن أوستن نبّه، في خطاب ألقاه في سنغافورة الشهر الماضي، إلى "زيادة مقلقة" في عدد عمليات الاعتراض غير الآمنة التي تنفذها مقاتلات وسفن حربية صينية.
وقال ميلي إن هناك عمليات اعتراض صينية، مع اليابان وكندا وأستراليا والفلبين وفيتنام، مضيفاً أن تلك الدول شهدت زيادة "ذات دلالة إحصائية" في عمليات الاعتراض، وفي عدد الحوادث غير الآمنة "بنسبة متساوية".
أهمية استراتيجية لإندونيسيا
وتابع ميلي أن دول المحيط الهادئ، مثل إندونيسيا، تريد أن ينخرط الجيش الأميركي في المنطقة. وزاد: "نريد العمل معهم لتطوير إمكانية التشغيل التفاعلي، وتحديث جيوشنا بشكل جماعي"، من أجل ضمان قدرتها على "مواجهة أيّ تحدٍ تشكّله الصين". واعتبر أن إندونيسيا تتمتع بأهمية استراتيجية في المنطقة، ولطالما كانت شريكاً أساسياً للولايات المتحدة.
وصادقت واشنطن هذا العام، على صفقة بيع مقاتلات متطوّرة بقيمة 13.9 مليار دولار، إلى جاكرتا.
ووقّع بلينكن في جاكرتا بديسمبر الماضي، اتفاقات لتعزيز التدريبات البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإندونيسيا.
في المقابل، أدانت بكين، جهود واشنطن لتوسيع انتشارها في المنطقة، واتهمتها بمحاولة تشكيل "ناتو آسيوي". لكن أوستن رفض هذا الأمر، وقال في سنغافورة: "نحن لا نسعى إلى حرب باردة جديدة، أو ناتو آسيوي أو منطقة منقسمة إلى تكتلات معادية".
جاء ذلك خلال جولة لميلي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، شملت إندونيسيا، الأحد، فيما تكثف الولايات المتحدة جهودها لتعزيز علاقاتها مع دول المحيط الهادئ، بوصفها قوة موازنة للصين، التي تحاول توسيع وجودها ونفوذها في المنطقة، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وأشار ميلي إلى ارتفاع كبير في عدد عمليات اعتراض تنفذها مقاتلات وسفن حربية صينية في منطقة المحيط الهادئ، مع الولايات المتحدة وقوات شريكة أخرى، لافتاً إلى زيادة في عدد الاحتكاكات غير الآمنة. وأضاف: "تتمثل الرسالة في أن الجيش الصيني، في الجوّ والبحر، بات أكثر عدوانية بشكل ملحوظ في هذه المنطقة بالذات".
وكلّف ميلي طاقمه مؤخراً، بجمع تفاصيل بشأن الاحتكاكات بين الصين والولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة، علماً أن جولته في المنطقة تركّز بشكل كبير على التهديد الصيني، بحسب "أسوشيتد برس".
رئيس الأركان الأميركي سيشارك في سيدني هذا الأسبوع، في اجتماع قادة الدفاع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث ستتمحور الملفات الأساسية حول تصاعد القوة العسكرية لبكين والحاجة إلى الحفاظ على منطقة المحيط الهادئ حرة ومنفتحة وسلمية.
تايوان وجزر سليمان
وأثار مسؤولون عسكريون أميركيون أيضاً، مخاوف بشأن غزو صيني محتمل لتايوان. وأشار هؤلاء إلى أن بكين تريد أن تكون مستعدة لتنفيذ ذلك، بحلول عام 2027. وتُعتبر الولايات المتحدة أهم حليف لتايوان وأبرز مورّد لها بالسلاح. ويلزم القانون الأميركي الإدارات في واشنطن بالتعامل مع كل التهديدات المحدقة بالجزيرة، باعتبارها مسائل "تثير قلقاً بالغاً"، لكنه يبقى غامضاً بشأن ما إذا كان الجيش الأميركي سيدافع عن تايوان إذا تعرّضت لهجوم صيني.
