مع مرور نحو أسبوعين على الاحتجاجات المستمرة في البلاد وإن بوتيرة أخف مؤخراً، تنديداً بمقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، حذر أكثر من 200 أستاذ جامعي في إيران من استمرار الاحتقان.

وأدانوا في بيان اليوم الخميس، تعامل السلطات الأمنية مع الاحتجاجات الأخيرة.

كما أكدوا أن حالة "الاحتقان والقلق" ستستمر في الجامعات الإيرانية إذا لم يتم الإفراج عن الطلاب المعتقلين، بحسب ما نقلت قناة "إيران إنترناشيونال".

"تظاهرات جديدة"

أتى هذا التحذير بعد أن دعت مجموعة شبابية تطلق على نفسها اسم "شباب أحياء طهران"، في بيان إلى تظاهرات جديدة تنطلق السبت من أمام الجامعات الكبرى في العاصمة.

كما شددت على أن مشاركة الطلاب في الاحتجاجات "تبث الرعب في قلوب قوات القمع الإيرانية".

يذكر أن إيران تشهد منذ الـ 16 من الشهر الجاري، تظاهرات واسعة النطاق في عشرات المدن بالبلاد، تنديدا بمقتل مهسا.

وكانت الفتاة العشرينية أوقفت في 13 سبتمبر من قبل ما تعرف بشرطة "الأخلاق" أو الشرطة الدينية، لكنها نقلت لاحقاً إلى مستشفى كسر في طهران، لتعلن وفاتها بعد 3 أيام.

نار الغضب

فيما وجهت أصابع الاتهام إلى الأمن والشرطة بالتسبب في مقتلها جراء الضرب والعنف والترهيب الذي تعرضت له.

وقد أشعلت وفاتها نار الغضب في البلاد حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام. ولعبت النساء دورا بارزا في تلك الاحتجاجات، ولوحت محتجات بحجابهن وحرقنه.

كما قصت أخريات شعرهن على الملأ، فيما دعت حشود غاضبة إلى سقوط المرشد علي خامنئي.

وشكلت تلك التظاهرات التي عمت عشرات المدن في كافة أنحاء البلاد خلال الأيام الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص (حسب رويترز) في حملات قمع ضد المتظاهرين.

ما دفع السلطات إلى التشدد في التعامل مع المتظاهرين، والتوعد بالضرب بيد من حديد على من وصفتهم بـ "المشاغبين".