أعلن مسؤول أميركي كبير، الجمعة، أن الولايات المتحدة ستجري "عمليات عبور بحرية وجوية" في مضيق تايوان في "الأسابيع المقبلة"، رغم تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بشأن الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزّأ من أراضيها.

وأكّد كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون آسيا كورت كامبل أن القوات الأميركية ستواصل رغم التوتر "التحليق والإبحار والقيام بعمليات، حيثما يسمح القانون الدولي بذلك، بما يتوافق مع التزامنا الطويل الأمد بحرّية الملاحة"، مضيفًا "هذا يشمل القيام بعمليات عبور بحري وجوي اعتيادية في مضيق تايوان في الأسابيع المقبلة".

في المقابل أجرت الفرقاطات العسكرية الصينية هذا الأسبوع، مناورات امتدت لـ 3 أيام في بحر الصين الجنوبي.

ومن جهتها قالت وزارة الخارجية التايوانية، الخميس، إن تايبيه ترفض نموذج "بلد واحد ونظامين" الذي اقترحته الصين في كتاب أبيض نشرته هذا الأسبوع. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جوان أو في مؤتمر صحافي إن شعب تايوان وحده يملك حق تقرير مصيره.

وأضافت أن الصين تستخدم زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، لتايوان "كذريعة لخلق وضع عادي جديد لترهيب الشعب التايواني".

يأتي ذلك فيما أجرى الجيش التايواني، الخميس، تدريبات جديدة بالذخيرة الحية بعد أن أنهت بكين أكبر مناورة عسكرية على الإطلاق حول الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

وقال المتحدث باسم الفيلق الثامن لو ووي جي لوكالة "فرانس برس" إن القوات التايوانية أطلقت قذائف مدفعية وقنابل مضيئة في إطار التدريبات الدفاعية. وأضاف أن هذه المناورات في مقاطعة بينغتونغ (جنوب تايلاند) استمرت ساعة.

ووعدت الصين الأربعاء بألا تترك "أي هامش مناورة" لمؤيدي استقلال تايوان، مؤكدة أن "استخدام القوة" لاستعادة الجزيرة ما زال مطروحا "كملاذ أخير".

ونشرت هيئة "مكتب شؤون تايوان" الحكومية الصينية "كتابا أبيض"، الأربعاء، يشرح بالتفصيل كيف تخطط بكين لاستعادة السيطرة على الجزيرة خصوصا عبر حوافز اقتصادية.

وجاء في الوثيقة التي تبدو أقرب إلى يد ممدودة للسلطات التايوانية "نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة (للتعاون) من أجل تحقيق إعادة توحيد على نحو سلمي".

واعتبرت بكين "استفزازاً"، زيارة ثالث مسؤولة في هرم السلطة في الولايات المتحدة التي كانت قد تعهدت بعدم إقامة علاقة رسمية مع أراضي الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.

وتعتبر الصين تايوان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 مليون نسمة جزءا لا يتجزأ من أراضيها لم تنجح بعد في إعادة توحيده مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.