قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان ضد أي اجتياح صيني، مشيراً إلى واشنطن لا تشجع على استقلال تايبيه، وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال الرئيس الأميركي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن يستطيع كسر إرادتنا"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ستظل تساعد أوكرانيا "طالما احتاجت لذلك".وأوضح بايدن في حوار مع برنامج "60 دقيقة" على قناة CBS الأميركية، أن "أوكرانيا لا تخسر الحرب وتحقق مكاسب في مناطق معينة"، مرجعاً أسباب ذلك إلى "المساعدات الكبيرة التي مُنحت لأوكرانيا، ومن خلال بطولاتهم وعزم الشعب الأوكراني منقطع النظير".واعتبر الرئيس الأميركي أن الفوز بالحرب "يتمثل في طرد روسيا بشكل تام والاعتراف بالسيادة. إنهم يهزمون روسيا".وأضاف: "تبين أن روسيا ليست مؤهلة وقادرة كما يعتقد الكثير من الناس" واعتبر أنه لايمكن أن يكون هناك انتصاراً بسبب "الدمار الذي تقوم به روسيا في أوكرانيا وللمواطنين الأبرياء الذين يقتلون، إنه أمر شنيع ومن الصعب اعتبار ذلك انتصاراً".بوتين مجرم حربووصف بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب"، كما وصف أعماله في أوكرانيا بأنها "همجية" لأنه هاجم "كل ما هو مدني.. كل شيء.. من المستشفيات المدنية إلى الأشخاص المدنيين إلى دور المسنين إلى الأحياء التي يعيش فيها الناس العاديون، إلى المدارس".وأضاف: "دفع الأوكرانيون ثمناً فادحاً نتيجة بربرية الرئيس الروسي، وأتعهد بالوقوف إلى جانبهم طالما أنهم بحاجة إلى مساعدتنا، ولن نتوقف عن تقديم المساعدات الأميركية عند حدود 15 مليار دولار التي قدمناها حتى الآن، لكن ستستمر المساعدات إلى أي مدى يستغرقه الأمر".وحذّر بايدن، بوتين من اللجوء إلى استخدام الأسلحة الكيميائية أو التكتيكية النووية لأن ذلك "سيغير وجه الحرب بما لا يشبه أي شيء عرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية"، مشيراً إلى أن "رد الفعل الأميركي على هذا الأمر سيتحدد بناء على الفعل الروسي"."الصين واحدة"الرئيس الأميركي شدد في حواره على أن الولايات المتحدة "توافق على ما وقعت عليه منذ زمن طويل.. سياسة الصين واحدة"، مضيفاً: "تايوان تتخذ حكمها الخاص بشأن استقلالها. نحن لا نتحرك ولا نشجعهم على الاستقرار، هذا قرارهم".وعند سؤاله عما إذا كانت القوات الأميركية ستدافع عن الجزيرة، أجاب بايدن: "نعم إذا تعرضت لهجوم غير مسبوق".وعند سؤاله مجدداً، بشأن ما إذا سيدافع الرجال والنساء الأميركيون عن تايوان إذا قررت الصين "غزو" تايوان، أجاب بايدن: "نعم".وبعد المقابلة، قال مصدر في البيت الأبيض، إن السياسة الأميركية "لم تتغير رسمياً"، وأضاف "الولايات المتحدة لن تقول ما إذا كانت القوات الأميركية ستدافع عن الجزيرة، ولكن القائد العام للقوات المسلحة لديه وجهة نظر خاصة به".أسعار النفطوبشأن ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب الأوكرانية، قال الرئيس الأميركي إن إدارته قامت بالكثير لخفض الأسعار على المستهلك الأميركي، بما في ذلك "الإفراج عن مليون برميل يومياً من الاحتياطي الاستراتيجي، وبعدها أضاف القطاع نحو مليون برميل يومياً بحلول الربيع"، وأضاف "أعتقد أننا في وضع جيد".وتابع بايدن في المقابلة التي أذيعت، الاثنين، "سيحاول الرئيس الروسي كسر إرادتنا بشأن أوكرانيا واستخدام أسعار النفط للقيام بذلك، ولكن الولايات المتحدة في وضع أفضل من أي أحد آخر في ما يتعلق بروسيا. بوتين يحاول القيام بذلك منذ فترة ولكنه لن ينجح".وعند سؤاله عن جائحة كورونا، قال الرئيس الأميركي، إن جائحة كورونا انتهت في الولايات المتحدة، لكن "لا يزال لدينا مشكلة معها، والكثير من العمل بهذا الصدد".التضخم والبطالةورداً على سؤال بشأن مُعدّل التضخم الذي بلغ 8.3%، الثلاثاء، وهو معدل لم تشهده الولايات المتحدة على مدار 40 عاماً، وما تبعه من انخفاض الأسهم، وارتفاع الأسعار إلى حد "إصابة الأميركيين بالصدمة عند رؤية فواتير البقالة"، طلب بايدن من مقدم البرنامج "وضع الأمور في نصابها"، لأن معدل التضخم "يرتفع بالكاد من شهر لآخر"، مؤكداً أنه "كان قبل ذلك 8.2%".