رويترز
طلب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الجمعة، من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي، بأن توقف طهران إرسال أسلحة إلى موسكو.

وأوضح كوليبا عبر "تويتر": "طلبت من إيران أن توقف على الفور تدفق الأسلحة إلى روسيا، والتي تُستخدم لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا".

واتهمت أوكرانيا والغرب، إيران بإرسال طائرات مسيّرة إيرانية الصنع إلى روسيا تستخدمها القوات الروسية في ضربات مدمرة تستهدف البنية التحتية الأوكرانية. وتنفي إيران بدورها الاتهام.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن عبد اللهيان كرر نفي إيران تزويد روسيا بالأسلحة لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا.

ونُقل عن عبد اللهيان قوله: "تربطنا علاقات طيبة مع روسيا وهناك تعاون دفاعي بيننا، لكن سياستنا تجاه الحرب في أوكرانيا هي احترام وحدة أراضي الدول، وعدم إرسال أسلحة إلى طرفي الصراع و(الدعوة إلى) وقف الحرب وعدم تشريد الناس".

وتتهم روسيا باستخدام الطائرات الإيرانية المسيرة بكثافة في حربها مع أوكرانيا، واستُخدمت في أغلب الأحيان خلال الشهر الماضي في استهداف بنية تحتية حيوية للطاقة، وفق السلطات الأوكرانية.

إسقاط 300 مسيّرة إيرانية

وفي وقت سابق الجمعة، صرح المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات في إفادة صحافية، بأن أوكرانيا أسقطت أكثر من 300 طائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد-136" حتى الآن، مضيفاً أن روسيا تُركز صواريخها على استهداف منشآت الطاقة.

وأوضح إهنات أن روسيا توقفت فعلياً عن استخدام الصواريخ الموجهة والباليستية لاستهداف أهداف عسكرية في أوكرانيا، وبدلاً من ذلك تصيب أهداف الطاقة وسط النقص المتزايد في مثل هذه الأسلحة.

عسكريون إيرانيون بالقرم

والأسبوع الماضي، أفادت الولايات المتحدة الأميركية، بأن عسكريين إيرانيين موجودون في شبه جزيرة القرم، لمساعدة الجيش الروسي في تشغيل طائرات مسيرة إيرانية، بهدف شن ضربات في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس آنذاك: "تقييمنا هو أن... هناك أفراداً عسكريين إيرانيين على الأرض في القرم، ويساعدون روسيا في العمليات"، مضيفاً: "يمكننا أن نؤكد أن العسكريين الروس المتمركزين في القرم يوجهون الطائرات المسيرة الإيرانية ويستخدمونها لشن ضربات في أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك الغارات".

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، تزامناً مع برايس: "تقديراتنا تشير إلى أن عسكريين إيرانيين كانوا على الأرض في القرم وساعدوا روسيا في هذه العمليات".

انقطاع الكهرباء في كييف

ميدانياً، أعلنت أوكرانيا انقطاعاً "غير مسبوق" في التيار الكهربائي الجمعة، أثّر إجمالاً على أربعة ملايين شخص خصوصاً في منطقة كييف، مع تضرر منشآت الطاقة الأوكرانية بشدة.

من جانبها، أعلنت روسيا الجمعة أنها أكملت تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط خلال أكثر من شهر بقليل، من بينهم 41 ألفاً نشروا في أوكرانيا، في إشارة تدل على رغبة الرئيس فلاديمير بوتين في عكس مسار تطورات الأسابيع الأخيرة بسرعة، بعد سلسلة نكسات.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي إنه "في العديد من المدن والمناطق في بلادنا، تم قطع الكهرباء لتحقيق الاستقرار". وأضاف أن هذه القيود تؤثر على "قرابة أربعة ملايين أوكراني".

وكتبت شركة "دتيك" الأوكرانية الخاصة على "فيسبوك" الجمعة: "للأسف، ستفرض قيود إضافية على الإمدادات الكهربائية في الأيام المقبلة".

وفي أعقاب الهجمات الروسية الأخيرة على البنية التحتية للكهرباء، اضطرت السلطات الأوكرانية إلى قطع الكهرباء لبضع ساعات يومياً في العديد من المناطق، لا سيما في العاصمة كييف، لتجنب انقطاع التيار كلياً.

وتمكنت وكالة "فرانس برس" من زيارة محطة كهرباء أوكرانية ضربها الروس الخميس، وكان اثنان من الموظفين منكبين على إصلاح كابل بعمود كبير.

وقال بافلو الموظف في المحطة للوكالة: "للمرة الأولى نواجه مثل هذا الضرر"، مضيفاً أن "أعمال التجديد جارية منذ أكثر من أسبوعين. لا نعرف كم من الوقت ستستغرق".

وأكد الموظف أن المحطة استُهدفت بالصواريخ مرتين، ومرة ثالثة بمسيّرة انتحارية "إيرانية الصنع".

تعبئة 300 ألف عنصر

وفي روسيا، قال وزير الدفاع سيرجي شويجو خلال حوار مع بوتين نقله التلفزيون الروسي: "لقد أنجزت مهمة تجنيد 300 ألف شخص".

وبحسب الوزير يجري تدريب 218 ألفاً من جنود الاحتياط في القواعد العسكرية الروسية، وينتشر 41 ألفاً في وحدات عسكرية تقاتل في أوكرانيا، ولا يزال 41 ألفاً آخرين يتدربون لكنهم موجودون في منطقة النزاع.

وفيما أشاد الرئيس الروسي بـ"وطنية" المجندين الذين تمت تعبئتهم منذ 21 سبتمبر، اعتبر أن وصول هؤلاء الرجال الذين كانوا مدنيين قبل أسابيع قليلة، من شأنه أن يعزز الخطوط الروسية ضد الجيش الأوكراني الذي حقق مكاسب كبيرة في شرق أوكرانيا وجنوبها في الشهرين الماضيين.

من جانبها، تستعد قوات كييف لخوض معركة شرسة لاستعادة مدينة خيرسون والمناطق المحيطة بها (جنوب). وأكدت موسكو في وقت سابق أنها أجلت جميع المدنيين الراغبين في المغادرة إلى روسيا أو إلى المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية.

وكان المسؤول الذي عيّنته موسكو في خيرسون فلاديمير سالدو أكد الأربعاء، أنّ 70 ألفاً من السكان على الأقل غادروا منازلهم في المنطقة خلال أقل من أسبوع.

وفي مؤشر إلى شدة المعارك قرب خيرسون، أعلن زعيم جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف الذي تنتشر قواته في أوكرانيا، سقوط 23 من جنوده في قصف أوكراني، أسفر أيضاً عن إصابة 58 آخرين.

وفي مكان آخر على الجبهة، أفادت السلطات الأوكرانية بوقوع قصف روسي أدى إلى تدمير مبنيين سكنيين ومخبز في ميكولايف (جنوب)، وإصابة شخص واحد.