صحيفة القبس الكويتية
للأسبوع الثالث على التوالي، لا تزال إيران تشهد احتجاجات متصاعدة غير مسبوقة، تندد بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني وتطالب بحقوق المرأة والحرية والحياة الكريمة. ورغم تصاعد القمع من قبل القوات الأمنية واتخاذ الاحتجاجات طابعا عنيفا في بعض المحافظات، فإن ذلك لم يفقد التظاهرات زخمها. ولا يبدو أن المتظاهرين سيهادنون، وقد بدؤوا بانتهاج أساليب أخرى إلى جانب النزول إلى الشوارع مع انضمام مدن أخرى للتظاهرات، وتنفيذ اضرابات في الأسواق والجامعات.
وشهدت الاسواق اليوم اضراباً في معظم المدن، ومع تشكيل تجمع احتجاجي في بازار طهران، هتف المتظاهرون والتجار بشعارات مناهضة للحكومة، مرددين: «إذا لم نقف معا فسوف نقتل الواحد تلو الآخر»، ودعوا جميع البازارات للمشاركة في التظاهرة. وهتف محتجون آخرون «لقد بدأت الثورة فلننهيها بتحطيم أبواب السجون، مكان أحبائنا في الشارع فلنحررهم»، وسارت تظاهرات في شوارع لالزار، وانقلاب، حسن آباد، توبكون، خيابون ملات.
كما بدأ الإضراب العام في أسوق كردستان وبلوشستان احتجاجا على الهجمات التي شنها الحرس الثوري على مقرات الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق وايضا هجوم الشرطة والحرس الثوري على احتجاجات زاهدان. وأغلقت الأسواق والمحلات التجارية في مدن سنندج، بانيه، سقز، كامياران، سردشت، بوكان، مهاباد، أشنوى، مريفان، نقدة، بيرانشهر، أورمية، وزاهدان للمرة الثانية خلالهما الأسبوع.
حليقة الرأس
ومن ضمن الأساليب الجديدة، طرق صامتة للاحتجاج، منها نشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي تحد جديد لقمع السلطات، نشرت ابنة مينو مجيدي -السيدة الستينية التي قُتلت برصاص الأمن خلال تظاهرات في مدينة كرمنشاه الكردية قبل 10 أيام- صورة لها واقفة فوق قبر أمها حليقة الرأس. وانتشرت صورة الشابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم وتناقلها مئات الناشطين الإيرانيين.
أقوى التظاهرات الطلابية
وأمس امتدت التظاهرات إلى وسط البلاد وتحديداً محافظة أصفهان ومشهد، وشهدت البلاد كبرى المسيرات الاحتجاجية الطلابية في كبرى الجامعات، حيث احتشد عدد من الطلاب في جامعة أصفهان الصناعية مرددين هتافات ضد النظام. وفي العاصمة طهران، نظمت الجامعة الحرة في بونك وجامعة فردوسي وبهشتي تجمعا احتجاجياً طالب بإطلاق سراح طلاب اعتقلوا، في حين تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل مقاطع فيديو وثقت اشتباكات مع القوات الأمنية.
وجامعات طهران التي تعتبر رائدة في الحركة الطلابية، لم تتوقف عن الاحتجاج رغم القمع والاعتقالات الواسعة النطاق التي تعرض لها الطلاب.
كما نُشرت مقاطع فيديو توثق الاحتجاجات بعشرات الجامعات في تبريز وشيراز والأحواز وكرج وغيرها من الجامعات.
اعتُبرت احتجاجات يوم أمس الأكبر من حيث عدد الجامعات المشاركة وزخم المشاركة الطلابية فيها. واللافت هو انها انطلقت من حرم وساحات الجامعات الى شوارع المدن الرئيسية، لاسيما في العاصمة، حيث انتشر أفراد شرطة مكافحة الشغب عند مفترقات الطرق.
موجة اعتقالات
وتعتقد الأجهزة الأمنية الايرانية أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الاحتجاجات هي قمع المحتجين، فعمدت في الأيام الماضية إلى استخدام كل الأساليب من أجل إطفاء شعلة الغضب، وأوقفت مئات المحتجين، بينهم أوروبيين، لاسيما في محافظة سيستان وبلوشستان وطهران كردستان وأذربايجان. وكشفت مصادر حقوقية إيرانية عن ارتفاع عدد المعتقلين من صحافيين ورياضيين وممثلين بسبب مواقفهم الداعمة للاحتجاجات. كما هددت السلطات العديد من المشاهير والمؤثرين في وسائل التواصل، إن لم يكفوا عن التحشيد أو تأييدهم للمحتجين.
