تركت احتجاجات إيران على خلفية مقتل الفتاة الكردية جينا (مهسا) أميني، عشرات الضحايا. ومن بين قصص الذين قضوا نحبهم، تُعد قصة المراهقة نكا شاكرمي (مواليد 2005) الأكثر إيلاماً وحزناً. وكانت ابنة الـ17 عاماً (وهي من مواليد خُرم أباد عاصمة محافظة لورستان غربي إيران) المفعمة بالحياة قد خرجت لتحتج في طهران بغية تغيير المستقبل، لكنها لم تعد إلى ذويها، ولاحقاً أعلنت السلطات العثور على جثتها على بعد 27 كيلومتراً عن المكان الذي شاركت فيه بالاحتجاجات في العاصمة الإيرانية طهران.
لحظة اختفائها كانت شاكرمي تشارك في مسيرة في شارع كشاور بوسط طهران، وذلك يوم 20 سبتمبر الماضي. وقالت في آخر مكالمة هاتفية أجرتها مع صديقتها إن قوات الأمن تطاردها. وبعد هذا الاتصال انقطعت أخبارها إلى أن تعرفت الأسرة على جثتها بعد 10 أيام في منطقة كهريزك. وبحسب مصادر "بي. بي. سي. فارسي"، فقد سرقت عناصر الأمن جثة نكا من أسرتها ودُفنت سراً.
بعد آخر مكالمة هاتفية لها أجرتها أثناء الاحتجاجات، بحث أهل نكا عنها في جميع السجون والمعتقلات ومكاتب الأمن والمستشفيات وذلك منذ ليلة الثلاثاء 20 سبتمبر. وكان هاتفها متاحاً حتى حوالي الساعة 7:00 صباحاً من يوم 21 سبتمبر، وبعد ذلك تم إغلاقه.
وراجعت أسرتها شرطة الأمن في 29 سبتمبر لفتح ملف لها ضمن ملفات المفقودين، إلا أن الشرطة طلبت من الأسرة التعرف على جثة وجدت في منطقة كهريزك التي تبعد 27 كيلومتراً عن مركز طهران.
وأثناء التعرف عليها، أظهرت الشرطة للأسرة وجه نكا فقط ولم يسمحوا للعائلة برؤية الجسد. وبحسب ما قالته خالة الضحية آتش شاكرمي: "أبلغونا أن السقوط من مكان مرتفع هو سبب وفاة نكا. لكن شقيقي قال إنه، وبحسب الصور التي عرضت عليه، فإن طريقة "استلقاء" الجثة على الرصيف لم يكن طبيعياً ولم يكن يظهر بأنها سقطت من مكان مرتفع. وعندما ذهبوا صباحاً لاستلام الجثة، رأوا أن أنفها قد تحطم، وجمجمتها مهشمة نتيجة ضربات متعددة بجسم صلب أو هراوة".
رواية الشرطة الإيرانية
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" القريبة من الحرس الثوري في 5 أكتوبر تفاصيل رواية رئيس مكتب المدعي العام الجنائي لمحافظة طهران محمد شهرياري حول وفاة نكا. وقال شهرياري إنه تم العثور على جثة الضحية في فناء منزل طور البناء، ونقلت جثتها على الفور إلى الطب الشرعي كشخص مجهول الهوية.
وأضاف شهرياري: "أثناء التشريح وفحص الجثة لوحظت كسور متعددة في الحوض والرأس والأطراف العلوية والسفلية واليدين والقدمين، مما يدل على أن الجثة قد رميت من مكان مرتفع. ولم يعثر على آثار رصاص في جسد الجثة". وأكد أن وفاتها لا علاقة لها بـ"أعمال الشغب الأخيرة"، في إشارة إلى الاحتجاجات.
هذا وأعلن رئيس مكتب المدعي العام الجنائي في طهران عن اعتقال ثمانية أشخاص على صلة بوفاة نكا، مضيفاً أن "القضية قيد التحقيق وستعلن النتيجة في أقرب وقت ممكن".
