إدارة بايدن تدعم الإحتجاجات لكنها لا تدعم اسقاط النظام في إيران ومتحدة في هذا الشأن
يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن دعوات متزايدة من النشطاء الإيرانيين وحتى ولي العهد السابق لدعم تغيير النظام بشكل علني في إيران حيث يواجه الحكام في البلاد موجة من الاحتجاجات الضخمة.
لكن بايدن ومساعديه غير مستعدين للذهاب إلى هذا الحد. وبدلاً من ذلك ترسم الإدارة مسارًا وسطيًا وهو طريق دعم المحتجين الإيرانيين ومساعدتهم من خلال تخفيف وفرض بعض العقوبات، لكنه لا يرقى إلى مستوى حملة ضغط شاملة لعزل الحكومة الإيرانية أو التخلي عن المحادثات النووية مع الحكومة الإيرانية او حتى إسقاط النظام ، وفقًا لستة مسؤولين أميركيين مطلعين على القضية أبلغوا موقع "بوليتكو".
ومن المتوقع هذا الأسبوع أن تكشف الإدارة عن مزيد من العقوبات على إيران فيما يتعلق بالاحتجاجات. ومن بين الأهداف المحتملة قادة الشرطة الإيرانية من المستوى المتوسط الذين أساءوا معاملة المتظاهرين.
إدارة بايدن موحدة بشأن إيران
ومن المرجح أن تخيب الإستراتيجية العامة للإدارة آمال الكثيرين من النشطاء الإيرانيين، كما يمكن أن يجعل صياغة السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط أكثر صعوبة، خاصة إذا قام النظام الإيراني بإخماد الاحتجاجات وظهر أكثر جرأة لمتابعة برنامجه نووي والتسبب في مشاكل في المنطقة. لكن إدارة بايدن موحدة في هذا النهج، بحسب المشاركين في المناقشات. وقال مسؤول في وزارة الخارجية: "لا توجد انقسامات".
وقال المسؤولون الأميركيون إنهم يجب أن يأخذوا في الاعتبار كل شيء من مطالب حقوق الإنسان للمتظاهرين الإيرانيين إلى تفضيل الولايات المتحدة لاستخدام الدبلوماسية لمنع طهران من حيازة سلاح نووي والتعامل مع قرار إيران بيع طائرات بدون طيار وأسلحة أخرى لروسيا لحربها في أوكرانيا.
لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن الواقع هو أن إدارة بايدن لديها أدوات محدودة نسبيًا لمساعدة المتظاهرين على مواصلة الضغط على النظام رغم شن قواته حملة قمع على الاحتجاجات وقتلت المئات وسجنت الآلاف.
"حركة الاحتجاج عاطفية"
وقال مسؤول أميركي مطلع على القضية عن حركة الاحتجاج: "لا يمكن التنبؤ بها إنها عاطفية وهناك أطفال يتعرضون لإطلاق النار ويعتقد الجميع أن لدينا قوى سحرية".
وبدأت الاحتجاجات في منتصف سبتمبر/ أيلول بعد وفاة مهساء أميني البالغة من العمر 22 عاما. ويُشتبه في أنها تعرضت للضرب بعد أن احتجزتها شرطة الآداب الإيرانية، التي اتهمتها، بعدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح.
وسرعان ما بدأت بعض الإيرانيات في خلع الحجاب في الأماكن العامة، منتهكين بذلك قوانين إيران، وبدأت الإيرانيات من جميع الخلفيات في المسيرات والمشاركة في الاحتجاجات.
"لا نملك عصا سحرية"
واستمرت التظاهرات لأسابيع على الرغم من القمع من قبل قوات أمن النظام، وكانت مطالب المحتجين التي تتراوح بين المزيد من الحقوق للنساء إلى إنهاء حكومتهم لكن حركة الاحتجاجات بلا قيادة إلى حد كبير في هذه المرحلة.
وأظهر إيرانيون بارزون داخل وخارج البلاد تضامنهم مع المتظاهرين، غالبًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وبينما يدعو الكثيرون الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة من أي وقت مضى ضد إيران فإنهم غالبًا ما يختلفون حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه ذلك.
ومن بين المعارضين للنظام رضا بهلوي، ولي العهد السابق لإيران ، والذي أطيح بوالده من منصب شاه إيران خلال ثورة أواخر السبعينيات التي مهدت الطريق للنظام المتشدد.
ودعا بهلوي، الذي يعيش في واشنطن العاصمة المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى دعم تغيير النظام في طهران، ولكن دون تدخل عسكري. ومع ذلك، تقول إدارة بايدن إن ذلك سيكون خطوة بعيدة جدًا.
ولا يحبذ المسؤولون الأميركيون حتى الحديث عن فكرة مثل هذا الموقف السياسي (تغيير النظام)، على الرغم من أنهم يقولون إنهم يحبون رؤية النظام ينهار. وقال مسؤول أميركي "الأمر لا يعود إلينا إن الأمر متروك للشعب الإيراني".