منعت محكمة باكستانية، الخميس، الشرطة من اعتقال رئيس الوزراء السابق، عمران خان، حتى نهاية الشهر الحالي، لكنه قد يواجه "عقوبة السجن مدى الحياة"، إذا تم إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب.
ووافقت المحكمة على تمديد حماية خان من الاعتقال حتى الأول من سبتمبر المقبل، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
وتم الإفراج عن رئيس الحكومة الباكستانية السابق المتهم بانتهاك قانون محاربة الإرهاب، بكفالة حسبما نقلت "فرانس برس" عن مسؤول في حزبه.
يأتي هذا التطور الأخير بعد أيام من توجيه حكومة رئيس الوزراء، شهباز شريف، اتهامات بالإرهاب إلى خان، ما أدى لتصعيد حدة التوتر السياسي، واجتذاب إدانة وطنية من حزب "حركة إنصاف"، الذي يتزعمه عمران خان، وفقا للوكالة.
سيسمح هذا القرار الصادر عن محكمة مكافحة الإرهاب لخان بمواصلة سلسلة من التجمعات في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، وفقا لـ"فرانس برس".
ويشكل مثول رئيس الحكومة السابق أمام المحكمة أحدث فصل في الخلافات السياسية المستمرة منذ أشهر وبدأت في أبريل، عندما أُطيح نجم الكريكيت السابق بعد تصويت الجمعية الوطنية بحجب الثقة عن حكومته، حسب "فرانس برس".
وخلال المحاكمة، تجمع المئات من أنصار خان خارج مقر المحكمة، ورددوا هتافات مناهضة لحكومة شريف، وفقا لـ"أسوشيتد برس".
ويقول خبراء قانونيون إن خان قد يواجه عقوبة بالسجن تتراوح بين عدة أشهر و 14 عاما، وهو ما يعادل عقوبة السجن مدى الحياة إذا أدانته المحكمة بالإرهاب، وفقا للوكالة.
وتم اتهام عمران خان بتوجيه تهديدات لفظية لرجال شرطة وقاضية في كلمته أمام حشد من أنصاره يوم السبت الماضي، وفقا لـ" أسوشيتد برس".
من المقرر أن يمثل خان أيضا أمام محكمة إسلام أباد العليا في 31 أغسطس لمواجهة اتهامات بازدراء المحكمة، وتهديد قاضية، حسب الوكالة.
وستعني إدانته في هذه القضية حرمانه من ممارسة السياسة مدى الحياة بموجب القانون الباكستاني، حيث "لا يستطيع أي شخص مدان الترشح لمنصب".
ويقول خبراء إن لدى خان خيارات محدودة، ويستطيع تجنب الإدانة إذا اعتذر عن تصريحاته ضد القاضية زيبا تشودري، عندما قال لها "استعدي، سنتخذ أيضا إجراءات ضدك"، وفقا لـ"أسوشيتد برس".
ويسعى خان لإجراء انتخابات عامة مبكرة قبل موعد الانتخابات المرتقبة قبل أكتوبر 2023، لكن الحكومة لم تظهر أي مؤشر على رغبتها في الذهاب إلى صناديق الاقتراع في وقت تواجه فيه مشاكل اقتصادية كبيرة.
وقد وصل خان إلى السلطة عام 2018 بفضل ناخبين سئموا من سياسات قادة الحزبين الرئيسيين في البلاد، بعدما وعد نجم الكريكيت السابق بالقضاء على عقود من الفساد والمحسوبية الراسخة.
لكن خلال فترة حكمه، دخل اقتصاد البلاد في حالة من السقوط الحر وعلق صندوق النقد الدولي برنامج قرض قيمته 6 مليارات دولار أعادته مؤخرا الحكومة الجديدة إلى مساره الصحيح، وفقد أيضا دعم الجيش.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، منعت الهيئة الباكستانية للرقابة على الإعلام القنوات التلفزيونية من بث خطابات خان مباشرة، قائلة إنه "ينشر خطاب الكراهية".
وقالت هيئة تنظيم وسائل الإعلام الإلكترونية الباكستانية "تصريحاته الاستفزازية ضد مؤسسات الدولة ومسؤوليها ... من المرجح أن تعكر صفو السلم العام والطمأنينة".