المتحدّث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم ينفي استخدام الجيش التركي لأسلحة محظّورة خلال مواجهات مع حزب "العمال الكردستاني"، معتبراً أن تلك الأنباء هي "محض افتراءات"
لم تتوقف الاتهامات الموجّهة للجيش التركي باستخدام أسلحةٍ كيمياوية ضد مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" لدى الأحزاب الكردية وتلك الداعمة للأكراد، فقد اتّهم أيضاً حزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، الجيش التركي باستخدام أسلحة محظّورة ضد مقاتلي الحزب الذي تصنفه أنقرة كجماعة "إرهابية" والذي يخوض تمرّداً مسلّحاً ضدّها منذ العام 1984، فما الذي حصل؟
وأعلن حزب "العمال الكردستاني"، الذي يقضي زعيمه عبدالله أوغلان عقوبة السجن المؤبد في سجنٍ معزّول يقع داخل جزيرةٍ تركية منذ اختطافه في كينيا قبل حوالي 23 عاماً، عن مقتل 17 من عناصره داخل إقليم كردستان العراق بسلاحٍ كيمياوي استخدمه الجيش التركي خلال آخر شهرين، حيث تلا ذلك مطالباتٍ واسعة بضرورة إجراء تحقيقاتٍ حول استخدام أنقرة لسلاحٍ محظّور ضد "الكردستاني" لاسيما مع تأكيد شبنام كورور فنجانجي الّتي ترأّس "اتحاد الأطباء الأتراك" لاستخدام الجيش لتلك الأسلحة.
سبق لي أن فحصت جثمانين قتلى من الكردستاني، وكان واضحاً استخدام أحد الغازات السامّة التي تشل النظام العصبي مباشرة
شبنام فنجانجي
ونفى عمر تشيليك، المتحدّث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، استخدام الجيش التركي لأسلحة محظّورة خلال مواجهاتٍ مع حزب "العمال الكردستاني"، معتبراً أن الأنباء التي تتحدّث عن ذلك هي "محض افتراءاتٍ دنيئة".
وقال الباحث والمحلل السياسي أحمد شيخو إن "هناك العديد من الأدلة والأدوات التي قدّمها حزب العمال الكردستاني والتي تؤكّد تعرّض عناصره لهجماتٍ كيمياوية"، مضيفاً أن "مقاتلين اثنين من الحزب يعانيان من أعراضٍ في الجهاز العصبي ومن مشاكلٍ أخرى جراء استخدام تلك الأسلحة في المنطقة التي كانا يتواجدان بها".
وأضاف المحلل السياسي لـ"العربية.نت" أن "تلك الأعراض لدى المقاتلين اللذين ينتميان لحزب العمال الكردستاني تدل على تعرّضهما لمواد وغازات التابون والسارين وكلوروبكرين والخردل مع وجود حاويات لحمض الهيدروكلوريك وحاويات فارغة للحماية من المواد الكيميائية تمّ الحصول عليها من المواقع التي تواجد فيها الجيش التركي مؤخراً"، مشدداً على "ضرورة قيام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بمهامها".
لك الأعراض لدى المقاتلين اللذين ينتميان لحزب العمال الكردستاني تدل على تعرّضهما لمواد وغازات التابون والسارين وكلوروبكرين والخردل
عمر تشيليك
وتابع: "إلى جانب تلك الأعراض ومقاطع الفيديو التي يظهر فيها الجنود الأتراك وهم يحملون مواداً تحميهم من تأشير الأسلحة الكيمياوية، هناك جثث المقاتلين الأكراد والتي تؤكد بلا شك تعرّضهم لموادٍ كيمياوية وفق أطباء مختصين، ولذلك يجب أن تقوم لجان مختصة ومستقلة خاصة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بزيارة المنطقة والوقوف لدى هذه الحادثة لاسيما وأن جثث المقاتلين لا يوجد فيها أي طلقات نارية أو شظايا قذائف".
وكانت فنجاني قد كشفت خلال مقابلةٍ تلفزيونية أنها قامت سابقاً بمعاينة جثامين قتلى من عناصر حزب "العمال الكردستاني". وقالت في هذا الصدد: "لقد سبق لي أن فحصت جثمانين قتلى من الكردستاني، وكان واضحاً استخدام أحد الغازات السامّة التي تشل النظام العصبي مباشرة".
وأضافت أن "هناك العديد من الأسلحة الكيمياوية المحظّورة اليوم، لكننا رغم ذلك نرصد استخدامها في المواجهات، وبالتالي لابد من إخضاع السلطات التركية لتحقيقٍ دقيق".
وكان سازكين تانري كولو، النائب في البرلمان التركي عن حزب "الشعب الجمهوري"، قد اتّهم الجيش التركي اليوم الخميس باستخدام سلاحٍ كيمياوي ضد مقاتلي حزب "العمال الكردستاني"، كما أعلن عن تحضيره لمذكّرة استفهامية سيقدّمها للبرلمان قريباً بشأن الاتهامات الموجّهة للجيش التركي.
كذلك طالب صلاح الدين دمّيرتاش، الرئيس المشارك الأسبق لحزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد والمسجون منذ حوالي ست سنوات، بمحاسبة المسؤولين عن استخدام سلاحٍ محظّور ضد مقاتلي "العمال الكردستاني" في إقليم كردستان العراق.
وحمّل الرئيس المشارك الأسبق للحزب المؤيد للأكراد، مسؤولية استخدام الأسلحة المحظورة للتحالف الحاكم في تركيا والذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية"، مشدداً في تغريدةٍ نشرها محاموه على حسابه الرسمي في موقع "تويتر" على "ضرورة إرسال وفد دولي ومستقل إلى المنطقة" التي قُتِل فيها مقاتلي "الكردستاني"، "للتحقيق في كيفية مقتلهم".