نوفوستي
أعلن دوغ بيندوو، المساعد السابق للرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان، أن السياسة الأمريكية أصبحت معتمدة على عوامل خارجية، بحيث جعلت مطالب نظام كييف أهم من مصالح السكان الأمريكيين.
وكتب بيندوو في مقال له بموقع "The American Conservative" أن السلطات الأمريكية تسترشد بالكامل بالمعلومات غير المؤكدة بوضوح من فلاديمير زيلينسكي حول تطور الأزمة الأوكرانية. وقال: "هناك القليل من مما يقال علنا يمكن الاعتماد عليه دون أي انتقاد. القصص الكاذبة حول البطولة والمعلومات غير المؤكدة حول الخسائر الروسية كانت واحدة من أهم استراتيجيات كييف. إنه ليس أمرا مدهشا، ولكن من المهم جدا أن تعتمد قرارات الساسة الأمريكيين على الواقع وليس على تصريحات متأتية من كييف".
وعبر المسؤول السابق عن اعتقاده بأن واشنطن تسمح مرارا للدول الأخرى بتحديد سياستها، مذكر أن التدخل من جانب الألبان في نهاية الثمانينينات من القرن الماضي أدى إلى اندلاع نزاع في كوسوفو، وأنه في التسعينيات من القرن الماضي شجع الأمريكيون، ذوو أصول من أوروبا الشرقية، السياسة المدمرة لتوسع حلف الناتو نحو حدود روسيا"، مما كان يتناقض مع كل الوعود التي أعطاها الغرب لموسكو في هذا المجال.
وفي ضوء دعوات زيلينسكي المستمرة لمنع روسيا من المشاركة في مختلف الأنواع من التعاون الدولي، دعا بيندوو السلطات الأمريكية لرسم خط واضح بين مصالح كييف ومصالح واشنطن، موضحا: "يجب على واشنطن أن تحدد مستوى دعمها وأهدافها النهائية. ويمكن لكييف أن تطرح كل أهدافها أمامها، لكنه لا يجب على أمريكا وأوروبا أن تدعمها... بالفعل، إذا قمنا بتلبية طلب واحد لزيلينسكي، فسيكون طلبه التالي أكثر خطورة. وماذا سيحدث إذا كان سيعلن غدا عن خططه لغزو روسيا، أو غزو سان بطرسبورغ، أو وضع السيطرة على موسكو؟ هل ستقدم واشنطن والناتو له أموالا وأسلحة ضرورية لتنفيذ هذه الخطة؟".
هذا وأشار بيندوو إلى انعدام الضمير في السياسة الإعلامية لنظام كييف الذي يعارض كل الانتقادات المستقلة الموجهة إليه وكيف قام الغرب بـ "تطهير" مجال الإعلام من كل وسائل الإعلام "الصديقة لروسيا". وكمثال على ذلك ذكر رد الفعل الأوكراني على تقرير منظمة العفو الدولية، الذي اتهم الجيش الأوكراني بارتكاب جرائم حرب. ودقق الخبير أن كييف كانت تعرقل عمل وسائل الإعلام الغربية بشكل صارخ حتى قبل هذا الحادث.
وتابع:"أعدت قناة "CBS" تقريرا خاصا أكدت فيه أن عدة عوامل، وبينها البيروقراطية والفساد، لم تسمح بوصول معظم المساعدات العسكرية من حلفاء أوكرانيا إلى جهتها النهائية. وفورا بعد ذلك تعرضت القناة لانتقادات شديدة وحذف الفيلم الوثائقي من البث بحجة "تحديثه"، واختفى الفيديو الأصلي دون توضيح الأسباب. وكانت الحكومة الأوكرانية في حالة سكتة دماغية، وطالبت بإجراء "تحقيق داخلي في من فعل ذلك ولماذا"، كما لو كان الصحفيون الأمريكيون تابعين مباشرة لكييف".
وشدد بيندوو على أن السلوك العدواني لزيلينسكي فيما يخص كل الانتقادات الموجهة إلى كييف يجعل التقييم الموضوعي للأزمة الأوكرانية أمرا صعبا للغاية.
وتابع: "يجب على ساسة الولايات المتحدة وحلفائها مواجهة المحاولات الأوكرانية لاستبدال الوقائع غير المريحة بأوهام مريحة. يجب أن تكون لدى واشنطن معلومات أكثر وضوحا لحماية الشعب الأمريكي. ويجب أن يكون الشعب الأمريكي وليس نظام زيلينسكي أولوية رئيسية بالنسبة لإدارة بايدن".