تجددت الاحتجاجات في جامعة طهران وسط العاصمة الإيرانية، اليوم الأحد، حيث تجمع عدد من الطلاب، هاتفين ضد قمع السلطات ومطالبين بإطلاق سراح المعتقلين، الذين تظاهروا تنديداً بمقتل الشابة مهسا أميني.
كما رددوا شعار: "الشوارع ملطخة بالدماء، وأساتذتنا خرسان!".
كذلك شهدت جامعات في مدينة آراك وقزيون (غرباً) إضراباً للطلبة، وهتافات مناهضة للسلطة.
بالتزامن، شل الإضراب عددا من المدن، حيث أقفلت المحال التجارية، لاسيما في مريوان بمحافظة كردستان، وفرديس كرج، وعبدل آباد.
قنبلة موقوتة
أما في مدينة سنندج الواقعة في منطقة ذات أغلبية كردية تحمل نفس الاسم شمال غربي إيران، فالوضع أشبه بقنبلة موقوتة.
فقد أكدت إحدى سكان المنطقة أن "الوضع متوتر ومتقلب". وأضافت متحدثة عبر تطبيق المراسلة "تليغرام"، "فقط ننتظر حدوث شيء ما، مثل قنبلة موقوتة"، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
كما أشارت ست ناشطات من سنندج إلى أن أساليب القمع بما فيها الضرب والاعتقالات واستخدام الذخيرة الحية وتعطيل الإنترنت، تجعل من الصعب في بعض الأحيان الحفاظ على الزخم.
مع ذلك، تتواصل الاحتجاجات، إلى جانب مظاهر أخرى من العصيان المدني، مثل الإضرابات التجارية وإطلاق السائقين لأبواق السيارات تجاه قوات الأمن.
العصيان.. وتعمق الغضب
ففي سنندج، يتعمق الغضب، لاسيما أن التقاء ثلاثة عوامل جعل المدينة أرضا خصبة للنشاط الاحتجاجي. وهذه العوامل هي تاريخ من المقاومة الكردية، وتزايد الفقر، والتاريخ الطويل من نشاط حقوق المرأة.
"19 طفلا قتلوا"
بالتزامن، أعلنت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، في بيان أن "185 على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 19 طفلا قتلوا في الاحتجاجات التي عمت مختلف المناطق في البلاد منذ ما يقارب الأربعة أسابيع".
فيما وقع أكبر عدد من عمليات القتل في محافظة سيستان وبلوخستان، حيث سقط نصف عدد الضحايا المسجل.
في المقابل، نفت السلطات إطلاق الرصاص الحي، ووصفت الاحتجاجات بأنها مؤامرة من قبل أعداء البلاد بما في ذلك الولايات المتحدة.
كما اتهمت معارضين مسلحين وآخرين بارتكاب أعمال عنف قُتل فيها ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الأمن.
إلى ذلك، أطلق مساعد وزير الداخلية اليوم، تهديدات جديدة بوجه المحتجين، متوعداً بمحاكمات حازمة ورادعة. وأكد أنه لن يتم الإفراج عن المعتقلين، بل ستتم محاكمتهم.
وفاة مهسا
يذكر أنه منذ وفاة أميني البالغة من العمر 22 عاما، في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.
في حين عمدت السلطات إلى أساليب القمع والعنف، سواء عبر قطع الإنترنت أو استعمال الرصاص الحي لتفريق المحتجين.
كما تمسك المسؤولون السياسيون بسيناريو "التخوين"، واصفين المتظاهرين تارة بالخونة وطوراً بمثيري الشغب و"الذباب" التابع للخارج.