قال جام خان شورو، وزير الري في إقليم السند، إن السلطات في باكستان التي اجتاحتها الفيضانات قامت بتصريف المياه من أكبر بحيرة عذبة في البلاد، اليوم الأحد، لتتسبب في نزوح ما يصل إلى مئة 100 شخص من منازلهم، لكنها أنقذت بذلك المزيد من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية من تجمع مياه الفيضانات.
وتسببت الأمطار الموسمية وذوبان الكتل الجليدية على الجبال بشمال باكستان في فيضانات أثرت على 33 مليون شخص، وأودت بحياة ما لا يقل عن 1290 شخصاً، من بينهم 453 طفلاً. وما زالت الفيضانات، التي يقول مسؤولون إن سببها تغير المناخ، تجتاح البلاد.
وذكر الوزير أن بحيرة مانشار، التي تُستخدم في تخزين المياه، وصلت بالفعل إلى مستويات خطيرة، وأن الضغط المتزايد يشكل تهديداً للمناطق المحيطة في إقليم السند الجنوبي.
وأضاف أن حوالي 100 ألف شخص سيتأثرون بتصريف مياه البحيرة، لكن ذلك سيساعد في إنقاذ المزيد من التجمعات السكانية ويقلل أيضاً من مستويات المياه في المناطق الأخرى الأكثر تضرراً.
وهطل على البلاد بالفعل في الربع المنتهي في أغسطس ما يقرب من ثلاثة أمثال متوسط هطول الأمطار على مدى 30 عاماً بإجمالي 390.7 مليمتر. وكان إقليم السند، الذي يبلغ عدد سكانه 50 مليون نسمة، الأكثر تضرراً مع زيادة هطول الأمطار عليه بنسبة 464% عن المتوسط في 30 عاماً.
ويأتي هذا التطور بعد يوم من مناشدة باكستان المجتمع الدولي مرة أخرى لتقديم مساعدة لضحايا الفيضانات غير المسبوقة التي جعلت ملايين الأشخاص بلا مأوى في جميع أنحاء البلاد.
وتنقل طائرات من عدة دول إمدادات إلى باكستان عبر جسر جوي إنساني.
وألقى العديد من المسؤولين والخبراء باللوم في هطول الأمطار الموسمية والفيضانات غير العادية على تغير المناخ، لاسيما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا العالم الأسبوع الماضي إلى عدم التهاون مع تلك الأزمة القاتلة.
ومن المقرر أن يزور غوتيريش باكستان يوم 9 سبتمبر للقيام بجولة في المناطق المتضررة من الفيضانات ويلتقي مسؤولين.