تحقق السلطات الصحية في جامبيا فيما إذا كانت وفاة عشرات الأطفال الصغار بسبب الفشل الكلوي في الأشهر الأخيرة مرتبطة بشراب "الباراسيتامول".

وكشف رئيس الخدمات الصحية في جامبيا عن ارتفاع حاد في حالات إصابة الكلى الحادة بين الأطفال دون سن الخامسة في أواخر يوليو/تموز، ومع تصاعد الحالات بدأ الأطباء يشتبهون في احتمال وجود علاقة بالأدوية.

ونقلت "رويترز" عن مدير الخدمات الصحية في جامبيا مصطفى بيتاي قوله إن عددا من الأطفال بدأوا يصابون بمشاكل في الكلى بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من تناول شراب الباراسيتامول الذي يباع محليا.

ولم يتضح نوع ماركة الباراسيتامول التي يستخدمها الآباء في العديد من البلدان لعلاج الحمى عند الأطفال، والأمر قيد التحقيق.

وفقا لمسؤولي الصحة في البلد الأفريقي، عانى الأطفال من أعراض منها عدم القدرة على التبول والحمى والقيء الذي أدى بسرعة إلى الفشل الكلوي.

وتوفي 28 طفلاً بحلول أوائل أغسطس/آب، وبلغ معدل الوفيات نحو 90%، وفقًا لأرقام وزارة الصحة في جامبيا.

لكن بيتاي توقع أن عدد القتلى الآن أعلى بكثير، موضحا أنه من المتوقع صدور حصيلة رسمية محدثة في الأيام المقبلة.

وقال بيتاي: "عشرات الأطفال قتلوا في الأشهر الثلاثة الماضية، وتشير عمليات التشريح إلى احتمال وجود علاقة بالباراسيتامول".

بينما قالت شارميلا لريف جاه، إخصائية الوقاية من الأمراض بمنظمة الصحة العالمية في جامبيا: "إنه أمر غير معتاد لأنه يقتصر على فئة عمرية واحدة فقط، وعادة ما ترى فئات عمرية مختلفة تتأثر، لهذا السبب نحاول التحقيق في كل شيء".

أسباب متوقعة لوفاة الأطفال في جامبيا

قالت السلطات الصحية في جامبيا، في بيان الأسبوع الماضي، إن هذا النوع من الأمراض غالبًا ما يكون له أكثر من سبب.

وقال مدير الخدمات الصحية في جامبيا مصطفى بيتاي إن بكتيريا الإشريكية القولونية كانت أيضًا سببًا محتملًا.

قد تكون بكتيريا الإشريكية القولونية عاملاً محتملاً لأن الأمطار الغزيرة تسببت في حدوث فيضانات في جامبيا معظم أنحاء غرب أفريقيا خلال الأسابيع الأخيرة.

قال مسؤولو منظمة الصحة العالمية إن الأدلة لا تشير إلى الباراسيتومول، ولكن إلى مصدر معد مثل المياه الملوثة، على الرغم من وجود العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها.

بينما قال عمال الصحة في الدولة الأفريقية إن استخدام المراحيض المفتوحة وآبار الشرب المفتوحة في المراكز الحضرية يمكن أن يؤدي إلى تلوث مياه الشرب ويساهم في انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الإشريكية القولونية.

تم إرسال عينات من الأدوية التي تناولها الأطفال إلى مختبرات السموم في السنغال وغانا للاختبار. وقالت لريف جاه إن النتائج متوقعة مطلع الأسبوع المقبل.

وقالت لريف جاه: "معظم البلدان لا تملك المرافق التي تمكنها من رعاية الأطفال الذين يعانون من تلك المرحلة من المرض، وحتى في أفضل المراكز عادة ما يكون معدل الوفيات مرتفعًا".