أ ف ب + وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية يجب أن تذهب "أولاً" إلى الدول الفقيرة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء.

وأشار جوتيريش خلال مؤتمر صحافي عقب الاتصال إلى وجود محادثات بشأن "إمكانية تصدير الأمونيا الروسية عبر البحر الأسود، وفق منهجية سيطبقها مركز التنسيق المشترك".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة خلال المؤتمر، إن فرص السلام في أوكرانيا "ضئيلة في هذه المرحلة". وأضاف "لدي شعور بأننا بعيدون جداً عن السلام. سأكذب إن قلت إن ذلك قد يحصل قريباً".

وتابع "ليس لدي أوهام. في هذه المرحلة فرص التوصل الى اتفاق سلام ضئيلة"، مؤكداً أن وقفاً لإطلاق النار "غير وارد" حتى، مضيفاً: "أواصل اتصالاتي مع الجانبين، وآمل في أن نتمكن يوماً من الوصول إلى مباحثات على مستوى أعلى".

وبحث جوتيريش مع بوتين في إمكانية "تمديد وتوسيع" اتفاق صادرات الحبوب الأوكرانية الذي يمتد إلى 120 يوماً.

ووقع اتفاقان في 22 يوليو برعاية الأمم المتحدة، للسماح من جهة بتصدير الحبوب الأوكرانية المتوقفة بسبب الحرب، ومن جهة أخرى تصدير الأغذية والأسمدة الروسية.

وسمحت الصفقة الأولى بإخراج ما يقارب 3 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا، في حين تقول روسيا إن صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة لا تزال تخضع لعقوبات غربية تستهدف موسكو بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا.

وقال جوتيريش إن "هناك صادرات من المواد الغذائية والأسمدة الروسية لكن بمستوى أقل بكثير مما هو مرغوب وضروري"، مشيراً إلى أنه بحث مع بوتين في "العقبات التي لا تزال قائمة" أمام هذه الصادرات.

وذكر جوتيريش أن "وضع الأسمدة في العالم مأساوي"، مكرراً مخاوفه من نقص الغذاء في العالم في عام 2023.

الواردات الروسية

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه سيطرح مسألة تصدير الغذاء والأسمدة من روسيا خلال أعمال الأسبوع رفيع المستوى بالجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفاً أن العالم لا يعاني نقصاً في الغذاء، لكنه أقر بأن هناك مشكلة في توزيعه.

وتابع أنه ناقش مع بوتين العقبات التي تقف أمام تصدير الغذاء والأسمدة من روسيا وطرحها في السوق العالمية، وقال: "سنحت لنا الفرصة لمناقشة مبادرة البحر الأسود للحبوب وإمكانية تمديدها وتوسيعها".

وأفاد بيان للكرملين بأن بوتين بحث مع جوتيريش مسألة نقل الحبوب الأوكرانية وتصدير المنتجات الغذائية الأسمدة الروسية، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأضاف البيان "أطلع جوتيريش (الرئيس الروسي) بالتفصيل على الجهود التي تبذلها الأمانة العامة والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة لإزالة جميع العقبات أمام توريد المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية"، مشيراً إلى "التزامه الكامل بحل هذه المشكلة".

كما تم التأكيد على "أهمية استمرار التعاون الوثيق بين روسيا وهياكل الأمم المتحدة ذات الصلة من أجل ضمان الأمن الغذائي العالمي".

وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركي نيد برايس، أنه "لا يوجد أي حظر على بيع وتصدير الأغذية والأسمدة الروسية".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو، قد قال الاثنين، إن "الوضع الحالي لصفقة الغذاء لا يمكن تحمله".

وأضاف جروشكو للصحافيين: "هناك شرط بصلاحية (صفقة الغذاء) لمدة 120 يوماً، وبعد ذلك يجب على البلدان النظر في تأثيره. إذا لزم الأمر، يمكن إجراء تغييرات على الاتفاقية ذات الصلة. لقد طرحنا المشكلة لأنه من الواضح أن الوضع الحالي لا يمكن قبوله، لأنه يتعارض مع التفاهمات الأساسية التي خلقت سياق موضوع العمل على هذه الوثائق".

محطة زابوروجيا

وتطرق اتصال بوتين وجوتيريش إلى الوضع في محطة زابوروجيا النووية الأوكرانية، إذ قال بيان الكرملين إنهما بحثا نتائج الزيارة التي قام بها وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأول من سبتمبر.

وجاء في البيان: "تم بحث الوضع حول محطة زابوروجيا للطاقة النووية، بما في ذلك، في سياق نتائج زيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي جرت في الأول من سبتمبر".

وأكد الكرملين أن بوتين أعطى "تقييماً إيجابياً للتعاون البنَاء مع الوكالة"، كما أطلع جوتيريش على التدابير التي اتخذتها روسيا لتوفير الأمن والحماية لمرافق المحطة".

وفي شأن آخر، ذكر بيان الكرملين أنه "جرى النظر في مسألة تنظيم بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة في ما يتعلق بالهجوم الصاروخي الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية في 29 يوليو على مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة في يلينوفكا، حيث كان يُحتجز أسرى حرب أوكرانيين.

وأكد جوتيريش أن الاستعدادات جارية للقيام برحلة إلى مكان الحادث من قبل خبراء الأمم المتحدة لإجراء "تحقيق مستقل وموضوعي".