واصلت الصين مناورات عسكرية قبالة الساحل الشرقي لتايوان، الأربعاء، واتهمت الحزب الحاكم في تايبيه بالإضرار بفرص إعادة التوحيد السلمي، من خلال اتباع سياسات "انفصالية".
وتزامن الاتهام الصيني مع تنديد تايبيه بتوجّه نائب رئيس أبرز أحزاب المعارضة إلى الصين، محذرة من أخطار انقسام داخلي.
وأفادت وكالة "رويترز" بأن نحو 20 سفينة، تابعة للبحريتين الصينية والتايوانية، واصلت انتشارها قرب "خط الوسط" لمضيق تايوان، حتى صباح الأربعاء.
وأضافت الوكالة أن سفناً حربية صينية واصلت أيضاً تنفيذ مهمات قبالة الساحل الشرقي لتايوان.
في غضون ذلك، نشرت الصين كتابها الأبيض الأول منذ عقدين، بشأن النزاع مع تايوان.
واعتبر "مكتب شؤون تايوان" في بكين أن على "الحزب الديمقراطي التقدمي"، الذي تتزعمه الرئيسة التايوانية تساي إينج وين، تبديل مساره من أجل تقليل التوترات، في أول تقرير يصدره في هذا الصدد منذ تولّي الرئيس شي جين بينج الحكم في 2012.
وعزا الكتاب الأبيض تأجيج الخلاف على جانبَي مضيق تايوان، إلى رفض زعماء حزب تساي قبول أن الطرفين ينتميان إلى "صين واحدة".
وشدد على أن بكين لن تستبعد استخدام القوة، لتوحيد الجانبين، كما أفادت "بلومبرغ".
وأضاف الكتاب الأبيض: "أدى سلوك سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي، الساعي إلى الاستقلال، إلى توترات عبر مضيق تايوان، وعرَّض السلام والاستقرار في المضيق للخطر، وقوّض آفاق إعادة التوحيد السلمي، وقلّص مساحة إعادة التوحيد السلمي، وبات عائقاً أمام إعادة التوحيد السلمي، تجب إزالته".
"متنمّر خائف"
يأتي ذلك بعد أيام على تنفيذ الصين تدريبات عسكرية تُعتبر سابقة حول تايوان، إثر زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة. وأثار التصعيد مخاوف في المنطقة بشأن سوء تقدير قد يؤدي إلى صراع أوسع، بحسب "بلومبرغ".
وتأسّس "الحزب الديمقراطي التقدمي" على وعد بالاستقلال، ويرفض قبول أن الجانبين ينتميان إلى "صين واحدة".
ومع ذلك، تجنّبت تساي اتخاذ أيّ خطوات لإعلان الاستقلال رسمياً، معتبرة أن أيّ خطوة مشابهة ليست ضرورية، لأنها تقود بالفعل دولة مستقلة بحكم الواقع.
وشددت بيلوسي على أن أعضاء الكونجرس الأميركي لن يخافوا من ردّ فعل بكين على زيارتها لتايوان، معتبرة أن شي جين بينج كان يتصرّف "مثل متنمّر خائف".
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي لشبكة "إن بي سي": "فقط لأن لدى شي مخاوفه الخاصة، لا يعني أنني سأجعله يُعدّ جدولي الزمني لأعضاء الكونجرس".
وفي حديث لشبكة "إم إس إن بي سي"، قالت بيلوسي: "لن نكون شركاء في عزل (شي) لتايوان". واعتبرت أن اقتصاد الصين "هشّ".
حزب "كومينتانج" والصين
إلى ذلك، برّر أندرو هسيا، وهو دبلوماسي تايواني ترأس "مجلس شؤون البرّ الرئيس" في تايبيه، في الحكومة الأخيرة التي شكّلها حزب "كومينتانج" الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع بكين، زيارته الصين بأنها محاولة لدعم التايوانيين المقيمين هناك.
وقال هيسا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية قبل توجّهه إلى مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين: "لم نُعدّ أي خطط للقاء مسؤولين صينيين، رغم أن تواصلهم ممكن أو قد نلتقي بهم في سياق اجتماعاتنا مع شركات تايوانية".
