بعد أسابيع من الاضطرابات التي عمت جميع أنحاء إيران إثر وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني تعذيباً على يد شرطة الأخلاق، وما جرّته من عقوبات غربية على البلاد، سجّلت العملة الإيرانية أقوى تراجع لها اليوم الثلاثاء، حيث وصلت إلى أدنى مستوى مقابل الدولار على الإطلاق.
فقد بلغ سعر صرف الريال في طهران 338 ألف ريال مقابل الدولار، مقارنة بـ332200 أمس الاثنين.
هل يتدخّل المركزي؟
في حين لم يتضح بعد إلى أي مدى سيستمر هذا الارتفاع، وما إذا كان البنك المركزي سيتدخل عبر ضخ دولار ضخم في السوق، فيتمكّن من ضبط الوضع، أم أن الأمور خرجت عن السيطرة فعلاً.
أتت هذه التطورات على وقع الاحتجاجات الأخيرة التي عمّت البلاد من جهة إثر وفاة الشابة في أيلول/سبتمبر الماضي، وما تبعها من سخط دولي وفرض عقوبات على النظام في طهران نتيجة القمع الشديد الذي تعاملت به السلطات مع الناس، ومن جهة أخرى بسبب تعثّر مفاوضات النووي مع القوى العالمية والتي شابها الجمود منذ أشهر.
عقوبات غربية خانقة
يشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كانوا فرضوا عقوبات إضافية على إيران بسبب قمعها الوحشي للمتظاهرين وقرارها إرسال مئات الطائرات المسيرة إلى روسيا لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
وتدهور الاقتصاد الإيراني بشكل كبير منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق النووي في 2018، وإعادة العقوبات الخانقة على قطاعي النفط والبنوك الأساسيين في إيران.