منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي هددت البشرية لمدة 13 يوماً باندلاع حرب نووية أميركية - روسية، لم يشهد العالم خشية من احتمال اندلاع تلك الحرب مجدداً كما يشهد هذه الأيام، بعد تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية رداً على نكسات قواته شرق أوكرانيا وتمويل الغرب العسكري لكييف، وتحذير الرئيس الأميركي جو بايدن بوتين من مغبة الإقدام على ذلك.
وبعد تهديد بوتين، قال الرئيس الروسي السابق ديميتري مدفيديف، أمس، إن أي أسلحة في ترسانة موسكو، بما في ذلك الأسلحة النووية الإستراتيجية، يمكن أن تُستخدم للدفاع عن الأراضي التي تنضم لروسيا من أوكرانيا
وهذا ليس التهديد الأول لبوتين، فبعد أيام قليلة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أمر بوضع قوات الردع النووي الري في حالة التأهب القصوى.
وقد أجمع محللون كثر على أن بوتين لن يقبل الهزيمة في أوكرانيا، وهو مصمم على التصعيد، وماض في استخدام كل الأوراق، مشيرين إلى أن استخدامه السلاح النووي أمر غير مستبعد.
إن قصف المدن والمراكز الصناعية بقنابل نووية سيتسبب بعواصف نارية، وتلويث الغلاف الجوي بانبعاثات نواتج الاحتراق، وسيؤدي ذلك إلى تغيرات مناخية وتقلص كميات الأغذية في البر والمحيطات.
وبحث العلماء آثار النزاعات بين دول مختلفة، بما فيها بين روسيا والولايات المتحدة، وتشير تقديراتهم إلى أن حرباً نووياً بين هذين البلدين قد تؤدي إلى مصرع أكثر من 5 مليارات نسمة، وسيعاني الكوكب من «شتاء نووي».
وحتى الآن، وحسب تقارير ودراسات عدّة، قد لا تكون الدول كلها بمأمن عن نطاق الهجمات النووية، خاصة أن البنى التحتية في دول عدّة لا تزال ضعيفة نسبياً، ومعظمها لا تملك الملاجئ اللازمة لحماية مواطنيها.