أما آخر فصول تلك الاعتقالات فتوقيف فتاة تدعى دنيا راد لمجرد نشرها صورة على تويتر تظهرها مع صديقتها في أحد مطاعم العاصمة بلا غطاء على رأسيهما. وأفادت شقيقة دنيا بتغريدة على حسابها في تويتر أن الأجهزة الأمنية اتصلت بشقيقتها واستدعتها لشرح الموقف، مردفة: «بعد بضع ساعات، أخبرتني أنها اعتُقلت ونُقلت إلى العنبر 209 في سجن إيفين سيئ الصيت».
كردستان وبلوشستان
في غضون ذلك، تشهد مدن مختلفة في محافظتي بلوشستان وكردستان إضرابات لأصحاب المتاجر والموظفين والطلاب. وبحسب نشطاء أكراد فإن أكثر من 20 مدينة انضمت إلى الإضراب في كردستان وحدها. وسيطر المتظاهرون على شوارع الاستقلال وباسداران في مدينة دهجلان وتم إنزال الأعلام الإيرانية من الشوارع الرئيسية.
وبعد يوم واحد من إطلاق قوات الحرس الثوري النار على المتظاهرين في مدينة زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان المتاخمة لأفغانستان وباكستان، أكدت منظمة حملة نشطاء البلوش الحقوقية هوية الضحايا معلنة عن زيادة كبيرة في أعداد القتلى والجرحى. لافتة إلى أنها أحصت أسماء 42 قتيلاً على الأقل سقطوا الجمعة في زاهدان، وإصابة 197 شخصا، نحو 160 منهم أصيبوا برصاص كلاشينكوف والباقي برصاص سلاح الصيد الشوزن، وبعضهم في حالة حرجة للغاية.
وأكدت المنظمة أن العدد الفعلي للضحايا أكثر بكثير وأنها لا تزال تحاول جمع إحصائيات من مناطق أخرى في بلوشستان لم يكن من الممكن الوصول إليها.
من جانبه، أعلن الحرس الثوري في جنوب شرقي إيران عن مقتل أربعة من عناصره بينهم ضابطان برتبة عقيد، خلال قمع احتجاجات زاهدان. وقال إن العقيد حميد رضا هاشمي، وهو عضو آخر في جهاز استخبارات الحرس الثوري توفي متأثرا بجروح أصيب بها الجمعة، إضافة إلى قائد استخبارات حرس الثورة في بلوشستان العقيد علي موسوي.
دعم داخلي وخارجي
وأثارت حركات الاحتجاج الشعبية في إيران موجة من الدعم المحلي والأجنبي المتصاعد، وأمس دعا رئيس وزراء إيران الأسبق وزعيم التيار الاصلاحي الإيراني مير حسين موسوي، القوات المسلحة للانضمام الى الشعب الإيراني. وقال موسوي في بيان: «مهسا أميني التي سلبت من أحلامها بموتها المفجع تقلب صفحات التاريخ». وأضاف: «دماء المظلومين أقوى من عنف الظالمين، والمظلوم سينتصر». وطالب موسوي من مقر إقامته الجبرية القوات المسلحة الإيرانية بعدم نسيان «عهدها في حماية إيران وأرواح الناس وممتلكاتهم وحقوقهم».
في غضون ذلك، انطلقت مسيرات في عدة مدن حول العالم تضامناً مع احتجاجات إيران.
في روما، قرع نحو ألف شخص الطبول، ونقلت وكالة الصحافة الإيطالية عن سيمونا فيولا زعيمة حزب الوسط الصغير «+أوروبا» قولها أثناء مشاركتها في المسيرة «نطالب بالعدالة لمهسا أميني وجميع ضحايا العنف الوحشي والأعمى للسلطات، فضلاً عن حرية الاختيار للإيرانيات».
وفي طوكيو، رفع متظاهرون صورة أميني ولافتات كتب عليها «لن نتوقّف» إضافة إلى صور لنساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن. من جهتها، ندّدت منظمة العفو الدولية باستخدام قوات الأمن للعنف «بلا رحمة»، مشيرة إلى استخدام الذخيرة الحية والضرب في قمع التظاهرات.
