بعد يومين من الانفجار الذي دمر جزئياً جسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو من أوكرانيا قبل سنوات، كشفت لجنة التحقيق الروسية اليوم الأحد، أن جهاز المخابرات الأوكرانية وراء تفجير جسر القرم.

بدوره، حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، كييف مسؤولية تفجير جسر القرم، واصفاً الحادث بأنه "عمل إرهابي".

وقال "تفجير جسر القرم كان يستهدف البنية التحتية الروسية".

يأتي ذلك، فيما يترقب العديد من المحللين الخطوات التالية التي سيتخذها بوتين، والتي يرجحون أن تكون تصعيدية، لاسيما أن الانفجار شكل ضربة قوية لموسكو ولأهمية هذا الجسر، رغم أنه استأنف حركته شبه المعتادة اليوم، وعادت القطارات إلى عملها.

إذ يرى محللون أن بوتين سيكثف هجماته، مستهدفا البنى التحتية الأوكرانية خلال الأيام المقبلة كرد على ضرب الجسر.

سيناريو يوم القيامة

وكان دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي، حذر في يوليو الماضي من أن ضرب جسر القرم سيطلق العنان لسيناريو "يوم القيامة"، في إشارة إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية.

يشار إلى انفجار الشاحنة الذي وقع صباح السبت ألحق أضرارا جسيمة بهذا الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش، والذي يضم كذلك طريقا بريا ومسارا للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة.

كما يمثل طريق إمداد مهما للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ومهما كذلك لمدينة سيفاستوبول الساحلية.

وكانت روسيا ضمت القرم عام 2014، وافتتح بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربط شبه الجزيرة بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير بعد ذلك بأربع سنوات.

ويصور الكرملين القرم، التي يتحدث سكانها اللغة الروسية، باعتبارها جزءا تاريخيا وعزيزا من روسيا، وتم التركيز على ترويج هذه الصورة بشكل خاص خلال العام الحالي، بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي (2022).