على الرغم من تصعيد الولايات المتحدة من لهجتها مؤخراً حيال إمكانية استخدام روسيا للسلاح النووي ضد أوكرانيا، متوعدة موسكو بعواقب وخيمة، إلا أن منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أكد اليوم الأحد أن لا مؤشرات على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ قرارا باستخدام السلاح النووي، بعد الحادثة التي شهدها جسر القرم المهم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة الأوكرانية.

"بوتين بدأ الحرب"

وفيما امتنع كيربي عن التعليق على الحادث الذي استهدف، صباح أمس، الجسر "المرموق"، إلا أنه ذكّر بأن "بوتين هو من بدأ الحرب"، في إشارة ربما إلى ضرورة أن يتحمل العواقب.

كما أكد في مقابلة مع شبكة "إي بي سي" أن بلاده مستمرة بتقديم الدعم العسكري لكييف، مشيراً إلى أن واشنطن تريد حلا للأزمة في أوكرانيا.

وأضاف "على روسيا وأوكرانيا التفاوض وحل الأزمة بينهما".

أما في ما يتعلق بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن حول التهديدات النووية الروسية، فأكد أنها تعكس المخاطر العالية في أوكرانيا.

ضرورة الحوار

إلا أنه لفت في الوقت عينه إلى أنه "لا مؤشر حاليا إلى أن الرئيس الروسي اتخذ قرارا باستخدام أسلحة نووية".

إلى ذلك، دعا كيربي إلى وجوب الحوار بين الجانبين، قائلا "يجب أن يتمكن الطرفان الروسي والأوكراني من الجلوس والتفاوض وإيجاد مخرج بشكل سلمي ودبلوماسي"، لكنه لفت كذلك إلى أن بوتين لم يظهر أي إشارة على استعداده للتفاوض.

رمز مرموق

يشار إلى أن الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش، والذي شهد أمس انفجار شاحنة، يضم طريقا بريا ومسارا مهما للقطارات من وإلى الأراضي الروسية.

كما يمثل طريق إمداد مهما للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ومهما كذلك لمدينة سيفاستوبول الساحلية.

وقد وجه هذا الحادث الذي لم تتبنه رسمياً كييف بعد ضربة موجعة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة قبل سنوات.

ما دفع بعض المراقبين إلى ترجيح رد عنيف من موسكو، وربما تلويح ثانية بالنووي.