تحدث رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية، ماجد التركي، عن العلاقات الروسية الخليجية، وتطرق إلى تداعيات العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

جاء ذلك في حوار له مع الإعلامي الكويتي، محمد الملا، من خلال برنامج "ديوان الملا"، حول الحرب الروسية الغربية، حيث أشار التركي إلى أن هناك انفتاحا ملحوظا من جانب المملكة العربية السعودية على روسيا والصين خلال المرحلة القادمة، ولا يعني ذلك بطبيعة الحال التخلي عن الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما تعني تعددا للشركاء.

وردا على سؤال حول العلاقات الخليجية الروسية، قال الخبير السعودي إنه من الصعب الحديث عن تغيرات خليجية واسعة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنه من الممكن الحديث عن تغيرات قطرية على مستوى كل دولة، حيث ترى المملكة مسارات اقتصادية مثيرة للاهتمام مع روسيا والصين، حيث يتحرك البلدان بنشاط في آسيا وإفريقيا، وتابع: "إن لدى روسيا مشروع متكامل في إفريقيا، وهي جاهزة سياسيا وعسكريا واقتصاديا للمضي قدما"، وذلك علاوة على نجاح روسيا في إيجاد تحالفات بديلة تتمثل في علاقاتها الاقتصادية مع الصين والهند.

كما أكد الخبير على أن "الحرب" في أوكرانيا هي حرب ما بين روسيا والغرب على أرض أوكرانيا، وأن الأزمة الأوكرانية أضرت بأوروبا، حيث طالتها الأزمات ليس فقط على مستوى الطاقة، وإنما كذلك على المستوى التضخم وزيادة الأسعار، وهو ما طال تأثيره الولايات المتحدة الأمريكية. بل إن هناك مؤشرات لتوترات ضد الحكومات، فالولاءات في أوروبا ليست ولاءات متجذرة يمكنها تحمل الأخطاء، بل هي ولاءات فردية مؤقتة، ويمكن أن تتغير، وهو ما يمكن أن نراه خلال الشتاء القادم.

من ناحية أخرى، وفقا للدكتور ماجد التركي، فإن روسيا لا تزال منتصرة، حيث ارتفعت قوة العملة الروسية "الروبل"، وتم ربطها بالذهب، وإلزام الشركات الأوروبية فتح حسابات بالروبل للدفع مقابل إمدادات الغاز. وانكشفت حقيقة القوة الأوروبية الذاتية، ولا يدور الحديث هنا عن القوة العسكرية، وإنما عن شيخوخة القارة، التي تضم 650-700 مليون مواطن يعيشون على أراض فقيرة في الموارد الطبيعية، عالة على العالم، حيث لا يزال الاستعمار الأوروبي مستمرا، ولا تزال دول في إفريقيا مرتبطة بالتزامات أمام دول أوروبية.