وقال رئيس الأركان الصيني، الجنرال لي زوتشينج، لميلي في اتصال هاتفي في 7 يوليو الجاري، إن بكين "ليس لديها مجال للتسوية" بشأن ملفات مثل تايوان. وحضّ على "وقف التواطؤ العسكري بين الولايات المتحدة وتايوان، وتجنّب التأثير في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، والاستقرار في مضيق تايوان".
كذلك أعربت واشنطن، وعواصم أخرى، عن قلق من اتفاق أمني أبرمته بكين مع جزر سليمان، في أبريل الماضي، يمكن أن يؤدي إلى تشييد قاعدة بحرية صينية في جنوب المحيط الهادئ. وأبلغت الولايات المتحدة وأستراليا جزر سليمان، أنها لن تتسامح مع استضافتها قاعدة عسكرية صينية، بحسب "أسوشيتد برس".
وقال ميلي لمراسلين يرافقونه في جولته: "هذا مجال تحاول الصين أن تتواصل فيه، من أجل أغراضها الخاصة. ومرة أخرى، هذا مقلق لأن الصين لا تفعل ذلك لأسباب حميدة فقط. إنهم يحاولون توسيع نفوذهم في كل أنحاء المنطقة. ولهذا الأمر عواقب محتملة، ليست بالضرورة مؤاتية لحلفائنا وشركائنا في المنطقة".
اهتمام أميركي بآسيا
زيارة ميلي إلى إندونيسيا هي الأولى لرئيس أركان أميركي منذ الأدميرال مايك مولين، في عام 2008.
لكن زعماء الولايات المتحدة كثفوا زياراتهم لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك وزيرا الدفاع لويد أوستن والخارجية أنتوني بلينكن.
واتخذت إدارة بايدن خطوات لتوسيع علاقاتها العسكرية والأمنية مع دول المحيطين الهندي والهادئ، في إطار حملة لبناء شبكة أقوى من التحالفات في الفناء الخلفي للصين، ومواجهة نفوذها المتزايد، بحسب "أسوشيتد برس".
ورفض ميلي تقديم أعداد محدّدة من الاحتكاكات الصينية غير الآمنة، مع مقاتلات وسفن حربية للولايات المتحدة وحلفائها. لكن أوستن نبّه، في خطاب ألقاه في سنغافورة الشهر الماضي، إلى "زيادة مقلقة" في عدد عمليات الاعتراض غير الآمنة التي تنفذها مقاتلات وسفن حربية صينية.
وقال ميلي إن هناك عمليات اعتراض صينية، مع اليابان وكندا وأستراليا والفلبين وفيتنام، مضيفاً أن تلك الدول شهدت زيادة "ذات دلالة إحصائية" في عمليات الاعتراض، وفي عدد الحوادث غير الآمنة "بنسبة متساوية".
أهمية استراتيجية لإندونيسيا
وتابع ميلي أن دول المحيط الهادئ، مثل إندونيسيا، تريد أن ينخرط الجيش الأميركي في المنطقة. وزاد: "نريد العمل معهم لتطوير إمكانية التشغيل التفاعلي، وتحديث جيوشنا بشكل جماعي"، من أجل ضمان قدرتها على "مواجهة أيّ تحدٍ تشكّله الصين". واعتبر أن إندونيسيا تتمتع بأهمية استراتيجية في المنطقة، ولطالما كانت شريكاً أساسياً للولايات المتحدة.
وصادقت واشنطن هذا العام، على صفقة بيع مقاتلات متطوّرة بقيمة 13.9 مليار دولار، إلى جاكرتا.
ووقّع بلينكن في جاكرتا بديسمبر الماضي، اتفاقات لتعزيز التدريبات البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة وإندونيسيا.
في المقابل، أدانت بكين، جهود واشنطن لتوسيع انتشارها في المنطقة، واتهمتها بمحاولة تشكيل "ناتو آسيوي". لكن أوستن رفض هذا الأمر، وقال في سنغافورة: "نحن لا نسعى إلى حرب باردة جديدة، أو ناتو آسيوي أو منطقة منقسمة إلى تكتلات معادية".