رغم التوتر الحاد بين بلديهما على خلفية الحرب في أوكرانيا، إلا أن ذلك لم يمنع جنوداً أميركيين من لقاء زملائهم الروس قرب بلدة القحطانية في شمال شرق سوريا.
فلم يكتفِ الطرفان الذين التقوا السبت الماضي، قرب حقل نفطي بالقرب من الحدود التركية في محافظة الحسكة، الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، بسلام عابر بل ترجلوا من آلياتهم ليتبادلوا الضحكات والصور، وذلك في مشهد غير اعتيادي يعكس تعايشاً استثنائياً بين القوتين.
ضحكات وصور وتعايش
وبدلاً من الاحتكاك، أظهرت الصور التي التقطها مصور وكالة "فرانس برس"، الجنود الروس والأميركيين وهم يتبادلون التحية ويتصافحون.
كما ترجل العناصر من آليات تحمل علمي البلدين، وقفوا جنباً إلى جنب، أسلحتهم معلقة على أكتافهم، وتبادلوا الأحاديث والضحكات.
أتت هذه التطورات بعدما باتت القوات الروسية على تماس مباشر مع القوات الأميركية، حيث تداخلت في الأشهر الأخيرة مناطق انتشارهما، وأصبح اعتيادياً في المنطقة مشاهدة جنود روس يتابعون عبر المنظار تحركات القوات الأميركية، والعكس صحيح أيضاً.
وتكررت لقاءات عناصرهم خلال الدوريات، خصوصاً في المنطقة الحدودية مع تركيا، كما أدت في مرات قليلة إلى احتكاكات محدودة.
في حين اعتبر محللون متابعون للشأن السوري، أن ما جرى يعتبر لحظات نادرة، ومؤشراً على أن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تريدان منع التصعيد في سوريا.
منع التصعيد هدف مشترك
يشار إلى أن القوات الأميركية تتواجد عادة في شمال شرق سوريا منذ العام 2014، في إطار التحالف الدولي دعماً للأكراد في مواجهة تنظيم داعش.
في حين دخلت روسيا، التي تنشر قواتها في سوريا منذ العام 2015 دعما للنظام، إلى المشهد في تلك المنطقة إثر اتفاق على دخول مناطق نفوذ الأكراد لوقف عملية عسكرية تركية.
أما سوريا فتعدّ البلد الوحيد الذي تتواجد فيه قوات روسية وأميركية في بقعة جغرافية ضيقة منذ عقود.
ولضمان عدم تطور الاحتكاكات، يتواصل الطرفان عبر ما يُعرف بآليّة فضّ الاشتباك، وهي قنوات اتصال تلعب دوراً رئيسياً في تفادي الحوادث على الأرض وفي الأجواء السورية وتحدّد المناطق الدقيقة للطرفين.
واتُبعت آلية التنسيق هذه منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، بينما كانت الطائرات الأميركية تشارك في الحرب على تنظيم داعش.