للأسبوع الثالث على التوالي، لا تزال إيران تشهد احتجاجات متصاعدة غير مسبوقة، تندد بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني وتطالب بحقوق المرأة والحرية والحياة الكريمة. ورغم تصاعد القمع من قبل القوات الأمنية واتخاذ الاحتجاجات طابعا عنيفا في بعض المحافظات، فإن ذلك لم يفقد التظاهرات زخمها. ولا يبدو أن المتظاهرين سيهادنون، وقد بدؤوا بانتهاج أساليب أخرى إلى جانب النزول إلى الشوارع مع انضمام مدن أخرى للتظاهرات، وتنفيذ اضرابات في الأسواق والجامعات.
وشهدت الاسواق اليوم اضراباً في معظم المدن، ومع تشكيل تجمع احتجاجي في بازار طهران، هتف المتظاهرون والتجار بشعارات مناهضة للحكومة، مرددين: «إذا لم نقف معا فسوف نقتل الواحد تلو الآخر»، ودعوا جميع البازارات للمشاركة في التظاهرة. وهتف محتجون آخرون «لقد بدأت الثورة فلننهيها بتحطيم أبواب السجون، مكان أحبائنا في الشارع فلنحررهم»، وسارت تظاهرات في شوارع لالزار، وانقلاب، حسن آباد، توبكون، خيابون ملات.
كما بدأ الإضراب العام في أسوق كردستان وبلوشستان احتجاجا على الهجمات التي شنها الحرس الثوري على مقرات الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق وايضا هجوم الشرطة والحرس الثوري على احتجاجات زاهدان. وأغلقت الأسواق والمحلات التجارية في مدن سنندج، بانيه، سقز، كامياران، سردشت، بوكان، مهاباد، أشنوى، مريفان، نقدة، بيرانشهر، أورمية، وزاهدان للمرة الثانية خلالهما الأسبوع.
حليقة الرأس
ومن ضمن الأساليب الجديدة، طرق صامتة للاحتجاج، منها نشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي تحد جديد لقمع السلطات، نشرت ابنة مينو مجيدي -السيدة الستينية التي قُتلت برصاص الأمن خلال تظاهرات في مدينة كرمنشاه الكردية قبل 10 أيام- صورة لها واقفة فوق قبر أمها حليقة الرأس. وانتشرت صورة الشابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم وتناقلها مئات الناشطين الإيرانيين.
أقوى التظاهرات الطلابية
وأمس امتدت التظاهرات إلى وسط البلاد وتحديداً محافظة أصفهان ومشهد، وشهدت البلاد كبرى المسيرات الاحتجاجية الطلابية في كبرى الجامعات، حيث احتشد عدد من الطلاب في جامعة أصفهان الصناعية مرددين هتافات ضد النظام. وفي العاصمة طهران، نظمت الجامعة الحرة في بونك وجامعة فردوسي وبهشتي تجمعا احتجاجياً طالب بإطلاق سراح طلاب اعتقلوا، في حين تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل مقاطع فيديو وثقت اشتباكات مع القوات الأمنية.
وجامعات طهران التي تعتبر رائدة في الحركة الطلابية، لم تتوقف عن الاحتجاج رغم القمع والاعتقالات الواسعة النطاق التي تعرض لها الطلاب.
كما نُشرت مقاطع فيديو توثق الاحتجاجات بعشرات الجامعات في تبريز وشيراز والأحواز وكرج وغيرها من الجامعات.
اعتُبرت احتجاجات يوم أمس الأكبر من حيث عدد الجامعات المشاركة وزخم المشاركة الطلابية فيها. واللافت هو انها انطلقت من حرم وساحات الجامعات الى شوارع المدن الرئيسية، لاسيما في العاصمة، حيث انتشر أفراد شرطة مكافحة الشغب عند مفترقات الطرق.
موجة اعتقالات
وتعتقد الأجهزة الأمنية الايرانية أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الاحتجاجات هي قمع المحتجين، فعمدت في الأيام الماضية إلى استخدام كل الأساليب من أجل إطفاء شعلة الغضب، وأوقفت مئات المحتجين، بينهم أوروبيين، لاسيما في محافظة سيستان وبلوشستان وطهران كردستان وأذربايجان. وكشفت مصادر حقوقية إيرانية عن ارتفاع عدد المعتقلين من صحافيين ورياضيين وممثلين بسبب مواقفهم الداعمة للاحتجاجات. كما هددت السلطات العديد من المشاهير والمؤثرين في وسائل التواصل، إن لم يكفوا عن التحشيد أو تأييدهم للمحتجين.
