العين الاخباريةخيارات ضئيلة للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية في 8 نوفمبر المقبل، والتي تعد أقرب للاستفتاء على شرعية ساكن البيت الأبيض.
فهل سيتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من الاحتفاظ بالغالبية الضئيلة في الكونجرس، أم سيعيد السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب للجمهوريين الذين سيحاولون عرقلة سياساته سؤال الإجابة عنه سيحددها يوم الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، موعد انتخابات التجديد النصفي التي ستشهدها الولايات المتحدة.
ففيما دعا جو بايدن الأمريكيين إلى منحه الغالبية الكافية للالتفاف على اللوائح المنظمة البرلمانية التي تمنعه من تشريع الإجهاض في جميع أنحاء البلاد، أو لمنع الأسلحة الهجومية، قائلا، إن الإجهاض والأسلحة النارية والنظام الصحي، كلها موجودة على "أوراق الاقتراع"، شحذ الجمهوريون أسلحتهم لمواجهة من نوع خاص.
فالجمهوريون بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب سيخوضون معركة شرسة ضد التضخم ومكافحة المخدرات، متعهدين بفتح سلسلة تحقيقات برلمانية ضد جو بايدن، ومستشار جائحة كورونا أنتوني فاوتشي ووزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند، في حال حصلوا على الغالبية، بالإضافة إلى تخطيطهم وقف عمل لجنة التحقيق في الهجوم على الكونجرس الأمريكي الذي نفذه أنصار دونالد ترامب.
وأمام هذين الخيارين، يقف الأمريكيون على عتبة 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ليحددوا الكفة الراجحة، كما قال الرئيس الأمريكي بايدن، إن "الأمريكيين لديهم الخيار".
فما هي أوراق المعسكرين؟
بعد خسارته في انتخابات الرئاسة للعام 2020، قرر دونالد ترامب أن يلقي بكل ثقله في حملة انتخابات التجديد النصفي، فقدم دعمه لمناهضي الإجهاض والمدافعين عن النظرية القائلة بأن الانتخابات الرئاسية سُرقت منه أو حتى لشخصيات حديثة العهد بالعمل السياسي.
لكن هؤلاء المرشحين المثيرين للجدل في مجلس الشيوخ يواجهون تحديات، بحسب جون هوداك من مركز أبحاث "بروكينجز" والذي قال في آخر مدوناته: "دونالد ترامب ليس مرشحًا في العام 2022، ولكن مستقبله السياسي" على المحك.
وأوضح هوداك، أن خطة ترامب لإعادة تشكيل الحزب الجمهوري على صورته عبر هذه الانتخابات "ستجعله إما خاسراً، أو قائد سياسة الحزب لسنوات مقبلة"، إلا أنه يُنظر إلى العديد من المرشحين الذين أيدهم ترامب في الانتخابات التمهيدية، على أنهم يقوضون "الانتصارات السهلة" التي يمكن أن يحققها مرشحون آخرون في ساحات المعارك الانتخابية الرئيسية أمام الديموقراطيين.
وتقول "فرانس برس"، إن من بين خيارات ترامب المثيرة للجدل، الطبيب الشهير محمد أوز في ولاية بنسلفانيا، والذي يعتبره كثيرون عرضة للزلات الخطابية، بالإضافة إلى جي دي فانس في أوهايو وهو رأسمالي مغامر قضى معظم حياته في وادي التكنولوجيا، ويواجه مشكلات مماثلة لتلك التي يواجهها أوز.
الأمر ذاته في جورجيا، حيث يواجه نجم كرة القدم السابق هيرشل ووكر اتهامات حول العنف المنزلي والكذب بشأن ماضيه وصحته العقلية.
ويقول هوداك إنه إذا "خسر المرشحون لمجلس الشيوخ مثل والكر وأوز وفنس..." وبقيت الغالبية في المجلس في يد الديموقراطيين، فإنه سيتم لوم ترامب.
