وسط كافة المؤشرات السلبية التي طفت مؤخراً إلى السطح، يبدو ألا اتفاق نووياً مع إيران في القريب العاجل.
هذا ما أكدته عدة مصادر أوروبية وأميركية مؤخراً، إضافة إلى الإسرائيلية. فقد أفادت مصادر مطلعة بأن الرسالة التي تلقاها مؤخراً رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد من الرئيس الأميركي جو بايدن خلال آخر محادثة بينهما تفيد بأن الاتفاق النووي سحب عن الطاولة.
"لا توقيع قريبا"
كما أشارت إلى أنه لن يتم التوقيع على أي نص بين طهران والغرب في المستقبل المنتظر، بحسب ما نقلت "وسائل إعلام إسرائيلية" اليوم الأربعاء.
فهذه هي الرسالة الواضحة التي تم نقلها على ما يبدو إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال محادثاته الأخيرة مع بايدن ومسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية.
ومن المرجح أن يروج لها لابيد في حملته الانتخابية المقبلة، لا سيما بوجه زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي هاجمه مرارًا وتكرارًا بشأن قضية المحادثات النووية مع إيران.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ألمح أمس إلى المساعي التي بذلتها بلاده من أجل وقف توقيع أي اتفاق مع طهران، كما أكد أن لتل أبيب "كامل الحرية في التصرف كما تراه مناسبا لمنع أي احتمالية لتحول إيران إلى تهديد نووي".
لقاءات مكثفة
يذكر أن إسرائيل كانت كثفت خلال الأسابيع والأيام الماضية لقاءاتها مع مسؤولين أميركيين، مع اقتراب المفاوضات النووية إلى مرحلة أخيرة.
فيما بدت آمال التوصل إلى اتفاق نووي قبل أيام ضئيلة جداً، لاسيما بعد تأكيد المنسق الأوروبي للمحادثات النووية جوزيف بوريل قبل يومين أن المفاوضين باتوا اليوم أبعد من التوصل لاتفاق عما قبل، جراء الرد الإيراني على النص أوروبي المقترح لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قدم في الثامن من أغسطس الماضي 2022، وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في أبريل الماضي (2021) بفيينا، واستمرت 16 شهرا، نصاً نهائيا للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق.
وقد تسلم بوريل، الرد الإيراني الأول في منتصف أغسطس 2022، تلاه الرد الأميركي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي أخيراً رد طهران، ويضع المحادثات ثانية في مهب الريح.