أ ف ب
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، ليل الثلاثاء الأربعاء، إنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستخدم سلاحاً نووياً تكتيكياً في أوكرانيا، لافتاً إلى أنه "شخص عقلاني"، ولكنّه "أساء تقدير قدارته وأخطأ في حساباته بشكل كبير بشأن الغزو".

وأضاف بايدن خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" ردّاً على سؤال بشأن تلويح بوتين بإمكانية استخدام السلاح النووي ضدّ أوكرانيا: "لا أعتقد أنّه سيفعل ذلك.. لكنّني أعتقد أنّه أمر غير مسؤول من جهته أن يتحدّث عن ذلك".

وأبلغ الشبكة الإخبارية الأميركية أنّه ليست لديه "أيّ نيّة" للقاء نظيره الروسي خلال قمة مجموعة العشرين المقرّرة في إندونيسيا الشهر المقبل، لكن دون أن يستبعد تماماً هذه الإمكانية إذ قال إنّ "الأمر مرهون" بالظروف.

وقال بايدن للمذيع جيك تابر: "أنظر، ليست لديّ أيّ نيّة للقائه"، مضيفاً: "لكن على سبيل المثال، إذا جاء إليّ في قمّة العشرين وقال إنّه يريد أن يتحدّث بشأن إطلاق سراح (نجمة كرة السلة الأميركية المحتجزة في روسيا) بريتني جرينر، فسألتقي به. أقصد أنّ الأمر مرهون" بالظروف.

لكنّ الرئيس الأميركي أكّد في الوقت نفسه، أنّه يرفض "التفاوض مع روسيا على أيّ شيء يتعلّق ببقائهم (الروس) في أوكرانيا أو احتفاظهم بجزء من أوكرانيا".

ووفقاً للشبكة الأميركية، فقد كانت مسألة ما إذا كان بوتين يتصرف بعقلانية، موضوعاً للنقاش بين بايدن وكبار مسؤوليه وقادة الغرب الذين يحاولون التنبؤ بالخطوات التالية التي قد يتخذها الرئيس الروسي في حربه على أوكرانيا، في الوقت الذي تعاني فيه روسيا من خسائر في ساحة المعركة.

وعلى الرغم من أن بايدن يعتقد أن "بوتين عقلاني"، إلاّ إنه وصف أهداف الرئيس الروسي في أوكرانيا، والتي حددها في خطاب غاضب عندما شن الحرب في فبراير، بأنها "سخيفة".

ووفقاً لمقتطفات من المقابلة، قال بايدن لمذيع "سي إن إن": "أنت تستمع إلى ما يقول (بوتين). إذا استمعت إلى الخطاب الذي ألقاه بعد اتخاذ هذا القرار (الحرب)، فقد تحدّث عن فكرة أنه مطلوب منه أن يكون زعيماً لروسيا التي توحّد جميع المتحدثين باللغة الروسية. أعني، أن هذا أمر غير منطقي".

"تقديرات خاطئة"

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بوتين اعتقد خطأ أن الأوكرانيين سيخضعون للغزو الروسي، وهو سوء تقدير دحضته المقاومة الشرسة داخل البلاد.

وأضاف: "أعتقد أن هذا الخطاب (بوتين) وأهدافه لم تكن عقلانية. أعتقد أنه كان يرى أنه سيتم الترحيب به بأذرع مفتوحة، وأن هذا هو موطن روسيا الأم في كييف، لقد أخطأ تماماً في التقدير".

واعتبرت الشبكة الأميركية أن الهجوم المضاد الذي شنّته أوكرانيا الشهر الماضي ضد الغزو الروسي كان ناجحاً في استعادة الأراضي التي سيطر عليها الروس سابقاً، بما في ذلك مراكز النقل الحيوية. وشكّلت هذه الخسائر إحراجاً كبيراً لموسكو التي كافح جيشها على مدار الحرب المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر".

"معركة ترمب"

وبشأن الانتخابات الأميركية المقبلة، قال جو بايدن إنّه لم يقرّر بعد ما إذا كان سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024 للفوز بولاية ثانية، مؤكّداً في الوقت نفسه اقتناعه بأنّه "قادر على هزيمة دونالد ترمب مجدّداً".

وقال بايدن إنّه بعد الانتخابات التشريعية النصفية المقررة في نوفمبر "سأنخرط في عملية لاتخاذ قرار" بشأن انتخابات 2024، مضيفاً "أعتقد أنّ بإمكاني هزيمة دونالد ترمب مجدّداً".

وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان لا يرى في تقدّمه في السنّ ما يحول دون ترشّحه لولاية ثانية، دافع بايدن بشدّة عن "قدراته على أداء مهام منصبه".

وبايدن الذي يحتفل هذا العام بعيد ميلاده الـ80 و الرئيس الأكبر سنّاً في تاريخ الولايات المتّحدة. أجاب على سؤال "هل يمكنك القيام بهذه المهمة؟"، بأنه "يعتقد القيام بها".

وأضاف: "سمِّ لي رئيساً، في التاريخ الحديث، فعل الكثير بقدر ما فعلت في العامين الأولين" من ولايته.

وفي ما يتعلق بالوضع الاقتصادي الأميركي، قال جو بايدن إنّه لا يظنّ أنّ الولايات المتّحدة ستشهد ركوداً اقتصادياً، معتبراً أنّه في حال حصل هذا الأمر فإنّ هذا الركود سيكون "طفيفاً جداً".

ويأتي إقرار بايدن بإمكانية أن يشهد أكبر اقتصاد في العام ركوداً، بعيد الدعوة التي أطلقها صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، إلى المصارف المركزية "للتحرّك بحزم لإعادة التضخّم إلى معدّله المستهدف".