العين الاخباريةبعد أشهر من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بنيران أمريكية في العاصمة كابول، بدأت واشنطن وحركة طالبان مفاوضات لـ"بناء الثقة".

تلك المفاوضات التي تعقد لأول مرة منذ مقتل الظواهري في يوليو/تموز الماضي، قادها من الجانب الأمريكي نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ديفيد كوهين، والممثل الخاص لوزارة الخارجية في أفغانستان توم ويست، الذي قاد التواصل مع طالبان منذ انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي.

وفيما ضم وفد "طالبان" رئيس الاستخبارات في الحركة عبد الحق الواسع، قال مسؤولون مطلعون على المحادثات، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن اجتماع يوم السبت ركز على مكافحة الإرهاب.

وكان البيت الأبيض وصف الشهر الماضي التعاون مع طالبان في مكافحة الإرهاب بأنه "عمل جار"، إلا أنه بعد مقتل الظواهري في غارة أمريكية، اتهمت الولايات المتحدة طالبان بـ "انتهاك واضح وصارخ لاتفاق الدوحة".

مساع لبناء الثقة

ورغم التوترات بين حركة طالبان والولايات المتحدة، إلا أن الأخيرة واصلت التعامل مع طالبان، بما في ذلك التفاوض على إطلاق سراح المواطن الأمريكي مارك فريريتش، لكن كبار المسؤولين لم يلتقوا وجها لوجه.

وأطلق سراح المواطن الأمريكي مارك فريريتش قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا بعد أكثر من عامين في الأسر، في مفاوضات قال عنها مسؤولو الإدارة الأمريكية، إنها استغرقت أشهرًا، إلا أن هناك أمريكيًا آخر على الأقل محتجز حاليًا لدى طالبان ويدعى إيفور شيرر، بعد اعتقاله مع منتجه الأفغاني، فيض الله فيزبخش، أثناء تصوير في المنطقة التي قُتل فيها الظواهري.

رسائل أمريكية

وتواجه حركة طالبان تمردًا من فرع تنظيم "داعش خراسان"، قال عنه النائب السابق لمدير المخابرات الوطنية الذي قاد تحليل أفغانستان في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيث سانر: "إن طالبان تكافح من أجل منع هجمات داعش في خراسان، مما يجعلها تبدو عاجزة، لا سيما في كابول".

وقال سانر: "من المرجح أن يوجه كوهين رسالة حازمة مفادها أننا سنقوم بمزيد من الضربات مثلما فعلنا ضد الظواهري إذا وجدنا أن أعضاء القاعدة في أفغانستان يدعمون العمليات التي تهدد الولايات المتحدة أو حلفائها".

وأوضح أن "داعش خراسان يشكل الآن تهديدًا أفغانيًا داخليًا على طالبان وعلى الاستقرار الطائفي نظرًا لتركيز داعش على قتل الشيعة، لكن هناك بعض المخاوف من أن التنظيم قد يحول أنظاره في النهاية إلى التآمر الخارجي إذا كانت طالبان غير قادرة لاحتوائهم".

وفي الشهر الماضي، أعلنت إدارة بايدن أنها أنشأت "صندوقًا أفغانيًا" بقيمة 3.5 مليار دولار بأموال أفغانية مجمدة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، فيما قال مسؤولان لشبكة "سي إن إن"، الأمريكية إن الأموال لم يتم الإفراج عنها بعد؛ لأن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هناك مؤسسة موثوقة لضمان أن الأموال ستفيد الشعب الأفغاني.

كما أثار مسؤولو الإدارة الأمريكية مرارًا، "محنة" النساء والفتيات في محادثاتهم مع طالبان، فيما وصف مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أفغانستان الشهر الماضي تراجع حقوق النساء والفتيات في المجتمع الأفغاني بأنه "مذهل".