إغلاق حسابيها على إنستغرام وتلغرام
عودةً إلى رواية آتش شاكرامي، فقد قالت خالة الضحية لـ"بي. بي. سي. فارسي" إن ابنة أختها كانت تعيش معها منذ سنة، وفي تلك الليلة وضعت منشفة وزجاجة ماء في حقيبتها قبل مغادرة المنزل. واكتشفت الخالة لاحقاً أن نكا خرجت من المنزل للمشاركة في الاحتجاجات لذا طلبت منشفة وماء لوقف تأثير الغاز المسيل للدموع.
وأضافت خالتها أن صديقة نكا أخبرتها بأنها في ليلة 20 سبتمبر شاهدت ما نشرته نكا على "إنستغرام" حيث ظهرت وهي تحرق وشاحها أثناء الاحتجاجات في تلك الليلة.
وعندما اتصلت صديقة نكا بها، قالت لها إنها "تهرب من رجال الأمن"، وكانت تلك آخر مكالمة لها. وبعد ذلك تم حذف حسابات نكا شاكرمي من على إنستغرام وتلغرام وذلك في نفس اليوم الذي تم فيه إغلاق هاتفها المحمول، واختفت بعد ذلك.
سرقة الجثة من مغسل الموتى
وبينما كانت الأسرة قد قررت أن تدفن نكا شاكرمي في مقبرة صالحين في مسقط رأسها خُرم آباد، قامت عناصر الأمن بسرقة جثتها من مغسل الموتى ودفنها سراً في مقبرة تقع في قرية ويسيان المجاورة، بدون مشاركة ذويها وأقاربها الذين تعرضوا لهجوم من قبل قوات الأمن وجرح البعض منهم برصاصات أطلقت من بنادق الصيد التي تستخدمها الشرطة بعض الأحيان لتفريق الاحتجاجات. واعتقلت السلطات خالتها آتش شاكرمي وخالها محسن شاكرمي.
وبالرغم من تأكيد رئيس مكتب المدعي العام الجنائي في طهران محمد شهرياري أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات في قضية وفاة نكا شاكرمي في أقرب وقت ممكن، لم تنشر السلطات بعدُ أي تقرير رسمي بهذا الخصوص.
لحظة اختفائها كانت شاكرمي تشارك في مسيرة في شارع كشاور بوسط طهران، وذلك يوم 20 سبتمبر الماضي. وقالت في آخر مكالمة هاتفية أجرتها مع صديقتها إن قوات الأمن تطاردها. وبعد هذا الاتصال انقطعت أخبارها إلى أن تعرفت الأسرة على جثتها بعد 10 أيام في منطقة كهريزك. وبحسب مصادر "بي. بي. سي. فارسي"، فقد سرقت عناصر الأمن جثة نكا من أسرتها ودُفنت سراً.
بعد آخر مكالمة هاتفية لها أجرتها أثناء الاحتجاجات، بحث أهل نكا عنها في جميع السجون والمعتقلات ومكاتب الأمن والمستشفيات وذلك منذ ليلة الثلاثاء 20 سبتمبر. وكان هاتفها متاحاً حتى حوالي الساعة 7:00 صباحاً من يوم 21 سبتمبر، وبعد ذلك تم إغلاقه.
وراجعت أسرتها شرطة الأمن في 29 سبتمبر لفتح ملف لها ضمن ملفات المفقودين، إلا أن الشرطة طلبت من الأسرة التعرف على جثة وجدت في منطقة كهريزك التي تبعد 27 كيلومتراً عن مركز طهران.