ورغم أن "كومينتانج" أعلن أن الزيارة مقررة منذ يونيو ولا علاقة لها بأزمة مضيق تايوان، يُحتمل أن تكون مثيرة للجدل في تايبيه، في ظلّ استمرار المناورات الصينية.
وأعلنت هيئة السياسة الصينية، وهي مجموعة على مستوى وزراي في تايوان، أنها نصحت هسيا بالامتناع عن إجراء الزيارة.
ونبّهت إلى أن "هذا التحرّك سيسبّب جدلاً داخلياً وقلقاً وهواجس شعبية كبرى وسيمسّ بوحدتنا الداخلية. كما أنه سيؤدي إلى إرباك وتضليل تصوّر المجتمع الدولي للتهديد الذي تواجهه تايوان" من الصين.
تراجع شعبية المعارضة
جهد حزب "كومينتانج" طيلة سنوات، للتحرّر من مزاعم "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم وشكوك ناخبين، بشأن ارتباطه بالحزب الشيوعي الصيني. وأظهر استطلاع حديث للرأي تراجع دعمه لدى الناخبين إلى مستوى تاريخي بلغ 17%.
وانضمّ "كومينتانج" إلى حكومة تساي في إدانة المناورات العسكرية الصينية، لكن هسيا تهرّب من أسئلة بشأن ما إذا كان سيحتجّ على التدريبات، خلال رحلته، قائلاً: "موقفنا ثابت وسأكرّره حين أُسأل".
وزاد هسيا: "الهدف الأساسي (للزيارة) هو فهم الصعوبات التي واجهها كثيرون من رجال الأعمال والطلاب التايوانيين على مرّ السنين، بسبب كوفيد-19 والعلاقات عبر المضيق. أعتقد أن التوقيت ليس مناسباً بالنسبة لمجلس شؤون البرّ الرئيس. سواء كان ذلك توقيتاً جيداً أم لا، يعتمد على ما إذا كنت تريد فعل ذلك أم لا"، بحسب "بلومبرغ".
وأشار تشو فنج، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نانجينج الصينية، إلى أن "التدريبات العسكرية في البرّ الرئيس لم تنتهِ بعد".
وزاد: "إنها لفتة مهمة جداً أن يأتي نائب رئيس كومينتانج إلى البرّ الرئيس. على الجانبين تعزيز تواصلهما، خصوصاً في الوضع الحالي".
تفسيران لمبدأ "صين واحدة"
حاول الحزب الشيوعي الصيني استخدام "كومينتانج"، لتقويض سلطة الحكومة في تايوان، بحسب "فاينانشيال تايمز".
وفي عام 2005، عندما كانت العلاقات عبر المضيق في الحضيض، إثر إعادة انتخاب الرئيس التايواني المؤيّد للاستقلال تشين شوي بيان، التقى رئيس "كومينتانج" آنذاك، ليان تشان، الرئيس الصيني السابق هو جينتاو، في أول اجتماع بين زعيمَي "كومينتانج" والحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1945.
بعد ذلك، أجرى الطرفان حواراً منتظماً، انتقده بشدة "الحزب الديمقراطي التقدمي"، باعتباره محاولة لتقويض سيادة تايوان. وكانت آخر مرة زار فيها نائب رئيس "كومينتانج" الصين، في 2019.
يقبل "كومينتانج" فرضية أن تايوان جزء من صين واحدة، مستدركاً أن لدى الجانبين تفسيراً خاصاً لتلك الصين الواحدة.
ورفض هسيا انتقادات بأن وفده قد يصبح أداة لتكتيكات صينية مثيرة للانقسام، مضيفاً: "في النهاية، التواصل يكون دوماً أفضل من عدم التواصل. نريد أن نفعل شيئاً لمواطنينا المقيمين في الصين، في وقت لا تستطيع فيه الحكومة" فعل ذلك.
