حذّر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" ويليام بيرنز، من أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربما يكون "خطيراً ومتهوراً للغاية"، إذا شعر بأنّه "محاصر" أو أنّه "في موقف سيء" في ظل استمرار الغزو الروسي أوكرانيا.

وقال بيرنز خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية أذيعت، الاثنين، إنّ بوتين يبني نهجه للمضي قدماً على "افتراضات خاطئة"، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي "يعتقد أنّه قادر على التعامل مع الأوكرانيين، والولايات المتحدة، والغرب".

وعند سؤاله عما إذا كان بوتين يشعر بالقلق إزاء التقدم الذي يحرزه الجيش الأوكراني وفرار مئات الآلاف من روسيا، قال بيرنز: "بالطبع يشعر بالقلق، ليس فقط بشأن ما يحدث في ساحة المعركة في أوكرانيا، وما يحدث في الداخل، وما يحدث على الصعيد الدولي. لقد وقف بجانب (الرئيس الصيني) شي جين بينج في فبراير الماضي قبيل بداية الحرب، وأعلنا عن صداقة بلا حدود. حسناً، لقد تبين أن هذه الصداقة تحتوي على بعض الحدود".

وأوضح بيرنز أنّ الصين كانت هادئة نوعاً ما في دعمها لروسيا خلال الصراع، مُشيراً إلى أن بكين لم تقدم نوع الدعم العسكري الذي كان بوتين يأمل في الحصول عليه على الأرجح. ومع ذلك، أكد بيرنز أن الرئيس الروسي "لا يزال واثقاً بإصرار في قراراته".

وفيما يتعلق بمدى اهتمام الصين بالحرب، قال بيرنز إنّه يعتقد أن شي "يراقب ما يحدث في أوكرانيا بعناية شديدة"، مضيفاً أنّ الرئيس الصيني شعر بالصدمة من الأداء الضعيف للجيش الروسي.

وتابع: "القيادة الصينية تراقب أيضاً ما يحدث عندما تشن غزواً، والشعب الذي تغزوه يقاوم بشجاعة كبيرة ومثابرة أيضاً"، متوقعاً أنّ ذلك ربما يغير موقف شي تجاه تايوان.

وقال بيرنز إنّ الرئيس شي يؤكد الآن أنه يفضل البحث عن سبل لتحقيق التوحيد مع تايوان، أو السيطرة عليها بعبارة أخرى، دون استخدام القوة.

وأضاف: "ولكنه (الرئيس الصيني) أيضاً أمر جيشه، كما نعلم، بالاستعداد في موعد أقصاه عام 2027 لغزو تايوان بنجاح. لذا، فإن الواقع، على الأقل كما نراه، هو أنه كلما مرت السنوات في هذا العقد، زادت مخاطر نشوب صراع محتمل".

وغزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير، ووصفت ذلك بـ"عملية عسكرية خاصة"، وتنفي استهداف المدنيين عن عمد على الرغم من أن هجماتها دمّرت بلدات ومدناً أوكرانية.

وخلّفت الحملة العسكرية الروسية عشرات الآلاف من الضحايا وتركت مدناً أوكرانية حطاماً، وتسببت في أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.

احتجاجات إيران

وفي تعليق على قطع السلطات الإيرانية الإنترنت عن الشعب الإيراني في ظل استمرار الاحتجاجات، على وفاة شابة احتجزتها الشرطة، قال بيرنز إنّ الولايات المتحدة ملتزمة بدعم "حرية تدفق للمعلومات".

وتشهد عدة مدن إيرانية منذ نحو 3 أسابيع، احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر بعد 3 أيام من توقيفها في طهران من قبل "شرطة الأخلاق".

ووفق "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (غير حكومية)، أسفرت الاحتجاجات عن سقوط 92 شخصاً حتى الآن، في وقت قالت "منظمة العفو الدولية" في وقت سابق إنها أكدت سقوط 53 شخصاً، بعدما أشارت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية الأسبوع الماضي، إلى سقوط زهاء ستين شخصاً.

في المقابل، تنفي السلطات أيّ ضلوع للشرطة في وفاة الشابة، وتصف المتظاهرين بأنهم "مثيرون للشغب" و"إرهابيون" وأعلنت توقيف مئات منهم.