صحيفة القبس الكويتية + موقع كاليبر الأذربيجاني
مرة أخرى، تصاعدت الحرب الكلامية بين أذربيجان وإيران، وطالبت مصادر شبه رسمية في أذربيجان علانية باستقلال إقليم أذربيجان في إيران.

وكان العنوان الرئيسي على موقع كاليبر الأذربيجاني، المتعلق برئاسة أذربيجان: «حان الوقت لانفصال أذربيجان الجنوبية عن إيران».

ومصطلح «أذربيجان الجنوبية» يطلق على مقاطعات أذربيجان التي تقطنها الأقلية التركية الآذرية في إيران.

وقال الموقع كاليبر: «من المحتمل أن ينظر مواطنونا في أذربيجان الجنوبية (آذربايجان إيران) إلينا في كثير من الأحيان على أننا حلم، عندما يرون التطور المستمر لأذربيجان المستقلة. إخواننا الجنوبيون، نعلم أن بإمكانكم فعل ذلك! لقد حان الوقت!».

كما نشر مقال آخر على موقع حقين المرتبط بالأجهزة الأمنية الأذربيجانية بعنوان «جنوب أذربيجان تناضل من أجل الاستقلال!»، قائلاً: «تمتلك حكومة أذربيجان قوة تعبئة كافية للدفاع عن حقوق مواطنيها، ولدى الحكومة الأذربيجانية الموارد الكافية لدعم الموجة الجديدة لحركة التحرر الوطني»، في إشارة إلى «حركة تحرير أذربيجان إيران».

ما سبب التوتر؟

ويبدو أن التوتر الأخير يتعلق بتصريحات مسؤولين إيرانيين، أعربوا فيها عن قلقهم إزاء خطط أذربيجان بناء خط نقل جديد، يربط منطقة نخجوان الأذربيجانية لأول مرة بالبر الرئيسي لأذربيجان، وهو طريق تسميه باكو «ممر زنغزور»، ويقع على طول الحدود بين أرمينيا وإيران، وستكون له عواقب غير مؤكدة على التجارة بينهما.

وذكرت طهران مراراً إن تغيير الحدود في القوقاز «خط أحمر»، وكرر مسؤولوها هذا القلق خلال اجتماعهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في طهران.

وأكدت إيران أنه إذا كانت هناك محاولة من قبل أذربيجان لإغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا، فإن إيران ستعارضها، لأن هذه الحدود كانت طريق اتصال منذ آلاف السنين.

وتوترت العلاقات بين باكو وطهران بشكل كبير منذ حرب 2020 بين أذربيجان وأرمينيا، حيث اتهمت أذربيجان النظام الأيراني بدعم أرمينيا، وسمحت بنقل أسلحة إليها من روسيا.

التأثير الصهيوني

من ناحيته، ذكر موقع انتخاب الايراني: «يبدو أن إيران قلقة بشأن الخطوات التالية المحتملة من جانب أذربيجان، التي أصبحت الآن أكثر جرأة في مواجهة طهران».

واتهم الموقع الموساد بتوتير العلاقات بين باكو وطهران: «كما هو الحال دائماً في العلاقات الإيرانية - الأذربيجانية، فإن تأثير الكيان الصهيوني على هذا التوتر واسع جداً».

وأضاف «انتخاب» أنه «في يوليو، نشر جورج ديك، سفير الكيان الصهيوني في باكو، صورة لنفسه وهو يقرأ كتاباً بعنوان حكايات تبريز الغامضة (تبريز عاصمة إقليم أذربيجان الشرقية شمال إيران) أثارت ردود فعل غاضبة من قبل الإيرانيين، واعتبروا أنها تحريض صهيوني للأقلية الآذرية التركية على الانفصال عن إيران».

وتعد الأقلية التركية الأذرية في إيران الكتلة الأكبر بعد الأكثرية الفارسية الإيرانية، ويقدر عددها بنحو 23 مليون نسمة، وخلال السنوات الماضية، نشطت الأحزاب الأحزاب التركية التي تدعو لاستقلال أذربيجان عن إيران، بشكل واسع في المنفى، خاصة في دول الاتحاد الأوروبي.