وأثناء التعرف عليها، أظهرت الشرطة للأسرة وجه نكا فقط ولم يسمحوا للعائلة برؤية الجسد. وبحسب ما قالته خالة الضحية آتش شاكرمي: "أبلغونا أن السقوط من مكان مرتفع هو سبب وفاة نكا. لكن شقيقي قال إنه، وبحسب الصور التي عرضت عليه، فإن طريقة "استلقاء" الجثة على الرصيف لم يكن طبيعياً ولم يكن يظهر بأنها سقطت من مكان مرتفع. وعندما ذهبوا صباحاً لاستلام الجثة، رأوا أن أنفها قد تحطم، وجمجمتها مهشمة نتيجة ضربات متعددة بجسم صلب أو هراوة".
رواية الشرطة الإيرانية
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" القريبة من الحرس الثوري في 5 أكتوبر تفاصيل رواية رئيس مكتب المدعي العام الجنائي لمحافظة طهران محمد شهرياري حول وفاة نكا. وقال شهرياري إنه تم العثور على جثة الضحية في فناء منزل طور البناء، ونقلت جثتها على الفور إلى الطب الشرعي كشخص مجهول الهوية.
وأضاف شهرياري: "أثناء التشريح وفحص الجثة لوحظت كسور متعددة في الحوض والرأس والأطراف العلوية والسفلية واليدين والقدمين، مما يدل على أن الجثة قد رميت من مكان مرتفع. ولم يعثر على آثار رصاص في جسد الجثة". وأكد أن وفاتها لا علاقة لها بـ"أعمال الشغب الأخيرة"، في إشارة إلى الاحتجاجات.
هذا وأعلن رئيس مكتب المدعي العام الجنائي في طهران عن اعتقال ثمانية أشخاص على صلة بوفاة نكا، مضيفاً أن "القضية قيد التحقيق وستعلن النتيجة في أقرب وقت ممكن".
إغلاق حسابيها على إنستغرام وتلغرام
عودةً إلى رواية آتش شاكرامي، فقد قالت خالة الضحية لـ"بي. بي. سي. فارسي" إن ابنة أختها كانت تعيش معها منذ سنة، وفي تلك الليلة وضعت منشفة وزجاجة ماء في حقيبتها قبل مغادرة المنزل. واكتشفت الخالة لاحقاً أن نكا خرجت من المنزل للمشاركة في الاحتجاجات لذا طلبت منشفة وماء لوقف تأثير الغاز المسيل للدموع.
وأضافت خالتها أن صديقة نكا أخبرتها بأنها في ليلة 20 سبتمبر شاهدت ما نشرته نكا على "إنستغرام" حيث ظهرت وهي تحرق وشاحها أثناء الاحتجاجات في تلك الليلة.
وعندما اتصلت صديقة نكا بها، قالت لها إنها "تهرب من رجال الأمن"، وكانت تلك آخر مكالمة لها. وبعد ذلك تم حذف حسابات نكا شاكرمي من على إنستغرام وتلغرام وذلك في نفس اليوم الذي تم فيه إغلاق هاتفها المحمول، واختفت بعد ذلك.
سرقة الجثة من مغسل الموتى
وبينما كانت الأسرة قد قررت أن تدفن نكا شاكرمي في مقبرة صالحين في مسقط رأسها خُرم آباد، قامت عناصر الأمن بسرقة جثتها من مغسل الموتى ودفنها سراً في مقبرة تقع في قرية ويسيان المجاورة، بدون مشاركة ذويها وأقاربها الذين تعرضوا لهجوم من قبل قوات الأمن وجرح البعض منهم برصاصات أطلقت من بنادق الصيد التي تستخدمها الشرطة بعض الأحيان لتفريق الاحتجاجات. واعتقلت السلطات خالتها آتش شاكرمي وخالها محسن شاكرمي.
وبالرغم من تأكيد رئيس مكتب المدعي العام الجنائي في طهران محمد شهرياري أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات في قضية وفاة نكا شاكرمي في أقرب وقت ممكن، لم تنشر السلطات بعدُ أي تقرير رسمي بهذا الخصوص.