وتابع أن وفده سيحاول معالجة المشكلات التي يواجهها التايوانيون في الصين، بشأن قيود فيروس كورونا المستجد في البرّ الرئيس، والتجارة عبر المضيق.
وتزامن الاتهام الصيني مع تنديد تايبيه بتوجّه نائب رئيس أبرز أحزاب المعارضة إلى الصين، محذرة من أخطار انقسام داخلي.
وأفادت وكالة "رويترز" بأن نحو 20 سفينة، تابعة للبحريتين الصينية والتايوانية، واصلت انتشارها قرب "خط الوسط" لمضيق تايوان، حتى صباح الأربعاء.
وأضافت الوكالة أن سفناً حربية صينية واصلت أيضاً تنفيذ مهمات قبالة الساحل الشرقي لتايوان.
في غضون ذلك، نشرت الصين كتابها الأبيض الأول منذ عقدين، بشأن النزاع مع تايوان.
واعتبر "مكتب شؤون تايوان" في بكين أن على "الحزب الديمقراطي التقدمي"، الذي تتزعمه الرئيسة التايوانية تساي إينج وين، تبديل مساره من أجل تقليل التوترات، في أول تقرير يصدره في هذا الصدد منذ تولّي الرئيس شي جين بينج الحكم في 2012.
وعزا الكتاب الأبيض تأجيج الخلاف على جانبَي مضيق تايوان، إلى رفض زعماء حزب تساي قبول أن الطرفين ينتميان إلى "صين واحدة".
وشدد على أن بكين لن تستبعد استخدام القوة، لتوحيد الجانبين، كما أفادت "بلومبرغ".
وأضاف الكتاب الأبيض: "أدى سلوك سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي، الساعي إلى الاستقلال، إلى توترات عبر مضيق تايوان، وعرَّض السلام والاستقرار في المضيق للخطر، وقوّض آفاق إعادة التوحيد السلمي، وقلّص مساحة إعادة التوحيد السلمي، وبات عائقاً أمام إعادة التوحيد السلمي، تجب إزالته".
"متنمّر خائف"
يأتي ذلك بعد أيام على تنفيذ الصين تدريبات عسكرية تُعتبر سابقة حول تايوان، إثر زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة. وأثار التصعيد مخاوف في المنطقة بشأن سوء تقدير قد يؤدي إلى صراع أوسع، بحسب "بلومبرغ".
وتأسّس "الحزب الديمقراطي التقدمي" على وعد بالاستقلال، ويرفض قبول أن الجانبين ينتميان إلى "صين واحدة".
ومع ذلك، تجنّبت تساي اتخاذ أيّ خطوات لإعلان الاستقلال رسمياً، معتبرة أن أيّ خطوة مشابهة ليست ضرورية، لأنها تقود بالفعل دولة مستقلة بحكم الواقع.
وشددت بيلوسي على أن أعضاء الكونجرس الأميركي لن يخافوا من ردّ فعل بكين على زيارتها لتايوان، معتبرة أن شي جين بينج كان يتصرّف "مثل متنمّر خائف".
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي لشبكة "إن بي سي": "فقط لأن لدى شي مخاوفه الخاصة، لا يعني أنني سأجعله يُعدّ جدولي الزمني لأعضاء الكونجرس".
وفي حديث لشبكة "إم إس إن بي سي"، قالت بيلوسي: "لن نكون شركاء في عزل (شي) لتايوان". واعتبرت أن اقتصاد الصين "هشّ".
حزب "كومينتانج" والصين
إلى ذلك، برّر أندرو هسيا، وهو دبلوماسي تايواني ترأس "مجلس شؤون البرّ الرئيس" في تايبيه، في الحكومة الأخيرة التي شكّلها حزب "كومينتانج" الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع بكين، زيارته الصين بأنها محاولة لدعم التايوانيين المقيمين هناك.
وقال هيسا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية قبل توجّهه إلى مقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين: "لم نُعدّ أي خطط للقاء مسؤولين صينيين، رغم أن تواصلهم ممكن أو قد نلتقي بهم في سياق اجتماعاتنا مع شركات تايوانية".