الديمقراطيون.. الرابح الأكبر
إلا أنه حال تحقيق مرشحي ترامب نتائج سيئة، فإن ذلك سيكون أمرًا جيدًا لمنافسيه في انتخابات العام 2024، ومنهم ليز تشيني المعروفة بعدائها لترامب، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، بالإضافة إلى وزير الخارجية السابق مايك بومبيو الذي قد يتشجع بسبب النتائج السيئة المتوقعة في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويرى ديفيد جرينبرج أستاذ التاريخ والإعلام في جامعة روتجرز، أن الرئيس السابق ليس لديه "إلا القليل ليكسبه" من الانتخابات النصفية، مشيرًا إلى أنه في المقابل لديه الكثير ليفقده، لأنه في حال خسر مرشحوه، سيُنظر إليه على أنه فقد سحره".
وأضاف، أن العديد من الناخبين في الانتخابات التمهيدية للعام 2024 سيفكرون مرتين قبل دعمه مجدداً، وخاصة إذا ترشح بديل شعبوي آخر، مثل ديسانتيس.
إلا أنه مع ذلك، فإنه من المتوقع أن تتقارب الاستطلاعات قبل نوفمبر/تشرين الثاني، وقد ينتصر جميع مرشحي ترامب الأكثر إثارة للانقسام في النهاية، فيما يقول عالم السياسة نيولاس كريل إنه "على الرغم من هزيمته (في الانتخابات الرئاسية)، وإجراءي العزل اللذين تعرّض لهما، وحوالى 12 تحقيقاً جنائياً مهمة، وفضائح لا حصر لها كانت ستُغرق منذ فترة طويلة معظم السياسيين الآخرين، لا يزال ترامب زعيم الحزب بلا منازع".
وأضاف أن "دعم ترامب داخل الحزب الجمهوري قوي للغاية بحيث لا يمكن إلحاق الضرر به بسبب الأداء الحزبي السيئ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل"، إلا أنه مع ذلك، يتوقع مراقبون آخرون أن المشاكل القانونية التي يواجهها رجل الأعمال، بما في ذلك الفضيحة المتعلقة بإساءة التصرف حيال وثائق حكومية سرية، ستؤثر على آفاقه السياسية بقدر ما تؤثر الانتخابات النصفية.
ومع معرفة أوراق الفريقين، بدت تساؤلات حول من يُنتخب والقضايا التي تبدو على المحك؟ واستطلاعات الرأي؟ حاضرة على الساحة في حاجة إلى أجوبة.
فمن يُنتخب؟
تقول "فرانس برس"، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يكون على ورقة الاقتراع هذا الخريف؛ فجميع مقاعد مجلس النواب الأمريكي البالغ عددها 435 ستخضع للتصويت.
ومن المقرر أن يطال التجديد -كذلك- في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أكثر من ثلث أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يضم 100 عضو منتخب تستمر ولايتهم ست سنوات، أي 35 مقعداً، فيما يبدأ المنتخبون الجدد ولايتهم في الثالث من يناير/كانون الثاني 2023.
قضايا على المحك؟
تأثير هذه الانتخابات سيكون حاسماً في جميع أنحاء الولايات المتحدة؛ ففيما دعا بايدن إلى منحه الغالبية الكافية للالتفاف على اللوائح المنظمة البرلمانية التي تمنعه من تشريع الإجهاض في جميع أنحاء البلاد، أو لمنع الأسلحة الهجومية، يعد الجمهوريون أنفسهم لمعركة شرسة ضد التضخم ومكافحة المخدرات، ومواصلة هجومهم ضد الرياضيين المتحولين جنسياً.
الجمهوريون أم الديمقراطيون؟
وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن المعارضة الجمهورية لديها فرصة جيدة للفوز بما لا يقل عن 10 إلى 20 مقعداً في مجلس النواب - وهو ما يكفي للحصول على الأغلبية هناك، فيما تبدو الاستطلاعات أقل وضوحاً فيما يتعلق بمصير مجلس الشيوخ، والذي يأمل الديموقراطيون، عبره الحفاظ على الغالبية.