فيما لا تزال التظاهرات مستمرة في إيران لأكثر من أسبوعين، تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، أكدت المخابرات الأميركية أن استمرار تلك الاحتجاجات ومدة انتشارها أمر مفاجئ فعلا.
فقد وصف مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، "مدى انتشار تلك الاحتجاجات بالصاعق"، لاسيما أنها طالت عشرات المدن والمحافظات، وشتى الطبقات أيضاً.
"فاض بهم الكيل"
واعتبر بيرنز في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" الأميركية، أن الشباب الإيراني اكتفى من القمع السياسي للسلطات الإيرانية.
كما رأى أن الإيرانيين الشباب لاسيما النساء، فاض بهم الكيل، سواء من الأزمة الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة، أو الفساد والقيود الاجتماعية والقمع السياسي في البلاد، ما جعلهم مستعدين للمخاطرة بكل شجاعة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن، أمس الاثنين، أن بلاده "ستفرض هذا الأسبوع أكلافاً إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين"، معربا عن قلقه الشديد إزاء التقارير الواردة عن استمرار العنف المتزايد ضد المحتجين في إيران، بما في ذلك ضد الطلاب والنساء.
فيما اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي، واشنطن وتل أبيب بالوقوف وراء المتظاهرين والمشاغبين.
شعلة مهسا
يذكر أن أميني، التي تنحدر من مدينة سقز الكردية في شمال غربي إيران، توفيت في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران.
وقد أشعلت وفاتها نار الغضب في إيران حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام، بالإضافة إلى الفساد والقمع.
وشكلت التظاهرات التي عمت عشرات المدن في كافة أنحاء البلاد خلال الأسابيع الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص (حسب رويترز) في حملات قمع ضد المتظاهرين.