ورغم أن "كومينتانج" أعلن أن الزيارة مقررة منذ يونيو ولا علاقة لها بأزمة مضيق تايوان، يُحتمل أن تكون مثيرة للجدل في تايبيه، في ظلّ استمرار المناورات الصينية.
وأعلنت هيئة السياسة الصينية، وهي مجموعة على مستوى وزراي في تايوان، أنها نصحت هسيا بالامتناع عن إجراء الزيارة.
ونبّهت إلى أن "هذا التحرّك سيسبّب جدلاً داخلياً وقلقاً وهواجس شعبية كبرى وسيمسّ بوحدتنا الداخلية. كما أنه سيؤدي إلى إرباك وتضليل تصوّر المجتمع الدولي للتهديد الذي تواجهه تايوان" من الصين.
تراجع شعبية المعارضة
جهد حزب "كومينتانج" طيلة سنوات، للتحرّر من مزاعم "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم وشكوك ناخبين، بشأن ارتباطه بالحزب الشيوعي الصيني. وأظهر استطلاع حديث للرأي تراجع دعمه لدى الناخبين إلى مستوى تاريخي بلغ 17%.
وانضمّ "كومينتانج" إلى حكومة تساي في إدانة المناورات العسكرية الصينية، لكن هسيا تهرّب من أسئلة بشأن ما إذا كان سيحتجّ على التدريبات، خلال رحلته، قائلاً: "موقفنا ثابت وسأكرّره حين أُسأل".
وزاد هسيا: "الهدف الأساسي (للزيارة) هو فهم الصعوبات التي واجهها كثيرون من رجال الأعمال والطلاب التايوانيين على مرّ السنين، بسبب كوفيد-19 والعلاقات عبر المضيق. أعتقد أن التوقيت ليس مناسباً بالنسبة لمجلس شؤون البرّ الرئيس. سواء كان ذلك توقيتاً جيداً أم لا، يعتمد على ما إذا كنت تريد فعل ذلك أم لا"، بحسب "بلومبرغ".
وأشار تشو فنج، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نانجينج الصينية، إلى أن "التدريبات العسكرية في البرّ الرئيس لم تنتهِ بعد".
وزاد: "إنها لفتة مهمة جداً أن يأتي نائب رئيس كومينتانج إلى البرّ الرئيس. على الجانبين تعزيز تواصلهما، خصوصاً في الوضع الحالي".
تفسيران لمبدأ "صين واحدة"
حاول الحزب الشيوعي الصيني استخدام "كومينتانج"، لتقويض سلطة الحكومة في تايوان، بحسب "فاينانشيال تايمز".
وفي عام 2005، عندما كانت العلاقات عبر المضيق في الحضيض، إثر إعادة انتخاب الرئيس التايواني المؤيّد للاستقلال تشين شوي بيان، التقى رئيس "كومينتانج" آنذاك، ليان تشان، الرئيس الصيني السابق هو جينتاو، في أول اجتماع بين زعيمَي "كومينتانج" والحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1945.
بعد ذلك، أجرى الطرفان حواراً منتظماً، انتقده بشدة "الحزب الديمقراطي التقدمي"، باعتباره محاولة لتقويض سيادة تايوان. وكانت آخر مرة زار فيها نائب رئيس "كومينتانج" الصين، في 2019.
يقبل "كومينتانج" فرضية أن تايوان جزء من صين واحدة، مستدركاً أن لدى الجانبين تفسيراً خاصاً لتلك الصين الواحدة.
ورفض هسيا انتقادات بأن وفده قد يصبح أداة لتكتيكات صينية مثيرة للانقسام، مضيفاً: "في النهاية، التواصل يكون دوماً أفضل من عدم التواصل. نريد أن نفعل شيئاً لمواطنينا المقيمين في الصين، في وقت لا تستطيع فيه الحكومة" فعل ذلك.
وتابع أن وفده سيحاول معالجة المشكلات التي يواجهها التايوانيون في الصين، بشأن قيود فيروس كورونا المستجد في البرّ الرئيس، والتجارة عبر المضيق.