وأضاف: "خمّن ما نحن عليه، إننا في وضعية لم يرتفع فيها معدل التضخم خلال الأشهر العديدة الماضية، إنه بالأساس متساو".وتابع بايدن: "في غضون ذلك تمكنا من خلق 10 ملايين فرصة عمل جديدة، حتى تراجع معدل البطالة إلى نحو 3.7%، وهو أحد أقل معدلات البطالة في تاريخ الولايات المتحدة، ونحن في وضع يعود فيه التصنيع إلى الولايات المتحدة بدرجة كبيرة، انظر إلى المستقبل، لدينا استثمارات عملاقة في مجال الشرائح الإلكترونية"، مشدداً على ضرورة تقييم الوضع على أنه عملية متكاملة.نمو الاقتصادوأعرب بايدن عن أمله في أن يسير الاقتصاد الأميركي في مسار ما يُعرف بـ"الهبوط الناعم"، من خلال "الانتقال إلى مكان لا نخسر فيه المكاسب التي ترشحت لتحقيقها للطبقة الوسطى في المقام الأول، مع التأكد، في ذات الوقت، من أن اقتصادنا سيواصل نموه.. سنسيطر على التضخم، وستنخفض أسعار العقاقير الموصوفة بدرجة كبيرة، وكذلك التكاليف الأساسية وأسعار الطاقة"، معرباً عن تفاؤله "أكثر من أي وقت مضى".وأجاب على سؤال عن رفع الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة بوتيرة متسارعة، وما يمكن لإدارته عمله لمنع الركود، بقوله: "إننا ندفع بقوة عجلة التنمية في كل الصناعات الجديدة، أعتقد أن لدينا 695 صناعة جديدة، أو 85 ألف وظيفة في مجال التصنيع منذ أن أصبحت رئيساً للولايات المتحدة، ونجحنا في خفض الدين، وتقليص عجز الميزانية بمقدار 350 مليار دولار في عامي الأول، وسنخفض الدين هذا العام بما يزيد عن 1.5 تريليون دولار".وثائق ترمبوتحدّث بايدن لأول مرة عن الوثائق السرية التي عثر عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي في منزل سلفه دونالد ترمب، بقوله إنه "لم يطلعه أحد على هذه الوثائق، ولم يتحدث إلى أحد بشكل شخصي بهذا الخصوص"، لكنه أعرب عن ثقته في أن إدراته "على وعي كامل بهذا الأمر، وكذلك مجلس الأمن الوطني".وأضاف: "فكرت في البيانات الموجودة هناك والتي قد تعرض المصادر والأساليب للخطر، أعني بذلك أسماء الأشخاص الذين ساعدوا، وما إلى ذلك، الأمر كله ينم عن عدم مسؤولية على الإطلاق".انتخابات 2024وبشأن نيته الترشح في انتخابات الرئاسة 2024، قال بايدن: "إذا قلت لك إنني سأترشح ثانية فجأة ستدخل مجموعة كاملة من الأشياء حيز التنفيذ. لدي متطلبات يجب أن أنفذها.. متطلبات لأمور يجب أن أغيرها، وأمضي بها قدما، وأقوم بها خاصة في ما يتعلق بقوانين الانتخابات".ووصف الحديث عن هذا الأمر بأنه "سابق لأوانه"، مضيفاً أنه "شخص يؤمن بالقدر إيماناً عميقاً"، موضحاً: "نيتي هي أن أترشح مرة أخرى. ولكن الأمر لا يتعلق بالنوايا، وإنما بقرار حاسم، وهذا ما أزال أنتظره".رجل مسنورداً على سؤال بشأن تقدمه في السن، قال إن "الأمر يتعلق بمستوى الطاقة، والحدّة العقلية، وما إذا كان العمل الذي تقوم به يتناسب مع ما يمكن لأي شخص في أي عمر القيام به".وتساءل: "كيف يمكن لرجل مسن مثلي أن يحقق الإنجازات التشريعية التي تتحدث عنها".وعلل بايدن تدّني معدلات الرضا عن أدائه إلى ما دون 50% بأن "هذا الوقت عصيب حقاً. إن الولايات المتحدة تمر الآن بمنعطف تاريخي"، مشيراً إلى أن هناك حالة من "عدم اليقين حيال كل شيء بعد أن فقدت الولايات المتحدة مليون شخص من أبنائها بسبب كورونا".إدمان الابنوحول تأثر إعادة انتخابه بما طال ابنه هانتر من اتهامات بالفساد، وسقوطه في نفق الإدمان، قال بايدن: "أولاً أنا أحب ابني. لقد حارب مشكلة الإدمان، وانتصر عليها، وكتب عنها"، معتبراً أن هذا الأمر لن يؤثر عليه "على الإطلاق".وحول تداعيات احتمالات خسارة حزبه مقاعد في الكونجرس، وفقا لسُنة التاريخ مع الرؤساء، على طموحاته، قال بايدن لقد مررنا "أكثر تشريعات الأسلحة النارية تفصيلاً على مدى 30 عاماً. رغم ذلك لن أنعم بالراحة حتى يتم حظر الأسلحة الهجومية، على غرار ما نجحت فيه من قبل عندما كنت عضواً في مجلس الشيوخ".وحمّل ترمب مسؤولية عدم التعاون بين الحزبين على غرار ما كان موجوداً في السابق عند دخوله مجلس الشيوخ وهو في عمر 29 سنة، لكن الصراع تحول إلى "هجوم شخصي"، لكنه اعتبر أن "عودة المياه إلى مجاريها ليست مستحيلة".
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90