أما آخر فصول تلك الاعتقالات فتوقيف فتاة تدعى دنيا راد لمجرد نشرها صورة على تويتر تظهرها مع صديقتها في أحد مطاعم العاصمة بلا غطاء على رأسيهما. وأفادت شقيقة دنيا بتغريدة على حسابها في تويتر أن الأجهزة الأمنية اتصلت بشقيقتها واستدعتها لشرح الموقف، مردفة: «بعد بضع ساعات، أخبرتني أنها اعتُقلت ونُقلت إلى العنبر 209 في سجن إيفين سيئ الصيت».
كردستان وبلوشستان
في غضون ذلك، تشهد مدن مختلفة في محافظتي بلوشستان وكردستان إضرابات لأصحاب المتاجر والموظفين والطلاب. وبحسب نشطاء أكراد فإن أكثر من 20 مدينة انضمت إلى الإضراب في كردستان وحدها. وسيطر المتظاهرون على شوارع الاستقلال وباسداران في مدينة دهجلان وتم إنزال الأعلام الإيرانية من الشوارع الرئيسية.
وبعد يوم واحد من إطلاق قوات الحرس الثوري النار على المتظاهرين في مدينة زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان المتاخمة لأفغانستان وباكستان، أكدت منظمة حملة نشطاء البلوش الحقوقية هوية الضحايا معلنة عن زيادة كبيرة في أعداد القتلى والجرحى. لافتة إلى أنها أحصت أسماء 42 قتيلاً على الأقل سقطوا الجمعة في زاهدان، وإصابة 197 شخصا، نحو 160 منهم أصيبوا برصاص كلاشينكوف والباقي برصاص سلاح الصيد الشوزن، وبعضهم في حالة حرجة للغاية.
وأكدت المنظمة أن العدد الفعلي للضحايا أكثر بكثير وأنها لا تزال تحاول جمع إحصائيات من مناطق أخرى في بلوشستان لم يكن من الممكن الوصول إليها.
من جانبه، أعلن الحرس الثوري في جنوب شرقي إيران عن مقتل أربعة من عناصره بينهم ضابطان برتبة عقيد، خلال قمع احتجاجات زاهدان. وقال إن العقيد حميد رضا هاشمي، وهو عضو آخر في جهاز استخبارات الحرس الثوري توفي متأثرا بجروح أصيب بها الجمعة، إضافة إلى قائد استخبارات حرس الثورة في بلوشستان العقيد علي موسوي.
دعم داخلي وخارجي
وأثارت حركات الاحتجاج الشعبية في إيران موجة من الدعم المحلي والأجنبي المتصاعد، وأمس دعا رئيس وزراء إيران الأسبق وزعيم التيار الاصلاحي الإيراني مير حسين موسوي، القوات المسلحة للانضمام الى الشعب الإيراني. وقال موسوي في بيان: «مهسا أميني التي سلبت من أحلامها بموتها المفجع تقلب صفحات التاريخ». وأضاف: «دماء المظلومين أقوى من عنف الظالمين، والمظلوم سينتصر». وطالب موسوي من مقر إقامته الجبرية القوات المسلحة الإيرانية بعدم نسيان «عهدها في حماية إيران وأرواح الناس وممتلكاتهم وحقوقهم».
في غضون ذلك، انطلقت مسيرات في عدة مدن حول العالم تضامناً مع احتجاجات إيران.
في روما، قرع نحو ألف شخص الطبول، ونقلت وكالة الصحافة الإيطالية عن سيمونا فيولا زعيمة حزب الوسط الصغير «+أوروبا» قولها أثناء مشاركتها في المسيرة «نطالب بالعدالة لمهسا أميني وجميع ضحايا العنف الوحشي والأعمى للسلطات، فضلاً عن حرية الاختيار للإيرانيات».
وفي طوكيو، رفع متظاهرون صورة أميني ولافتات كتب عليها «لن نتوقّف» إضافة إلى صور لنساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن. من جهتها، ندّدت منظمة العفو الدولية باستخدام قوات الأمن للعنف «بلا رحمة»، مشيرة إلى استخدام الذخيرة الحية والضرب في قمع التظاهرات.